شارك هذا الموضوع

الديهي في ليلة الخامسة و العشرين من شهر رمضان المبارك عام 1437هـ

تواصلت مجالس سماحة الشيخ الدكتور عبدالله الديهي الرمضانية بحسينة الحاج أحمد بن خميس وذلك لليلة الخامس و العشرين من شهر رمضان لعام 1437هـ ، حيث ابتدأ سماحته محاضرته لهذه الليلة بآية من سورة النجم ، " ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ (9) " وبهذه المناسبة وهي ليلة الجمعة وآخر جمعة من شهر رمضان المبارك وليلة من ليالي القدر ، تذكرنا بقوله تعالى من سورة الإسراء " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ " ورحم الله الإمام الراحل الذي جعل هذه الجمعة الأخيرة و سمّاها بيوم القدس العالمي لنصرة المحرومين و المضطهدين من أهالي فلسطين ، يطيب لنا التحدث عن المسجد الأقصى ، لأمور ثلاثة ، ثم نتطرق الى مسرى النبي ( ص ) وكيف تم هذا الإسراء الذي مع الأسف تجد البعض ينكر الإسراء و المعراج وهو انكار للقرآن ، ما أوضح هذه الآية وما أوضح الآيات الثمانية عشر من سورة النجم ، و التي تتحدّث عن هذه الذكرى و هذا المعراج ، و توجد سورة الإسراء وهي سورة كاملة في القرآن ، المسلمون منذ زمان رسول الله الى زمن الأئمة عليهم السلام أكّدوا على تلك المسألة و أنّ من كذّب بهذه المسألة كذّب برسول الله ( ص ) .
المحور الأول ، لماذا تهفوا نفوسنا الى المسجد الأقصى ؟ لأمور ثلاثة ، الأمر الأول ؛ لأن المسجد الأقصى كان قبلة المسلمين ، و كان النبي طيلة العهد المكي و ثمانية عشر من العهد المدني يتوجه الى المسجد الأقصى ، أي نصف عمر الرسالة ، ومن ثمّ حُوّلت القبلة للكعبة المشرفة ، ثانيًا لدينا المساجد العظمى ، و أول مسجد هو المسجد الحرام ، و يقول العلماء ان هذا المسجد بمثابة الأب أو الأم ، أي كل المساجد في الدنيا هي أولاد للمسجد الحرام وهو الأصل و المصدر ، فلو أُسيء لمسجد من المساجد من تدميرها و القاء النجاسة فيها و النزاع فيها هي اساءة لبيت الله الحرام ، ثم المسجد الثاني هو مسجد رسول الله (ص) و الصلاة فيه تعادل في فضلها عشرة آلاف صلاة ، و المسجد الثالث هو المسجد الأقصى ، هناك علاقة بين المسجدين على المسلمين ألا يفكّوا هذه العلاقة ، فمن يريد تفكيك هذه العلاقة هم الصهاينة و اليهود ، وظيفة الإنسانُ العالِم أن يًنقّي الروايات التي دًسّت فيها الأفكار و الروايات المُحرّفة من خلال تخلّل بعض الأيدي لتلك الكتب . الأمر الثالث لأن المسجد الأقصى مسرى رسول الله ( ص ) ، وهو الذي خلّده القرآن . البعض يقول أنه وقع في ليلة السابع والعشرين من رجب ، ونحن لدينا هي مبعث النبي ، وهناك من قال بأنها نعم مثل الشيخ الطوسي ، الرأي الثاني هو يوم ولادة النبي في السابع عشر من شهر ربيع الاول . و أهل السنة يعتقدون بأن ولادته ووفاته ( ص ) يوم الثاني عشر من شهر ربيع الاول ، وهو ما يستوجب الوقوف فيه حيث أننا نؤمن بان وفاة النبي في الثامن والعشرين من شهر صفر ، ولو نأتي الى سماحة آية الله ناصر مكارم الشيرازي عندما قام بعملية القهقرة لوفاة النبي في الثاني عشر من ربيع الأول ، بحساب واحد وثمانين يومًا قبل ذلك اليوم كما في الروايات نجد أنها تصادف عيد الغدير . الرأي الثالث وهو الرأي المعتمد هو أن الإسراء و المعراج كان في شهر رمضان و آخر جمعة و في ليالي القدر ، وشهر القرآن و الإنتصارات ، فلماذا يتنكّر البعض لذلك المكان وينسونه ؟
المحور الثالث ، ما هي الفوائد التي نجنيها من خلال إقامتنا لهذه الذكرى ؟ التذكير العلمي ، لما يصعد الإنسان لطبقات الجو العليى ، ينخفض الضغط الجوّي ، الإسراء و المعراج دعوة مبطنة لحث المسلمين للتطور العلمي و الأخذ بالأسبقية في مجال العلم والتكنلوجيا ، لنكون مستقلين منتجين و ليس مستهلكين معتمدين ، يريد منّا الإسلام أن نكون أيدي مُنتجة ، يجب أن نتغلّب على انخفاص الضغط الجوي كما تغلّب عليه غيرنا ، الأمر الثاني الروايات تقول بأن النبي عرج على البراق ، البراق هو من البرق بغضّ النّظر عن الجانب التجسيمي ، فقد توصلوا أن أسرع شيء هو الضوء ، فقد يأتي العلم بشيء آخر في يوم من الأيام ، يجب على المسلمين أن يتزحزحوا بالأسس العلمية التي لديهم ، وفيها أيضًا جانب تربوي اجتماعي ، حيث الرأي المشهور عند السنة والشيعة أن النبي أُسري بجسده وروحه و عرج به بجسده وروحه ، فكما نعتني بتنظيف و الحفاظ على الجسد و معالجته ، يجب علينا معالجة ورعاية الروح ، فهي ليس لقلقة لسان ، من جانب آخر الجانب النفسي ، يجب علينا أن لا نكترث بعدم التقدير من الجانب الإجتماعي ، و الجانب الأخير الجانب التعبّدي ، نؤمن بأن للرسول ( ص ) معاجز ذكرتها السنة و القرآن . ولليلة القدر فضائل كثيرة ، يُنصب للمسلمين لواء في المسجد الحرام و لواء في المسجد النبوي و لواء ثالث في الواد المقدّس ، من سورة طه " فلما أتاها نودي يا موسى ، إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى " .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع