شارك هذا الموضوع

الزكاة - الديهي ليلة الثلاثين من شهر رمضان لعام 1438 هـ

أنهى سماحة الدكتور عبدالله الديهي سلسلة محاضراته الرمضانية ، وذلك في ليلة الثلاثين من شهر رمضان لعام 1438هـ ، وقد إبتدأ موضوعه بالآية المباركة من سورة الأعلى " قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى " القرآن الكريم دائما ما يقدم الصلاة على الزكاة في كل آياته ، إلا في هذه الآية ، قدّم الله الزكاة على الصلاة ، من هنا ننطلق حديثنا أولًا عن معنى الزكاة في اللغة ، و ما معنى الزكاة في الإصطلاح و معناها اذا لم يأتي معها قيد ، وما هي الزكوات الواجبة و من ثم نتطرق للخمس ، ثانيًا ما هي الكفارات ولماذا استخدمت ، الأمر الثالث ما قيمة زكاة الفطرة وهي صغيرة .
الزكاة من زكا يزكو بمعنة نمى و كثر ، ولا يطلق على المال فقط ، البلد الزاكي ، أي طيب في مائه ، كل ما يكون فيه نماء وطيب يسمّى زاكي ، في الإصطلاح ، هناك إصطلاحين ، الأول ما ذكرت الزكاة مقرونة بالصلاة إلا و أريد منها الزكاة المستحبة " وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ " " إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ " " وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا " و ذكرت الزكاة بمعنى الواجب في زكاة الفطرة في الآية التي تقدّمنا بها المجلس ، هناك حق من حقوق الله ، ونقسم الحق الى قسمين ، قسم لله و للرسول والإمام ، وقسم للمرجع و الهواشم ، هذا ما نسمّيه بالخمس ، ويُعتبر فريضة من الفرائض الثابتة و التي لم تُنسخ .
القسم الثاني الكفارات ، هناك جانبان ، فهي تسقط عن المذنب ذنوبه ، ثانيا تعمل على إيجاد حياة للفقراء حتى تطمئن القلوب ، كفارة القتل الخطأ عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أو اطعام 60 مسكين ، ويكفي صيام شهر و يوم و يجزأ الباقي إن أراد ، كفارة الإفطار في شهر رمضان يجب عليه القضاء و الكفارة ، إما أن يعتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكين ، الحلف باليمين ، يجب عليه أن يكفر إما أن يصوم 3 أيام متتاليات أو إطعام أو كسوة عشرة مساكين ، الفدية " أيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ " الذين يطيقونه هم الشيخ الطاعن في السن و المرأة العجوز و المرأة الحامل التي تخاف على جنينها عليها القضاء و الفدية و المرأة المرضعة التي تخاف أن يقل لبنها ، و من تساهل في القضاء ، لنسارع و نسابق للخيرات
القسم الثالث زكاة الفطرة ، صغيرة في حجمها كبيرة في جُرمها ولها فضل عظيم عند الله ، و إذا فات وقتها من حين طلوع الهلال حتى مطلع الشمس ، لو أخرج ذهبًا لما ساوى تلك الزكاة ، تجب على المعيل وهو البالغ العاقل الحرّ المسلم المالك لمؤونة سنة إما قوة و إما فعلًا ، هناك إكرام خاص لبني هاشم ، هؤلاء عزّنا و فخرنا وبركتنا ونماؤنا ، هم أصل الثمرة ، لا تحلّ فطرة غير الهاشمي للهاشمي ، وذلك للمحافظة على وجوه بني هاشم ، ولذلك فرض الخمس لهم ليكونوا كرماء .
كانت الليلة آخر ليلة لسماحة الدكتور عبدالله الديهي حيث تم في الختام تكريم سماحته على إطلالته المباركة طيلة النصف الثاني من شهر رمضان لموسم 1438 هـ ، وستكون آخر قراءة ليلة الغد ، ليلة العيد ، إدارة ومنتسبو الحسينية تتقدّم بالتهاني و التبريكات بمناسبة عيد الفطر المبارك ، كلّ عام وأنت بخير .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع