ضمن موسم "بن خميس" الرمضاني بالسنابس
الغريفي: "المجلس العلمائي" يركز على القضايا المفصلية
قال السيد عبدالله الغريفي نائب رئيس المجلس الإسلامي العلمائي إن المجلس يركز على القضايا المفصلية ذات الأبعاد الخطيرة، ولا يعني أنه لا يهتم بالقضايا المهمة، وذلك مساء أمس الاثنين في ندوة بعنوان "المجلس العلمائي: رؤى وتصورات" ضمن الموسم الرمضاني الثقافي الثاني لحسينية الحاج أحمد بن خميس بمنطقة السنابس.
فكرة المشروع
وشرح الغريفي طبيعة نضوج فكرة إنشاء المجلس، التي لم تكن مرتجلة في ظروف آنية، وقال إن الفكرة كانت متجذرة، أساسها التحول من حال الشتات إلى الفكر المؤسساتي، وأشار إلى أنها لم تكن فكرة جديدة، حيث كانت تراود العلماء وطلاب العلوم الدينية قبل أكثر من 35 سنة، وبالتحديد في سبعينات القرن الماضي، وكانت الفكرة تركز على خلق وجود علمائي يمارس الدور العلمائي بشكل مؤسساتي لتوحيد الخطاب ومعالجة شئون المجتمع المتنوعة، ولكن الفكرة في تلك الفترة لم تستمر من خلال اللقاءات المنتظمة، رغم ذلك تم إعادة طرحها مجددا لوجود مستجدات وظروف في البلد، وعليه تم تشكيل لجنة علمائية سباعية قبل ثلاث سنوات، ونتيجة تقلص العدد تم تشكيل المكتب العلمائي الرباعي، بعدها تقلص بعد مرض الشيخ عبدالأمير الجمري إلى المكتب العلمائي الثلاثي (الشيخ عيسى قاسم، الشيخ حسين نجاتي، السيد عبدالله الغريفي). ورغبة في إيجاد صيغة أكثر فاعلية، تم التوافق على تجميد المكتب، وأكد الغريفي على أن ظهور مشروع المجلس الإسلامي العلمائي هدفه احتضان الشخصيات العلمائية تحت صيغة مدروسة في ظل التحديات الراهنة.
خطوات وآلية المشروع
وأوضح السيد عبدالله الغريفي أن الخطوة الأولى بعد تبلور الفكرة هي تشكيل لجنة مصغرة من سبعة علماء لوضع نظام أساسي للمشروع، وهذه اللجنة استمرت لعدة أشهر من العمل الدءوب. بعدها تم عقد لقاءات مع العلماء لتدارس الفكرة والنظام الداخلي للمشروع، حيث انضم مائة عالم دين للمشروع، الذين شكلوا الجمعية العمومية، ونتيجة لهذا التشكيل انتخبت الهيئة المركزية، ومنها خرج المشروع إلى النور بعنوان "المجلس الإسلامي العلمائي".
.. يحتضن مرجعيات مختلفة
وقال الغريفي إن المشروعات المفصلية قد تصاحبها إشكاليات كثيرة قد تستمر إلى سنين، وأضاف أن المجلس يحترم القناعات الأخرى. وبشأن استخدام مصطلح "طيف واحد" يسيطر على المجلس، أوضح أنه هذا المصطلح غير مفهوم ولا ينطبق إلا على التوجهات كالليبرالية والاشتراكية، ولكن المجلس يحتوي على مرجعيات مختلفة حتى في الهيئة المركزية.
الموقف من "الإسلامي الأعلى"
وعن موقف المجلس العلمائي من المجلس الإسلامي الأعلى التابع لوزارة الشئون الإسلامية، قال نائب رئيس المجلس الإسلامي العلمائي إن موقف المجلس واضح وخصوصا من الناحية الشرعية رغم معالجة بعض بنود المجلس. وأضاف أن دخولنا مرهون بحل الملفات الراهنة في الساحة أكانت سياسية، اجتماعية، أو اقتصادية. وبشأن الأوقاف الجعفرية، قال إن المجلس قدم مشروعا متكاملا لاستقلال الأوقاف بحيث تكون تحت إشراف علمائي وهذا قد يستغرق وقتا.
تنظيم الاحتفالات
وقال الغريفي إن هدف المجلس من تنظيم الاحتفالات المركزية هو لجذب حضور فعال لتوصيل خطاب المجلس، والمسيرات التي ينظمها ليس عادية بحجمها وسبب اجتماعها، وأكد على أنه في الساحة التعليمية هناك تدخل في المناهج الدراسية الحكومية لوجود الكثير من الشوائب فيها، بالإضافة إلى وجود مشروع للتعليم الديني الأهلي تستخدم فيه مناهج محلية التأليف.
مقارنة لبنان بالبحرين
وشدد السيد عبدالله الغريفي على أن مملكة البحرين مختلفة عن الوضع بجميع أشكاله في لبنان، لأن الأفق في البحرين ضيق مقارنة بالجو المفتوح في لبنان، ولكون المجلس محاصر من الدولة وبعض فئات المجتمع، علاوة على أن الدعم المادي للمجلس ضعيف ولا يلبي الطموح، وكذلك الحقوق الشرعية التي لا تغطي ما نصبو إليه.
المجلس.. مشروع شمولي
وتلخيصا للنظرة العامة للمجلس العلمائي، قال الغريفي إن المجلس ينطلق من مشروع شمولي، ولا يقتصر على الموضوعات ذات البعد الديني والاجتماعية، وأضاف " نحن أكبر من الموضوعات السياسية، ولكن ليس معنى ذلك أننا لا نتدخل في السياسة". وأشار إلى أن الاعتصامات والمسيرات أصبحت مستهلكة، وأكد على أن هناك اجتماعا سيعقد بين العلماء والملك لمناقشة الملفات المهمة بدون أية مجاملة.
التعليقات (1)
يؤسفني القول أن المجلس العلمائي لايلبي طموح الأمة وملفاته التي يعمل عليها لاتغير في الواقع برمته وإنما تمس بعض الملفات أما عزة وكرامة المواطن فهي ليست في أجندة المجلس وكذلك الأمور السياسية ليست في أجندة المجلس .. وعليه فأتمنى أن يكون المجلس الموقر مختصا بالجانب الديني والإجتماعي لأنه أقدر على تحمل مسؤولية من هذا النوع أما الجوانب الأخرى فإنني أتمنى أن يتصدى لها من هو أكثر كفاءة وخيرة .. خصوصا إذا كنا نتكلم عن التخصص فإن هناك من هم متخصصون في الجانب السياسي أكثر قدرة ممن هم في المجلس العلمائي الموقر