واصل سماحة السيد عدنان الكراني سلسلة مجالسه الحسينية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، و ذلك في ليلة السابع من شهر محرم الحرام لعام 1443 هـ ، و تحت عنوان " الموت في سبيل الحق حياة " ، ابتدأ سماحته بمقطع من الآية المباركة في سورة الشعراء " لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49) " ، ذكرت الآية خطابًا جاء بين فرعون و بين السحرة الذين سجدوا و آمنوا لموسى (ع) ، و يتعرّض لمسألة تضحية الإنسان بجسده .
اليد هي الجارحة التي تستخدمها و اذا تعطّلت تعطلت أعمال الإنسان ، فاليد تارةً تكون في موضع مشرف وتارة غير مشرف ، حينما تكون في وضع مشرف تكون موضع اعتزاز و قداسة و كرامة ، وحينما تعمل وتبذل قصارى جهدها من أجل لقة الله ، يقدسها الله عز وجل ، وهذه رسالة يوحهها الإسلام لنا فالاسلام يدعو الى العمل و الحياة و النشاط و الحيوية . لا تجلس في بيتك ، اسعَ وجاهد و ابذل و استخرج القدرة التي بداخلك ، فباستطاعتك أن تقلب حياتك رأسًا على عقب .
في الموضع الغير مشرف ، حينما يسرق الإنسان فإنه يلوّث ذلك العضو ، و أصبح في موضع عيب وانحطاط ، ويُخشى عليه أن يلوّث باقي الأماكن منه ، فلابد من تطهير المجتمع منه و بتره و قطعه ، من سورة المائدة " وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) " ، أول من قطع الأيدي و الأرجل هو فرعون لما جرت الحادثة بينه النبي موسى ، وذلك لوجود القدرة الخفية والمعجزة في عمل موسى و تأثيرها على السحرة أولًا . هناك أمور مستحيلة عقلًا كالتقاء النقيضين ، و هناك أمور مستحيلة وقوعًا التي بمجرد ارتفاع المانع تجري كتلازم الإحراق مع النار .
التعليقات (0)