شارك هذا الموضوع

الديهي في ليلة السابع عشر من شهر رمضان المبارك عام 1437هـ

واصل سماحة الشيخ الدكتور عبدالله الديهي مجالسه و ذلك لليلة السابعة عشر من شهر رمضان المبارك لعام 1437 هـ ، و إبتدأ سماحته بآية من سورة البقرة ، " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ " ، و آية من سورة الأنفال " وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " حديثنا حول هاتين الآتين سيدور حول محاور عديدة .
المحور الأول هو حل النزاعات بين الدول ، الحرب تزيد النار اشتعالًا ، وتؤدي الى انفصال نفسي وقتل وتدمير للثروات ، و قتل للنساء و الأطفال ، وقد دأب العالم منذ قيام الدول الى ايجاد وسائل سلمية لحل النزاعات ، ثم صدرت تشريعات الأمم المتحدة و لديها ثمان وسائل سلمية لحل النزاعات بين الدول ، أولها المفاوضات ، وهي غير الحوار لأن الحوار في الداخل و المفاوضات تكون في الخارج ، الوسيلة الثانية هي الوساطة ، وهو طرف ثالث يقضي على أسباب النزاع ، الوسيلة الثالثة هي المساعي الحميدة وهي جزء من الوساطة ولكن بها سرية و تكون أكثر نشاطًا ، الوسيلة الرابعة هي التحقيق ، أي أن تأتي اللجان وتدرس الأسباب ، الوسيلة الخامسة هي المصالحة أو التوفيق ، الوسيلة السادسة هي التحكيم ، الوسيلة السابعة هي محكمة لاهاي الدولية ( محكمة العدل الولية ) ، الوسيلة الثامنة هي منظمات اقليمية تؤدي الى الحل .
المحور الثاني ، هل كانت معروفة تلك الوسائل ؟ ، نقول أنّ أهمّها كانت موجودة ، لا نُسقط كل ما هو موجود الآن عن زمن رسول الله ، فلهم زمن خاص ، ولنا زمان خاص ، والذي وقع في ذلك لزمان يناسب مكانه و زمانه ، العقيدة الأساسية عند النبي و الأئمة هو القرآن الكريم ، فانه يدعو دعوة عامة ودعوة خاصة وهما الآيتان اللّتا ابتدأنا بها الحديث ، الحرب آخر الدواء ، وقد فاوض ( ص ) جميع الناس ، الإسلام ليس دين سيف ، كان النبي ( ص ) يعطي اليهود و النصارى مهلة ثلاثة أيّام ، إمّا ان يقبلون الدين أو يكونوا مواطنين ، كانت هناك عهودًا بين النبي ( ص ) و المجاورين ، والتاريخ يحكي لنا عدّة أمثلة ، قام النبي بمصالحة كفّار قريش بما يعرف عنه صلح الحديبية وقد تضمّن عدة بنود ، أن يدخل مكة بلا سلاح ، و أن يستمر الامن و الأمان في المنطقة لعشر سنوات ، و أن للجميع الجق ان يكوّن حلفًا ، وانضمت خزاعة مع رسول الله وبنو بكر الى قريش .
المحور الثالث ، أصل الحروب التي خاضها رسول الله لم تكن هجومية مبنية على الإنتقام او الشهوات او الغرائز . الأصل في حروبه كانت دفاعية ، هناك بعض الحروب استباقية ، أي إذا علم النبي بأن القوم أعدّوا العدّة ، كانت هناك قوانين إسلامية في زمن النبي ( ص ) وقد طوّرها الإمام علي ( ع ) ، هناك بعض التحقيقات تقول ان حروب النبي ( ص ) كلها حروب دفاعية ( الحرب على التنزيل ) و حروب الإمام علي ( ع ) كانت الحرب على التأويل ، اذا اضطر ( ص ) أن يقوم بحرب فإنه كان يقول ( ص ) : " المثلة حرام ولو بالكلب العقور " ، ولا يجوز قتل الأولاد و لا النساء حتى وان قاتلن ، ولا يجوز قطع الشجر و لا قتل الشيوخ ، حتى غزوة بدر كانت دفاعية و الحديث عنها طويل ، الأسلحة التي استخدمت ضد رسول الله كانت أقوى ، كان جيش قريش منظم ولديهم قيادة عسكرية ، وامكانيات مادّية ، وعندهم ترغيب مادّي و ترهيب ، وجاؤوا كلهم بالسيوف و البعض لديه الرماح ، و سبعمائة ناقة ، وسبعون فرسًا ، أمّا جيش رسول الله سبعين ناقة و ثمانية سيوف ، وقد كان ( ص ) مُلحًّا في الدعاء ، و كان الفضل في الإنتصار يرجع لعلي ( ع ) بعد النبي ( ص ) ،



التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع