واصل سماحة الشيخ جاسم الدمستاني سلسلة مجالسه الحسينية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، وذلك في يوم الخامس من المحرم الحرام لعام 1443 ، وقد تحدث عن وصول الإمام الحسين عليه السلام الى كربلاء وعن خصائص واقعة كربلاء ، حيث أجمع على تلك الواقعة الروايات عن المعصومين في عظمة كربلاء حيث اختصرها الإمام الحسن المجتبى ( ع ) في الرواية المعروفة لما دخل عليه الحسين ( ع ) : " لا يوم كيومك يا أبا عبد الله، يزدلف إليك ثلاثون ألف رجل يدعون أنهم من أمة جدنا محمد " ، هنا ينفي الحسن ( ع ) جنس اليوم ، أي لا يمكن ان يأتي يومًا يضاهي يوم الحسين رغم اعتقادنا بأن رسول الله أفضل من الحسين و علي و فاطمة و الحسن أفضل من الحسين (ع) ، و الإمام الحسن يعلم بجميع الأيام في الماضي و الحاضر و المستقبل و فصولها و أحداثها ، وقد أوضح هذا القول نداء السيدة زينب(ع) يوم العاشوراء: (اليوم مات جدي محمد المصطفى، اليوم مات أبي علي المرتضى، اليوم ماتت أمي فاطمة الزهراء، اليوم مات أخي الحسن المجتبى، يا بقية الماضين، وثمال الباقين) .
هذه الروايات تهيأ قلوبنا للمنبر ، وهذه الروايات من أجل نصرة للقرآن الكريم ، فهناك ربط بين الحسين (ع) وبين القرآن ، فيجب أن تبقى أمور المجلس الحسيني و القضايا التي عرفتنا هذه الأمور كما هي و أن نسلمّها للأجيال القادمة . كل هذا التراث من تمثيل وقراءة للحديث قبل الموعظة يجب أن تبقى لأنها ترتبط بالحسين وهذه إشارة يجب أن نلتفت اليها . عند قراءتنا لوفايات الأئمة نقرأ " كيوم وفاة رسول الله " . خصوصية الحسين ترتبط في جانبها التكويني و جانبها التشريعي . حيث لا يوم من أيام التكوين يضاهي يوم الحسين ( ع ) ، قال الامام الحسين عليه السلام : " جدّي خير منّي، وأبي خير منّي، وأمّي خير منّي، وأخي خير منّي " ، عن رسول الله ( ص ) " إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا " ، و قول الإمام الحسن به دلالة عقائدية ترتبط بعلم الأئمة ، حيث سعة علم الإمام يُبحث من ضمن مباحث أصل الإمامة ، فيقول الإمام الصادق " حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين، و حديث أمير المؤمنين حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وحديث رسول الله صلى الله عليه وآله قول الله عز وجل. " . فهذه وسائل العلم لدى الأئمة فهو علم لدني من الله عز وجل وهو ليس اكتسابيًا من الناس . لا يُمكن أن يُغلب أهل البيت في أي علم و سؤال سواء كان ذلك في العبادات و المعاملات أو غيرها من الأمور الحياتية .
ثورة الحسين تميزت عن باقي الثورات كون الحسين كان صريحًا في أن من كان معه يستشهد ، فعند خروج الحسين عليه السلام فقال عليه السلام: يا حمزة إني سأخبرك بحديث لا تسأل عنه بعد مجلسك هذا، و دعا بقرطاس وكتب فيه:" بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي بن أبي طالب إلى بني هاشم. أما بعد فإنه من لحق بي منكم استشهد، ومن تخلف لم يبلغ مبلغ الفتح والسلام ".و هذا ينافي من يقول بان الحسين كان طالب سُلطة ، كل حدث في قضية الحسين ( ع ) يحمل أبعادًا متعددة .
التعليقات (0)