شارك هذا الموضوع

الشيخ إبراهيم الصفا ليلة التاسع من موسم رمضان 1438 هـ

أكمل سماحة الشيخ إبراهيم الصفا سلسلة محاضراته الرمضانية ، وذلك لليلة التاسعة من شهر رمضان المبارك لعام 1438 هـ ، وتحت عنوان " الجاذبية الروحية مرقاة الكمال " جاء في الدعاء للإمام الحسين (ع) " إلهي اطلبني برحمتك حتى اصل اليك واجذبني بمنك حتى اقبل عليك "صدق عليه أفضل الصلاة والسلام .
كلمات تصدر من إمام معصوم في دعاء عرفة وهو يبين حاجة الإنسان إلى الله .. يقول الإمام علي (ع) : رحم الله امرأ أعد لنفسه، واستعد لرمسه.. وعلم من أين، وفي أين، وإلى أين .. قال تعالى " يا أيها الإنسان إنك كادح الى ربك " هذه المسيرة يجب أن تكون بدايتها ونهايتها إلى الله أولياء الله يعرفون أن الطريق إلى الله (إنك كادح) الكدح له معنى أن المسيرة لله محفوفة بالشوك مشقة والتعب ويحتاج إلى جهد شديد تحارب اعدائك في مسيرك إلى الله تحارب الهوى والمغريات وشيطان النفس كلها عوائق للمسير إلى الله المسير لله قلبي سفر داخلي الأجساد تبقى هنا والقلوب تحلق في قرب الله المسيرة لله تحتاج إلى عون واهم عون أن نحظى بجذب ملكوتي لله المسير لله ليس هين .. المسير والسلوك وبناء النفس يحتاج إلى عناء حتى عبر عنه في لسان النبي " بالجهاد الأكبر " تحتاج أن تقاوم حتى تقطع القيود التي عليك .. إذا انقطعت تهيأت للمسير إلى الله المسيرة تحتاج إلى جذب الإمام الحسين يوم عرفة يدعو ربه إلهي اطلبني الأصل للطلب من الفقير للغني يقول للغني تفضل علي و أجذبني العلاقة مع الله إما ان تكون متنافرة كإبليس وإما ان تكون متجاذبة و الجذب له أنواع :-
النوع الأول : الجاذبية الفيزيائية :علاقة المغناطيس بالحديد أينما يوجد الحديد ينجذب للمغناطيس وفق قوانين تكوينية / الجاذبية الطبيعية تكوينية من الله و اكتشفه الانسان ..عند رمي الحجر في السماء وسقوطه في الأرض .
النوع الثاني : الجاذبية الغرائزية : تكوينية أيضا الميل نحو الطعام والشراب و الجنس أودعه الله في الانسان لحفظ النوع هناك أيضا غريزة البحث عن الحقيقة " الفضول الإنساني " البحث عن العلل والمعلولات يحرك الإنسان ليسأل كيف وجد الكون من أوجدني ؟ توصله في النتيجة إلى الله سبحانه وتعالى .
النوع الثالث: الجاذبية الذرية : اشارة إلى عالم الذر وهو أحد عوالم مسيره الانسان حيث توجد الأرواح كل الخليقة موجودون حيث أخذ المياق عليهم يوجد تعارف واختلاف ما تنافر هناك اختلف هنا فهذا اشارة الى مايكون اساسه عالم الذر .
النوع الرابع : التجاذب الديني : بين الأفراد قائم على اساس العقيدة والمعتقد ..فيتجاذب الشيعي والشيعي والعربي والعربي .. الدين أوجد انجذاب المؤمن مع أخيه المؤمن " إنما المؤمنون اخوه " الأيمان يعطي محبة اذا وجد خلل في العلاقة فهنالك أسباب . النوع الخامس : الإنجذاب للشعائر: " واجعل افئدة من الناس تهوي اليه " تتجلى في السلوك منشأه الدين الدين والعقيدة تجذب من ينجذب إليهما الدين جاذب إذا تكلمت بمنطق الدين قد تقيم ثورة
الجاذبية العقلية : تنطلق من عقول الناس .. الإنجذاب نحو العلم والدليل .. العقول تنجذب أين ماوجد الإقناع أذا اقنعتني فأنت قادر على الهيمنة على عقلي وتجذبني لما تريد .. تستطيع أن تجذب الناس بالدليل و الموعظة التي تنحرك القلوب أو " جادلهم بالتي هي احسن " العقل يميل إلى عدة أمور منها الدليل والبرهان إذا أردت أن يقتنع إبنك عن سبب نهيك علل له لتربيه تربية تعليمية وهذه تربية ناجحه تصنع منه عالم بشكل مبسط العقل يميل لمن يقنعه العقل أيضا يميل نحو الكمال أين مايوجد الكمال تنجذب إليه العقول سواء على مستوى الذرة أم المجرة أم الحركة العمرانية أو على مستوى الرسم والفنون العقل ينجذب له الوجه الجميل جاذبية طبيعية هذا له غرض من اغراض الله للانسان لانه سلم من سلالم الوصول لله .. لله صفات جمال كالودور والرحيم و صفات جلال كالقابض والمنتقم .
الحسين (ع) يقول تركت الخلق طراً في هواك و أيتمت العيال لكي أراك .. هذا الانجذاب هو الذي أخرج الحسين من المدينة الى مكة وانتهت مسيرته الى كربلاء و ذهب هناك ليكون قربان العشق لله هو الذي يقول و خير لي مصرعاً انا لاقيه كاني بأوصالي تقطعها ... لهذا ذهب من أجل دين الله لحفظ كتاب الله قدم روحه أولاده انصارة أمواله لله و وقع على الارض ليستقبل رحمة الله ..

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع