شارك هذا الموضوع

الديهي في ليلة التاسع و العشرين من شهر رمضان المبارك 1437هـ

تواصلت مجالس سماحة الشيخ الدكتور عبدالله الديهي الرمضانية بحسينة الحاج أحمد بن خميس وذلك في الليلة التاسعة و العشرين من شهر رمضان لعام 1437هـ ، حيث ابتدأ سماحته محاضرته لهذه الليلة بآية من سورة البقرة " لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ " ، سيدور حديثنا حول محورين ، المحور الأول حقوق الله المالية ، المحور الثاني حقوق الناس المالية ، في الواقع هي تقسيمات ، لابدّ من نية القربة خصوصًا في الجوانب المالية ، ونوافعها تعود للناس في النهاية .
المحور الأول ، الحقوق المالية لله و أولها الخمس ، وقد ذكرنا بالأمس عن الزكاة ، الخمس دليله قرآني ، لابدّ أن نعرف أن أول مصادر التشريع هو القرآن و ثانيًا السُنّة وهي سنة المعصوم متمثلةٌ في النبي ( ص ) و فاطمة ( عليها السلام ) و الأئمة ( عليهم السلام ) ، من سورة الأنفال " واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير " وقد ردّ على الخمس بأنّ ورودها في سورة الأنفال وهي سورة حرب فإن خصوصيته في الحرب فقط ، و ثانيا ذكرت الآية للغنائم وهي لزمن و حدث معين . نردّ على هذا القول بأن القرآن في كل زمان ومكان ، فصلاحية الشريعة في كل زمان ومكان ، نزول الآية في مورد معين لا يخصصها ، المورد لا يخصص الوارد ، الرد الثاني معنى الغنيمة ، عند العرب جمعها غنائم وهي ما يغنمه الإنسان من حرب أو غير حرب ، وهي المكاسب و الأرباح و الكنوز و الغوص و المعادن ، و دأب علمائنا على أن الخمس جار الى يوم القيامة ، وُقف أمام الخمس عدة وقفات ، الوقفة الأولى وقفة خبث ذاتي ، وسببه لأن الخمس متوجّه بعد رسول الله للإمام علي عليه السلام ، و السبب الثاني أنه يراد منها ارادة سياسية و يمثل استقلال للطائفة ، و أراد أهل البيت أن لا تكون هناك علاقة مع الظلمة ومن جانب آخر لابدّ أن يجعل الخمس مستمرا لأن السلطة اعتمدت على مرجعية دينية في السابق ، هذه المرجعية الدينية تفعل ما يقولون لها و ما يأمرونها .
ما يتعلّق بالكفارات ، النفع يعود للفقراء ، والكفارات إمّا أن تكون معيّنة أو مرتّبة أو مخيّرة أو ما اجتمع فيها الترتيب والتخيير أو تكون كفّارة الجمع ، كفارة الجمع وهي غير موجودة حاليًا ، وهي فك رقبة و صيام شهرين متتابعين و اطعام ستين مسكن ، ولا يوجد عندنا حاليًا عبيد ، و كفّارة مرتبة في حالة القتل الخطأ ، اذا لم يقدر أن يعتق صيام شهرين متتابعين ، يطعم ستين مسكينًا ، و مثل كفارة القسم و اليمين وهي ان يصوم ثلاثة أيام متواصلة ، أو يطعم عشرة من الفقراء أو يكسو ، وكذلك في الحج ، والمقصود بها رفع الحالة المعدمة ، ثم تأتي الفدية ، من سورة البقرة " مَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ " يطيقونه المقصود بها هم من يصوموه ولكن بشدة ، وهم اولًا الرجل الطّاعن في السن ، ثانيًا المرأة العجوز التي لا تستطيع الصوم الا بشدة ، ثالثًا المرأة الحامل التي تخاف على جنينها أن يتضرّر ، رابعًا المُرضعة التي تخاف ان ينقص من لبنها ، خامسًا من استمرّ به المرض من شهر رمضان السابق الى الحالي فلا يجب عليه القضاء ، وسادسًا من أُصيب بداء العطاس و يسمّى الآن بالسكر الزائد ، و السابع هو الذي كان عليه قضاء ليوم او يومين من السنة الفائتة ، فيجب عليه القضاء و الفدية للتساهل .
المحور الثاني ، حقوق الناس المالية و أولها الإنفاقات الواجبة وتكون على الزوجة و على الأولاد و على العمودين الأب و الأم اذا كانا محتاجين ، الزوجة حقها لا يسقط حتى لو كانت غنية اما الاب و الأم فلا يجب اذا لم يكونا محتاجين ، الإنفاقات المستحبة أولها الصدقة ، عنه ( ص ) " تاجروا الله بالصدقة تربحوا " .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع