واصل سماحة الشيخ جاسم الدمستاني سلسلة مجالسه الحسينية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، وذلك في يوم السابع من المحرم الحرام لعام 1443 ، وهو اليوم المخصص لرثاء قمر بني هاشم العباس بن علي ( ع ) ، من الأبواب التي من خلالها نتعرف على الشخصيات بدءًا من المعصومين ( ع ) و تثنية بالتالين بعد المعصومين وهم الذين يمثلون دائرة الإصطفاء الثانية بعد المعصومين ، و هذا واضح من خلال الطرح القرآني أن الإصطفاء له دوائر مختلفة ، اذا أراد القرآن الحديث حول رسول الله و صفاته فإنه يعطيه صفاتًا متعددة و يفصل فيها أكثر من باقي الأنبياء وان كانت قصة موسى هي الأكثر ذكرًا في القرآن الكريم . القرآن الكريم يصف النبي محمد ( ص ) بالرسول من خلال تبليغ الأحكام و اذا أراد أن يبين صفاته و أفضاله يصفه بالنبي .
وكذلك أوصياء الله مثل آصف بن برخيا وصي سليمان الذي أتى بالعرش ، وهذا يمثل أفضلية و أولوية للاصطفاء في النبوة ، و أصفياءه يمثلون الأولوية و المقام الأسمى في الأصفياء ، دائرة الإصطفاء الالهية ليست متوقفة عند الأنبياء و الأولياء وان كانت أعلاها عند النبي محمد ( ص ) و أهل بيته ، فمن سورة آل عمران " وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42) " ، من سورة القصص " وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا ۖ إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10) " ، فدوائر الإصطفاء تأتي تباعًا ، الأمثل فالأمثل . لم يكن ما صنعه العباس في كربلاء وليد الساعة حيث يروى عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال : "إن ولدي العباس زقّ العلم زقّاً" .
التعليقات (0)