شارك هذا الموضوع

الصفا ليلة العاشر من شهر رمضان لعام 1438 هـ

أكمل سماحة الشيخ إبراهيم الصفا سلسلة محاضراته الرمضانية ، وذلك لليلة العاشرة من شهر رمضان المبارك لعام 1438 هـ ، وتحت عنوان " زوجات خالدات " إبتدأ سماحته بآية من سورة الروم " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " القرآن الكريم يحدثنا عن علامة من علامات عظمته وجلالة قدره و حكمته ، أي أنه خلق الخلق من ذكر و أنثى ، الآيات أي العلامات ، أي من علامات و دلائل قدرته ، لم يخلق الخلق من جنس واحد سواء كان بشريًا أو حيوانيًا أو نباتيًا ، عندما نقف مع الآية المباركة أهمية العلقة الزوجية التي تربط بين الذكر و الأنثى ، عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم :" ما بني بناء في الإسلام أحب إلى اللَّه عزّ وجلّ من التزويج " ، ونقصد به بين ذكر و انثى ، الإنحراف الذي عُرض على الإنسانية حيث شرعت التشريعات فصار نكاح المثليين مشروعًا ، أي أن يتزوّج الذكر ذكرًا و الأنثى أنثىً أو ينكح ما يشاء من الخلق ، بحثنا هذه الليلة يدور حول كيف تكون الزوجة المراة خالدة ؟ ، حيث تصادف الليلة ذكرى وفاة السيدة خديجة .
كيف يمكن للمرأة أن تلتحق بالخالدات في زماننا ؟ ، الخلود الذي نتكلم عنه ليس خلودًا جسمانيًا بقائيًا ، وانما الخلود الذكري ، أن يخلد الإنسان ويتربع على قلوب الناس بالذكر الطيّب ، من خلال إنجازٍ يُنجزه ، أو أخلاق رفيعة ، الحديث حول خلود المرأة ، الخلود الزوجي له أسباب عديدة ، الأول حسن العشرة فعندما تحسن المرأة حسن التبعّل ، يجعلها امرأة تستحقُّ الخلود ، لا أقل في ذهن زوجها ، المرأة بما إتصفت من أخلاق لا يمكن أن تُنسى محبًّة و ذكرى حتى لو تزوج من بعدها زوجها أربع مرات ، المرأة التي تُحسن التبعّل لها أجر سبعين شهيد ، من حسن التبعل أن تخصص الزوجه لزوجها جزءًا من وقتها ، و هذا ينعكس أيضًا على الرجال - وهم أولى - ، عن رسول الله ( ص ) ما من امرأة تسقي زوجها شربة من الماء - ولا خصوصية للماء هنا - إلا كان خيرًا لها من سنة صيام نهارها وقيام ليلها " ، أن نعمّق الآداب و السلوكيات في الحياة الزوجية . العامل الثاني الصبر على أذى زوجها ، المراة الصابرة المُحتسبة ، فلتكن إمرأة تجسّد الصبر في حياتها الزوجية ، قد يعترض هذا البناء الزوجي هزّات ، لابد أن نحافظ على هذا الكيان الإنسانيّ الذي يحبه الله تعالى عز وجل ، " منزلة الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد " .
العامل الثالث ، المحبة الصادقة بين الزوجين ، هذه المحبة ، العلقة الزوجية بناء إنساني ، والعلاقات الإنسانية تجمعها مشاعر و أحاسيس ، ليست كالعلاة بين الإنسان و الجمادات ، بل عاطفة ومشاعر و أحاسيس و وجدان ، قال رسول الله ( ص ): " قول الرجل لزوجته : إني أحبك ؛ لا يذهب من قلبها أبدا " الزوجة التي تريد أن تكون خالدة فلتجعل من الحب أن يخرج من صميم قلبها ، حبّ صادق ، حب الرباب للإمام الحسين عليه السلام ، حب ليس له مثيل ، لأن ذلك الحب واضحٌ وصادقٌ ، ومن أفضل من مثل صور الخلود سيدتنا خديجة . وما فعلته في خدمة الإسلام و رسول الله صلى الله عليه و آله وسلّم

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع