الفضيحة "انتشار كهشيم النار"
بادئ ذي بدأ أحب أن أوضح سبب كتابتي لهذا المقال، إني من المتابعين مذ طفولتي الأدبية لكتابات الأخ ياسر عبدالله خميس، الذي ما كان يحرجه أن يوجهني بانتقاداته أو بإرشاداته لربما أحياناً المرّة علي والمشجعة أحياناً كثيرة ولكن بإسلوبة المعتاد الذي نحن أبناء المنطقة والقريبين منه متعارفين عليه، ليس فقط "منتقدجي".
هو هكذا كما عهدته لم يبتعد عن لحمته من لبنات المجتمع الصغير، والذي يحاول أن يبرز فيه روح الأخوة التي لا يتخللها الرياء أو الكذب أو الخيانة أو الضغائن والعدوات، كلمة في بداية المقال كان لا بد منها مع إنني اعلم إنه لا يحب أن تذكر، لخصلة أنا أعرفها فيه.
قرأت أخر ما كتب فأحببت أن أكتب مضيفاً لما قال ورأى وهذا المقال:
للأسف الشديد أن حالة التفكك التي ألمت ببعض القطاعات في البحرين وبالأخص عكست الصورة على برامجنا في المناطق والأحياء، أخذت تأكل ما عهدناه من تعاليم ومن خصال كان لنا فيها قدوات وأمثال من أبائنا بالمنطقة، ومثل غيابها أي القدوة والتوجيه غياب الكثير من العادات التي لا نلام إن نراها في مجتمعاتنا الصغيرة.
ومنها الأخطر والأشد على قلب كل مؤمن وهي "تتبع عثرات الناس"، العلم الاجتماعي يفرد لهذه باب تحت تحليل الشخصية وإذ يعتبرها من أمراض النفس الخطرة وأحد أهم المرتكزات على ضياع الفرد في حال لم يتم معالجتها بسرعة.
وإننا حينما نحب أن نلتقي بالأحبة في المنطقة والاجتماع في المجالس والمأتم لا يكون ذلك إلا لزيادة الألفة الإيمانية والمودة بين الأخوة من المؤمنين، وإن أبرز ما يتخوف منه أي زائر لكل تلك المجالس المحببة للمؤمنين هي العادات التي باتت حديثهم الأول ألا وهي –وأنا لست صاحب نضرة تشاؤمية- إنما أوضح ما يجب تداركه- وهي تتبع عيوب الناس وملاحقة عوراتهم واغتياب الآخرين، وهذا ما ينبغي التنبيه عليه إن أحد مطبات إبليس والنفس الأمارة بالسوء، وللأسف الشديد إن هذه المظاهر تزداد في شهور الله الشهور التي حبب الله ذكره فيها وفضلها على سائر شهور السنة الشهور التي يجتمع فيها العباد لذكر الواحد الأحد.
ولأننا مأمورين بإتباع الحق واستماع الذكر وإتباعه ولأن لنا برسول الله أسوة حسنة علينا تتبعة كما تتبعه علي "عليه السلام" علينا تدارك ما كان من أنفسنا وأفعالنا قبل فوات الأوان، هذا هو النذير للتائبين إذ يقول الأمير للمؤمنين الإمام علي "عليه السلام": "كان في الأرض أمانان من عذاب الله، رفع الأول وبقي الثاني، فأما الأول: رسول الله "وما كان الله تعالي ليعذبهم وأنت فيهم"، وأما الثاني: فالاستغفار "وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون" فألزموا الأمان الثاني"فالفعل الاستغفار عجائبه على النفس وعلى كل أحوال وضروف الإنسان إذ تناله راحة عجيبة، وتنزاح كل همومه وكأنها ولا شيء فنعم كما قال تعالى: "وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون".
التعليقات (1)
فراس محمد
تاريخ: 2009-12-29 - الوقت: 22:34:40إنتشار أخبار السوء و الفحشاء يفقد المجتمع ثقته في نفسه و يصبح أمر إعادته للجادة عسيراً ، كما أنها تطبّع الفحشاء و تجعلها من عامة القول إذا ما تعوّدت أسماعنا عليها ، لذلك نهنا القرآن و النبي (ص) على نشر مثل هذه الأخبار و ملاحقة عورات الناس ، تاريخ الموضوع قديم بالطبع لكنه مهم و لي ملاحظة إلى الأخ محمد آل حيدر و هي أني ذهبت إلى أرشيف الأخ ياسر عباس خميس و لم أرى مقاله الذي يصب في نفس السياق شكراً مرة أخرى