شارك هذا الموضوع

العوام و الخواص - الديهي ليلة الرابع و العشرين من شهر رمضان لعام 1438 هـ

أكمل سماحة الدكتور عبدالله الديهي سلسلة محاضراته الرمضانية ، وذلك في ليلة الرابع و العشرين من شهر رمضان المبارك لعام 1438 هـ ، عن الإمام الحسين عليه السلام " كتاب الله عز وجل على أربعة أشياء: على العبارة، والإشارة، واللطائف، والحقائق. فالعبارة للعوام، والإشارة للخواص، واللطائف للأولياء، والحقائق للأنبياء " ، من أروع كلمات الإمام الحسين ، هذا التقسيم ، تقسيم الناس تجاه القرآن ، سنستلّ منه تقسيمات للناس على أربعة أنحاء ، النحو الأول العوام و الثاني الخواص ، و الثالث خواص الخواص ، و النحو الرابع خواص خواص الخواص ، القسمان الأولان سنتحدث عنهما حيث هم المبتلون ، قسم الأولياء في كل زمن موجودين ولكن قليلون ، و الله أخفى عباده ، من صفات ليلة القدر أنها مخفية و يبدو أن كثيرًا من الأمور كانت مخفية حيث الله أخفى رضاه في طاعاته ، حيث نجتهد في تتبع إطاعة الله ، الله سبحانه وتعالى أخفى غضبه في معاصيه ، 72 أو 73 من الكبائر حددها العلماء ولكن ما أكثر الذنوب القلبية و اللسانية و الجوانحية التي يرتكبها الإنسان ، هناك توصيات أخلاقية بأن لا تحتقر أحد من الناس فلعلّه ولي من أولياء الله ، و هؤلاء هم البركة ، فما وراء المحنة منح ،
الرأي الأول بالمقصود بالعوام والخواصة ، هم من ناحية النسب ، النسب الى رسول الله هو أشرف الأنساب ، قد نقصد من النسب الرتبة ، النسب لا يؤخذ به ، نسب الإنسان دينه وعقيدته وعمله ، شرف الإنتساب الى رسول الله شرفٌ عظيم ، البعض لم يراعي لهذا النسب شرفًا ، فيلتحق بالمنكرين للقرآن الكريم ، وهذا المعنى الأول ، المعنى الثاني الرتب الإجتماعية ، المعنى الثالث من العوام والخواص ماليًا ، القسم الرابع ، الخواص بمعنى الفقهاء و المراجع و العوام بمعنى المقلّدون ، لما نأتي للرسالة العملية ، أول المسائل المكلّف إما أن يكون مجتهدًا و إما مُحتاطًا و إما مُقلّدا ، و الفقهاء يسمّون الخواص ، القسم الخامس له مقام آخر ، العوام من النواحي الأبجدية أي قد يكون أميّا لا يعرف القراءة والكتابة و يكون في نفس الوقت من الخواص .
لماذا وصف نبيّنا بالأمي ؟ ، و أنه ( ص ) كما في القرآن " فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ " ، ما المراد من الأميين و الأمّي ، مأخوذة من الأم أي الأصل ، و قيل للإنسان الذي لا يتقن القراءة و الكناب ، و تطلق على القريبة أمّي و البعيدة حواء ، ويقال لفاتحة الكتاب أم الكتاب و اللوح المحفوظ ، و يقال لأم النجوم المجرّة ، هل كان النبي لا يقرأ و لا يكتب ؟ هل هو عدم معرفة ، إن كان كذلك وذلك نقصٌ ، أم إن الأمر بإختياره ، أم من وراء الأمر مصلحة وهذا ما أشارت اليه الآيات " وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ " أي أن محمد كان كاتبًا و قارئًا ، و أخذ من الكتب السماوية ، و أراد الله ان يسدّ هذا الباب ، هل أن الأمي البسيط عيب ، القراءة و الكتابة وسيلة ، " ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ" ، النبي مستغن لأن له ارتباطٌ بالله بثًا و استقبالًا " سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰ " وهذه لا نافية ، أي أنه لا ينسى أبدًا ، وإلا لو نسي النبي لجاء الشك الى كل الأحكام ، الرسول لابدّ و أن يكون معصومًا حتى لا يتطرّق الشك الى أجزاء الشريعة الإسلامية و نقع تحت الوهم و التسائل ، " فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۗ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ ۖ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا " .
المعنى الثاني للأمي هي ام القرى حيث لمكة أسماء كثيرة ، مكة من المكاء ، حيث يصفق العرب و يصفرون حينما يدورون بالبيت ، حيث المكاء الصفير ، وقيل أن المكة و البكة مثل الشيء حيث يحل الباء و الميم مكان بعضيهما ، وإما لأن البك من كثر إزدحامها ، و إما يراد بأنها تبكّ أعناق الجبابرة ، " هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ" أي من قومهم و عشيرتهم ، يعرفون سلوكه و صدقه وسيرته ، لا هو من الجن و لا هو من الملائكة ، هو بشر مثلهم ، أيها المؤمنون فليكون خطيبنا وعالمنا وطبيبنا و مستشارونا منّا ، من يحترق قلبه على الناس هو من يكون منهم و اليهم .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع