شارك هذا الموضوع

الأمل

بقلم الشهيد : جعفر مختار


تتجدد الآمال مع بداية كل عام ، فما الآمال التي داعبت خيالك هذا العام وماذا أعددت لتحقيقها ؟


كل أمة لا يمكنها العيش بعيدة عن الأمل .


فما هو الأمل ؟


الأمل : هو الروح المحرك لمسيرة الإنسان الفكرية ويمكن التقويل عليها .


فالعلاقة بين نمو العقل والأمل هو :


أن آمال الإنسان تكاد تكون خيالية 100 % عندما تتحرك لديه ملكة الخيال أول ما تتحرك ، فتجده يبني أمجاده ، ويصوغ أبطاله الذين يحتذي بهم أشخاصاً خياليين ، يمزقون الأرض بقبضة واحدة ! ومن هنا نجد ولع الأطفال الشديد بالقصص الخيالية والأبطال الإسطوريين .


ومن هنا أن الإنسان يتدرج في نمو العقل كلما ازداد النمو العقلي كلما أكتسبت الآمال شيئاً من الواقعية ، إلى أن يصل إلى المرحلة التامة من الرشد ، وحينذاك سكتشف تفاهة الآمال الخيالية ، وتفاهة الأشياء التي تصور من قبل وبمقتضى بيته أنها أمور بعيدة المنال .


وإذا توضحت الآمال جيداً وتأكد من واقعيتها ، انطلق يخطط بدقة للوصول إليها فقد أصبح سلوكه حينذاك سلوكاً يتم وفق اعداد مسبق وبثقة أكبر ، وبدافع أقوى ، وهذه هي ارقى شروط النجاح .


ضوابط الأمل :


أن الأمل محرك أساسي للإنسان وأنه كلما علا مستواه أرتفعت طاقة دفعه ، وإن الإسلام سائر ما عداه بأنه يغرس في أعماق الإنسان الآمال الكبرى التي تضرب إلى غاية ( الخلود ) من جهة ، وتحتفظ بواقعيتها من جهة أخرى ، وأن وسائل تنمية الأمل استمدت من العقيدة والمفاهيم الإسلامية فعاليتها وتأثيرها .


أن وعي متطلبات تحقيق الأمل يجب توفره دائماً عندما يراد الإنسياق لتحقيقه فكيف أوجد الإسلام ذلك ؟


لا ريب في أن الإسلام يجعل الهدف الذي يعني تحقيقه تحقيق كل الآمال الأخرى ( رضا الله تعالى ) فحسب ، بإعتبار أن رضا الله عند العبد استطاع أن يحصل على المكانة اللأئقة به في الواقع ، وبالتالي فإن ذلك سيحقق له أبعد الآمال ، فقد جعلت الحياة الأخرى الهدف الأكبر حين امتلكت الحياة الدنيا نصيباً من الإستهداف وتحقيق المتع المادية قسطاً من الدوافع .


وفي نهاية الكلمة هذه أريد أن أقول : فلتكن آمالنا آمال الخير والسعادة .. آمال الجد والعمل .. آمال رفع مستوى النفس بالثقافة والمعرفة .


شهر شوال 1406هـ

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع