شارك هذا الموضوع

الديهي ليلة الرابع والعشرين من شهر رمضان 1437هـ

تواصلت محاضرات سماحة الشيخ الدكتور عبدالله الديهي بحسينية الحاج أحمد بن خميس بعدما توقفت في ليلة الأمس لإحياء ليلة القدر الشريفة ، ابتدأ سماحته الحديث لهذه الليلة التي تصادف ليلة الرابع و العشرين من شهر رمضان بآية من سورة الفتح " لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا " ، حديثنا حول الآية المباركة في عدة محاور .
أولا معنى البيعة ، هل هي تتنصب حاكمُا وتعزل حاكمُا ؟ ما هو الرأي الفقهي عند علماء المسلمين في البيعة ؟ البيع هو عقدٌ بين البائع و المشتري وهو انتقال المُثمن الى المشتري و الثّمنُ الى البائع ولها العديد من الاشقاقات من ضمنها البيعة ، البيعةُ هي عقد بين الناس -وهم الأمة- وبين حاكمهم ، هل البيعة تنصب الحاكم وتعينه ؟ ، لا هي تأتي بعد أن يتشخّص الحاكم ، فهو اعلان الطاعة للرئيس و الأمير ومن يتولّى الأمر ، أول شيء يجب أن تثبت بأن الشخص حاكمُا ثمّ تكون البيعة ، البيعةُ لاحقة للحاكم ، لا أنّ البيعة تعيّن الحاكم ، العرب كانوا يعرفون البيعة ولكنّهم يبايعون الرئيس واذا أصيب بالجنون أو الخرف او الموت يستخلف ولده او من لديه القدرة على الخلافة ، البيعة هي اعتراف لولي الأمر وبالحاكم و الرئيس و بالخليفة و الدليل على ذلك ما ذكره الموردي في كتاب " الأحكام السلطانية "- وهو من الطائفة السنية - ، وقد بيّن أنّ البيعة هي توكيل للحاكم ضمن شرائط معينة واذا لم يفي بشرطه انفسخ ، من خطبة الإمام علي عليه السلام " أيها الناس ان لي عليكم حقا ولكم علي حق فأما حقكم علي فالنصيحة لكم وتوفير فيئكم عليكم وتعليمكم كيلا تجهلوا وتأديبكم كي تعملوا ، وأمّا حقّي عليكًم فالوفاءُ بالبيعة ، والنّصيحةُ لي في المشهد والمغيب والإجابة حين أدعوكم والطاعة حين آمركم " .
ثانيًا ، الإسلام في زمن رسول الله ( ص ) عرف أربع بيعات ، البيعة الأولى هي بيعة العقبة الأولى ، اثنا عشر نفرًا من المدينة تسللوا الى رسول الله في أيام التشريق ، بايعوه ليدخلوا الإسلام ، البيعة الثانية هي العقبة الثانية ، خرج من أهل المدينة اثنان وسبعون رجلًا و معهم امرأتان ، تسللوا في الليل في أيام التشريق و لمّا أتوا النبي ، بايعهم على النصرة و على أن تقوم دولة في المدينة ، البيعة الثالثة هي بيعة الرضوان والتي حدثت في السنة السادسة للهجرة ، عندما خرج النبي مع 1600 او 1200 ، و صحب النبي 70 ناقة ، فخرج المشركون بـ 200 مسلّح ، قال لهم ان الله أمرني أن آخذ البيعة بألا تفروا من الحرب ، وحدث الإتفاق أن لا يعتمر رسول الله في تلك السنة ، و أن يدخل مكة بدون سلاح ، وكل قوم لهم الحق بأن يتحالفوا مع حلف ، و أن يدخلوا مكة ثلاثة أيام و ترفع الأصنام ، حيث كان المشركون يطوفون بالبيت عراة و يطوفون حول الصفا والمروة مع تقديس و التمسّح بالأصنام ، حيث نزلت الآية المباركة من سورة البقرة " إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم " ، فذكر "لا جُناح" أي لا إثم ، حيث أنه لا إثم في حال وجود الأصنام بين الصفا و المروة . البيعة الرابعة هي بيعة الناس لأمير المؤمنين في يوم الغدير وهي معروفة .
ثالثًا ، النتائج التي تعطيها الآية المباركة هي وسام ، لمّا يعطى الإنسان وسام شرف قد يؤخذ من عنده ، لأنه من تخلّى عن الشرف في النحو المرجو يٌنزع منه الوسام ، متى ما انتفى الشرف انتفى الوسام ، هناك فرقٌ بين المؤمنين و المسلمين ، الإسلام هو تشهّد ، أمّا الإيمان فهو تلفّظ باللسان و عقدٌ بالجنان و عملٌ بالأركان .هذه الشجرة مكان ذكرى وبقت في زمان رسول الله حتى تولّى أبو بكر ومن ثمّ عمر ، حيث قال " أن ترجعوا للات والعزى " فقطعت الشجرة ، تحت هذه الشجرة قيادة للعالم ، أمّا الأمويين فلهم موقف خاص من هذه الآية ، ولهم أسباب عديدة .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع