بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين . عظم الله أجورنا وأجوركم في أبي عبدالله الحسين وأهل بيته وأنصاره ونسأل الله سبحانه أن يجعلنا من شيعتهم والسائرين في خطهم .إخوتي الأعزاء أبنائي المحترمين تلبية لطلب عدد من الأخوة المؤمنين أن أتشرف بإلقاء كلمة بسيطة ألقي هذه الكلمة المتواضعة، ولتكن تحت عنوان: "خط الحسين (ع)". خط الحسين (ع)، وما أدراك ما خط الحسين، وما أعذب اسم هذا الخط وهذه الكلمة أي خط هذا؟ بقي هذا الخط ملتهبا حياً نابضاً معطاءاً رغم الظروف كلها مهما كانت الظروف الجاهلية ومهما كانت الهيمنة الصنمية والفرعونية، بقي هذا الخط يؤدي دوره ويعطي عطاءه ونحن مع هذا الخط، سنعيش مع هذا الخط، ودعونا تحت هذه المظلة، وتحت
هذه القبة الشماء، دعونا نعاهد سيدنا الحسين (ع) بأن نكون مع هذا الخط وفي ظل هذا الخط لن نحيد ولن نحول ولن نزول إطلاقا وأبدا مهما كانت الظروف. إن خط الحسين بقي ملتهباً يستفيد منه حتى من لم يؤمن بدين الحسين وكلمة الزعيم الهندي "غاندي" معروفة (تعلمت من الحسين أن أكون مظلوماً فأنتصر)، أي خط هذا؟! إنه خط الإباء والأريحية، خط النبل والكرم، خط الفداء والتضحية، خط العطاء بلا حدود. بعض أساتذتنا وشعراءنا يخاطب صاحب هذا الخط يقول له:
أنبئك أن دما أهرقـت ألوية شم إذا ما استحـر الخطـب تنتصـرُ
ولوعةً فـي رضيع أثكـلوك بـه وجبهة وسمـوا أو خنصـرا بتروا
قذائـف قد أدالـت من عروشهـم فرحت وحدك في الميدان تنتصـر
فاروِ الخلود فما كان الخلود سوى وثيقـة وقعتـها باسمـك العُصُـر
ويقول هذا الأستاذ في مقام آخر وفي قصيدة أخرى:
زعموا بأن قتل الحسـين يزيدهـم لـكنمـا قتـل الحسيـن يـزيـدا
إننا مع هذا الخط لسنا أبداً تراجعيين لأننا مع خط الحسين، لسنا تساوميين لأننا مع خط
الحسين، لسنا ترقيعيين أبدا لأننا مع خط الحسين. إننا نريد الحق والحق وحده ولا نريد أن نكون ازدواجيين أو انهزاميين أو سلبيين أبدا في يوم من الأيام معك معك أبا عبدالله لا مع عدوك، نعيش مع خطك ونموت مع خطك ونستشهد من أجل خطك .
خط الحسين (ع) –أيها الأحبة- علمنا كيف نكون صابرين على البأساء والضراء، وكيف نستعذب الضربات والطعنات في سبيل الله وفي سبيل الأمة وعلمنا خط الحسين كيف نكون منطقيين لا نغالط ولا نخادع ولا نتقمص بقمص لا نؤمن بها ولا ندين بها. أجل علمنا الحسين كيف نكون منطقيين وكيف نكون صرحاء وكيف نكون واقعيين وكيف نكون حضاريين وعلمنا خط الحسين (ع) كيف نكون أبناء مبدأ واحد أبدا أبدا لا تفرقنا النزعات ولا القوميات ولا الإقليميات ولا الرغبات المتعارضة أو المتضاربة علمنا كيف نكون جماعة فئة متراصة متحدة فأي اختلاف وأي تفرق هو حرب لخط الحسين.
أخوتي أبنائي:
إذا كنا نؤمن بهذا الخط حقا ونعيش هذا الخط حقا فعلينا أن نكون متحدين متراصين متعاونين. إن الخصم والمعارض لهذا الخط لا يرحم أبدا وإنه لا يفرق بين ابن قرية كذا وابن مدينة كذا وابن القبيلة الفلانية إنه يتعامل مع الجميع معاملة واحدة إنه يعادي الجميع ويحارب الجميع.
أحبتي، إن الخصم يتعامل مع الجميع معاملة واحدة فلنكن واعين يقظين ولنرص صفوفنا ولنوحد كلمتنا ولا يجوز إطلاقا إذا كنا ننطلق من خط الحسين أن نسمح لأين كائنا ما كان بأن يفرق جمعنا ووحدتنا، وأن يفتت كلمتنا علينا أن نكون متحدين دائما وأبدا ومتحملين للمسؤولية رغم كل الظروف ومهما كانت الأحوال.
ولقد ذكرت –أيها الأحبة- وأنا أقضي هذا الوقت معكم في هذا المكان الطاهر بيوم آخر عشنا معاً فيه كارثة فقد الشهيد هاني خميس، وكارثة الشهيد هاني ا لوسطي طيب الله ثراهما، هادين جميعا وأرواح جميع العلماء والمؤمنين والمؤمنات، نهدي سورة الفاتحة تسبقها الصلوات.
التعليقات (0)