شارك هذا الموضوع

واقعة بدر - الديهي ليلة السابع عشر من شهر رمضان لعام 1438 هـ

أكمل سماحة الدكتور عبدالله الديهي سلسلة محاضراته الرمضانية ، وذلك في ليلة السابع عشر من شهر رمضان المبارك لعام 1438 هـ ، من سورة الأنفال " وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " ، حديثنا هذه الليلة حول أربع نقاط ، المحور الأول تسميات يوم بدر و العلاقة بينه و بين شهر رمضان ، المحور الثاني هو تميّز يوم بدر بالشورى ، المحور الثالث ، السيرة الحلبية تذكر موضع تعجبي أن رسول الله كأنما أصيب بالخوف ، فكيف نرد على ذلك ؟ ، المحور الرابع بدايات المعركة ، بدأت فردية ثم جماعية . وانتهت بنصر سماوي
المحور الأول هناك تسميات في القرآن ليوم بدر ، وسميت بدر دلالة على بئر بدر الذي بناه الغفاريون ، المراد من المصطلحين ، و أهم تلك التسميات يوم التقى الجمعان ، جبهة الشرك و يمثلها أبو سفيان وغيرهم و جبهة المسلمين و يمثلها النبي و أصحابه ، هناك جبهتين على مدى الزمن ، جبهة لله ، و جبهة للشيطان ، جبهة للحق و الهدى و جبهة للباطل و الضلال ، ويوم الفرقان ، الفرقان الذي يفرّق بين الحق و الباطل ، من صفات القرآن الكريم بأنه الفرقان ، سميت بالفرقان لأنه دليل صدق على نبوة النبي ( ص ) ، السبب الثاني لأنه نعمة كبرى و انتشر الإسلام وحرك هذا الدين العقول بأنه يملك قوة عظيمة ، السبب الثالث ليميّز بين المؤمنين الخلص و ممن يدّعون الإسلام ، العلاقة بين شهر رمضان و يوم بدر ، شهر رمضان فيه قدرة لتكوين قوى بشرية تستطيع أن تعرج بروحها الى السماء لتلتقي بقوة السماء ، شهر رمضان شهر استجابة الدعاء ، يوم بدر كان دعاء والذي يدعو رسول الله ( ص ) و الدعاء عامل نفسي يقوي الثقة في نفسه للنصر ، شهر رمضان هو ذخيرة للآخرة ، شهر رمضان شهر الجهاد الداخلي ، شهر محاربة العدو الداخلي ، ولا يستطيع الإنسان الإنتصار على العدو الخارجي حتى ينتصر على العدو الداخلي ، وفي يوم بدر كذلك ، شهر رمضان فيه استهداء بالقرآن .
المحور الثاني تتميز واقعة بدر بالشورى ، المشورة الأولى في أصل القضايا ، قال لهم من أراد أن يبقى في المدينة يبقى ، و الخيار الثاني أن يلاحق ضعينة أبو سفيان و الخيار الثالث الهجوم والقتال ، المشورة الثانية لما التقى الجيشان ، المشورة الثالثة أين تقع الحرب ، النبي نزل في أرض رخوة ، بينما قريش نزلت في أرض صلبة ، فأتاه الحباب بن المنذر ، و نصحه بالإقتراب من البير لتأمين الماء للمقاتلين والحيوانات ، و أن يصنعوا حوضًا ، هذه الحالات الثلاث تشير الى أن المشورة ليست فقط في الحرب بل في جميع القضايا ، لكن هي ليست قانون ، لأن النضج العقلي لم يصل لذلك المستوى المتطور ، وإنما تكافل عقلي و فكري ، التكافل العقلي هو الذي ينمي الكيانات و الأفراد ، النبي أراد ذلك . ركّز محبتك في قلوب الناس من خلال عطفك و حلمك ليثقوا بك ويحبّوك .
المحور الثالث ، السيرة الحلبية تذكر موضع تعجبي أن رسول الله كأنما أصيب بالخوف ، حيث صنع عريشًا وجلس معه اثنان ، و المسلمون مستعدون للقتال ، بل قاتلوا وهو جالس في العريش ، و قال فان انتصروا فبها والا كنا اول الفارّين للمدينة ، فكيف نرد على ذلك ؟ بدر ليس فيه نخل ، وليس من المعقول حمل سعف ، ولو افترضنا ان ليس هناك ببدر نخيل ولكن هناك سعف نخيل ، لم نسمع للنبي أن يصدر اوامر من خلف المقاتلين و يتنافى هذا مع تصريحات امير المؤمنين بأنه يأخذ السيف ويقول سيهزم الجمع ويولّون الدبر ، و كنا اذا حمي الوطيس لذنا برسول الله ، كان أربطنا جأشًا و أثبتنا عزمًا و أكثرنا قتالًا و أقرب للقتال منّا . النبي قائد و لم يتنازل قط عن موقفه ، علي أحد أسباب النصر ولكن ليس بمعنى أن رسول الله خائف بل كان مطمئنًا .
المحور الرابع بدايات المعركة ، بدأت فردية ، النبي أوقف أصحابه وقال لهم كونوا كالخرص و انظروا اليهم نظر شزرة ، وأرسل الكافرون عتبة وشيبة و الوليد ، و النبي أرسل عبيدة لعتبة ، والحمزة لشيبة ، و علي للوليد ، كان أول شهيد عبيدة ، ثم صارت جماعية . وانتهت بنصر سماوي ، التدخل السماوي جاء عن طريق النبي حينما رمى التراب . " فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ۚ وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " ، وبقيت هذه الواقعة تحمل لواء الإسلام .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع