نبذة مقتضبة من حياة المرحوم الأستاذ أحمد الإسكافي
من هو الأستاذ المرحوم ؟
هو أحمد بن عبد الله بن عيسى الإسكافي
مولده المبارك ونسبه
ولد الأستاذ أحمد الإسكافي على أرض السنابس الحبيبة الطيبة في عام 1954 م ؛وقد نشأ وتربى على يد أبويه الكريمين و ترعرع في كنفهما وكانا أبوي إيمان وتقوى وحب وولاء لمحمد"ص" وآله الطيبين الطاهرين عليهم الصلاة والسلام ؛وكان له إخوة وأخوات من أبيه وهم (علي) وقد توفي وهو شاب في عام 1967 م تقريبا، (عيسى) وهو لحد الآن موجود حي يرزق ، وله أيضا أخت من أبيه وهي أم عباس علي رضي وسلمان،وحسين،وتوفيق،ومحمود
كما أن للأستاذ أحمد الإسكافي رحمه الله أخت من أمة فقط حيث أن أمه كانت زوجة لزوج سابق قبل أبيه، ومن الطريف أن هذه الأخت كانت زوجة لأخيه المرحوم (علي الإسكافي ) الذي توفي في الستينات حيث أن هذه الأخت ليست أختا لإخوانه من أبيه لأنها ليست من عائلة الإسكافي و إنما هي تشترك مع الأستاذ المرحوم في الأم فقط
أما إخوانه من أبيه وأمه أي الخلصاء هم عبد النبي و مدينة رحمها الله وهي زوجة جميل الأنجاوي (أم حسين) ، أمينة وهي زوجة السيد يوسف من قرية سند ، وزهره وهي أصغر الإخوة الأربعة حيث هم على الترتيب (أحمد ، عبد النبي ، مدينة ، أمينة، زهرة)
حياته الدراسية
التحق بالدراسة الإبتدائية بمدرسة الخميس الابتدائية الإعدادية حينذاك 61~62 م، وقد اكمل الدراسة الابتدائية للسنة أو السنتين الأخيرتين في مدرسة السنابس الابتدائية وقد أنهى الشهادة الابتدائية في العام الدراسي 66~67م . ثم التحق بالإعدادية في مدرسة الخميس الابتدائية الإعدادية أيضا و كانت ذلك الوقت المرحلة الإعدادية سنتين فقط أي لا يوجد ثالث إعدادي بل كانت الإعدادية مقصورة على الصفين الأول و الثاني ؛وقد كانت دراسته الإعدادية في العامين الدراسيين67~68 م، 68~69م
وبعدها التحق بالثانوية الصناعية في العام الدراسي 69~70 م؛ قسم اللحام ؛ ولكن الأستاذ المرحوم لم تسمح له ظروفه بإكمال الدراسة الثانوية و إنما وصل إلى الصف الثاني ثانوي صناعي عام 70~71 م واكتفى بذلك لضعف الحالة المادية لدى العائلة آنذاك
حياته مع العمل و الوظيفة
بعد توقفه عن الدراسة مباشرة حصل على وظيفة في شركة ألبا (ألمنيوم البحرين)، وكان ذلك بتاريخ 22/11/1971م ، وقد شغل مهنة فنية تقوم على التراكيب لبعض الأدوات ، ومسماها ((متركب بدائرة الصيانة)) ومسماها باللغة الإنجليزية((Fitter in Manta)) ، وقد حصل خلال عمله بهده الشركة منح دراسية في البحرين بحيث جعلته يحصل على المستوى الذي يعادل دبلوم الصناعة التي لم يكملها وزيادة على ذلك المستوى ، كما أنه حصل على بعثات دراسية إلى خارج البحرين وكانت تلك الدورات الدراسية في البحرين و بريطانيا تنحصر بين سنة 1974 ~1978 م
وقد كان لتلك الدراسات التي مارسها رحمه الله في تخصصه المهني الأثر الملحوظ في ترقيته إلى وظيفة فنية أعلى من مهنته السابقة وقد ترقى في الوظيفه في الشركة نفسها (ألبا) ومسمى تلك الوظيفة هو(فني بدائرة الصيانة) و باللغة الإنجليزية تسمى(Technician in Manta)
وقد استقال من شركة ألمنيوم البحرين ألبا في23/7/1982م. ثم التحق في 21/8/1982م بوزارة الأشغال و الكهرباء و الماء آنذاك بوظيفة (فني تدريب مهني) يقوم بتدريس الطلبة المتخرجين من الصناعة الذين يريدون العمل في فسم الصيانة بالوزارة المذكورة، وقد حصل على دورة دراسية إلى إيطالية من قبل الوزارة. وقد عمل في هذه الوزارة ما يقارب من السنتين أو أكثر قليلا أو يقل عن ذّلك بقليل
المرحوم وعش الزوجية
تزوج الأستاذ الراحل في سنة 1973م تقريبا، وقد جاءه المولود الأول وهو (عادل) في سنة 1974م ، وله خمسة أولاد كلهم ذكور وهم على التوالي و الفرق بين كل منهم ما يعادل السنتين أو أقل ، عادل، ياسر، حسنين ، نضال ، محمد ، وقد كان نعم الأب المعلم المربي الحنون الصدق لأولاده، ولكن القدر فرق بينه و بينهم وهم في صغر سنهم وهو في ريع شبابه
نشاطه الديني و التوعوي
في العام الدراسي 1976~1977م قام المرحوم بأهم نشاط لخدمة مجتمعه دينيا وتوعوا وهو تأسيس مشروع تعليم الصلاة في السنابس وقد بدأ به في السنة الأولى بمأتم بن خميس ثم بعد أقل من عام قام بفتح مأتم السنابس لتوسعة رقعة المشروع و لكي يحوى معظم أطفال و ناشئ القرية من شرقها إلى غربها والمشروع هو ولله الحمد إلى الآن يقوم بخدمة القرية
وقد كان رحمه الله مولعا بالثقافة و المعرفة فهو كثير القراءة والإطلاع في مختلف المعارف سواء الدينية أم الثقافية ، وقد كان قبل تأسيس المشروع المبارك يقوم بتثقيف وتوعية ثلة من الشباب الذين كانوا ملازمين له ثم بعد ذلك استغل تلك الطاقات الشبابية التي قام بتدريبها في مساعدته على تعليم أبناء القرية في المأتمين بن خميس، و السنابس
وبعد سنتين تقريبا رأى أن كثيرا من أطفال منطقة السنابس الشرقية (مني) يأتون لتعلم الصلاة و بعض المفاهيم الإسلامية في مأتم بن خميس فقام بتقديم الاقتراح للإخوان المقيمين في المنطقة المذكورة بحيث أنهم يقوما بفتح مأتمهم ويبدءوا النشاط كما فعل هو في السنابس ، وبالفعل أخذ على عاتقه بأن يقوم بتدريب نخبة من الشباب في (مني) على طريقة التدريس و فسح لهم المجال بأن يتدربوا في مشروعه المبارك ،ثم قاموا بفتح مأتمهم وسارعوا على النسق المتبع في مشروع الصلاة لمأتمي بن خميس والسنابس
ومع ذلك لم يقتصر نشاط المرحوم أستاذنا الغالي على المشروع بل كان دؤوب العمل على نشر كلمة التوحيد الكلمة و التأكيد على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر قولا و عملا في حركته و سكونه و قيامه و قعوده ، وكان دائما يتمثل في تحركاته وسلوكياته بقول أمير المؤمنين(ع): ( ما أمرتكم بشيء إلا وقد سبقتكم في العمل به ، ولا نهيتكم عن شيء إلا وقد سبقتكم بالانتهاء عنه))
فلقد كان الأستاذ المرحوم يحاول بقدر الإمكان أن يكون قدوة لتلاميذه ، ولمن يريد القيام هو بهدايته و إرشاده إلى الحق و صده عن الباطل
بعض صفات المرحوم أستاذ أحمد
لقد كان دمث الأخلاق لين العريكة ، الابتسامة لا تفارق شفتيه
كان ككثير الاهتمام بالنظافة في هندامه فتراه دائما تفوح منه روائح العطر والياسمين والعنبر، هذا فضلا عن نظافة منزله و سيارته
اللباقة في الحديث ، وقوة المنطق بحيث يجعل السامع لا يمل من حديثه ولو ظل يتحدث معه طول اليوم ، إضافة لذلك لا يتكلم بلغط القول و الهراء ، بل حتى حديثه الهزلي مفيد وليس فيه ثرثرة
دمه خفيف عندما يمازح أصحابه سواء باللسان أم اليد ، أي أنه لا يسبب بمزاحه أي مشكلة لمن يمازحه سواء على مستوى الجسم أم النفسية
دائما يكثر من ذكر الله سبحانه و الصلاة على محمد و آله
كان رحمه له يمتاز بالسخاء والكرم
ومن صفاته أيضا الحب في الله و البغض في الله ، ولطالما كان يؤكد عليها في دروسه الأخلاقية و التربوية في مجلسه المبارك ، وفي حلقاته التعليمية في المأتم
المواظبة والحث على صلاة الجماعة ، و حضور المجالس الحسينية والمحاضرات الإسلامية و الثقافية المعرفية وعدم الاكتفاء بالحضور بل يقوم بتدوين و تلخيص ما يدور فيها من معارف و أفكار و مفاهيم نافعة و موجهة إلى الرشاد وهو في حد ذاته يبين بأنه يحب العلم و التعلم
مؤلفات أستاذنا رحمه الله
مقالات متنوعة/ وقد كان يكتبها في بعض الصحف و المجلات في السبعينيات
المراهقة بين المشكلة و الحل / كان يدرِس هذا الكتاب لطلابه في بداية الثمانينيات / وقد تم طبعه و نفذ
الضياع / وهو كتاب قصصي مشوق / وقد تم طبعه و نفذ
نفحات من نهج الوصي / مخطوط.
مقالات حول القضايا المعاصرة بالنسبة للحياة الاجتماعية/ مخطوط
أسفاره
سافر إلى الحج أكثر من مرتين ، و كذلك العمرة
سافر العراق لزيارة العتبات المقدسة هناك عدة مرات
كما قام بالسفر إلى سوريا و لبنان و تركيا مع بعض أصدقائه
سافر إلى الهند
قام بالسفر إلى إيطاليا
وكان في جميع أسفاره رحمه يدون مذكراته الخاصة بالسفر و ما يحدث له من أمور من أول الرحلة إلى رجوعه إلى بلده سالما
وفاته
لقد استشهد الأستاذ المرحوم غريقاً بتاريخ 29/8/1985م في الهند عن عمر يناهز الحادية والثلاثين .وهو في ذروة شبابه ، وقد جيء بجثمانه الطيب إلى أرض البحرين حيث كانت وصيته أن يدفن في مقبرة السنابس إلى جنب قبر والده و أخيه من أبيه ((علي)) ، وقد شُيعت جنازته تشييعاً لائقاً بمقامه المرموق في المجتمع حيث حضرته عشرات المئات من المشيعين ، وقد أودع مثواه الأخير في نهاية ليلة مظلمة لفقده ، وكل أهله و أحبائه يجهشون بالبكاء
من أجل يعده عنهم ، فإلى جنة الخلد يا أحمد
23/8/2001م
كتبها : محمد عبد النبي الشيخ
لموقع بن خميس
التعليقات (1)
ابو روح الله
تاريخ: 2010-03-07 - الوقت: 08:51 مساءًرحمك الله وجعل الجنة مثواك. لا زالت الأجيال تسعى للسير على نهجك وعلى سلوكك... وكم خسرنا هذه الشخصية،،، وكم كان لها الأثر لو كانت على قيد الحياة... ونسأل الله أن يحشره مع الأئمة الأطهار (ع). المنامة