لا أخال خطيبا في البحرين - إلا ما ندر - يخرج عـــن المألــــوف ويأتي بغـيــر: "وطوعة تنادي علــــى السطـــح وش هالفجيـعــــــة" فــــي اليــوم المـــخصص لمسـلـــم ابــــن عقيـــل و"ياحبيب ابن البتولة لا تخلي نصرته" في اليوم المخصص لحبيب ابن مظاهر الأسدي، وهكذا دواليك في الأيام المتتالية، وكأن أدب الطــف توقف عند هذه القصائد، وكأن النسـاء عقمن أن يلدن مثل: الملا عطية وابن فايز وغيرهما على رغم تقديري لما تركوه من أدب ثر.
إذا كان "بعض" خطبائنا لا يعطي على مستوى البحث، فليتدارك نفسه على مستوى النعي، وإلا فالمجلس الحسيني بشقيه سيغدو - والحال هذه - غثا.
لو استفتى موظف مرجعا دينيا في أمر تقصيره في أداء مهماته الوظيفية في قطاع عام أو خاص، لأتى الرأي بحرمة ذلك، والإشكال في الأجر، فكيف إذا كان العمل في مؤسسة الحسين والمال من أوقافه "ع".
أعتقد أن الناس مشاركة في ما آل إليه وضع المنبر، وأن شيئا من المسئولية ينالنا إن لم نساهم بالتصحيح في هذا الصدد بدءا من الإنكار وصولا إلـى الجهــر بالنقد البناء، لأن عاشوراء موسم استثنائي يجب أن نحضر له بالفكر والمعرفة، والمشروعات والرؤى، والأساليب الحضارية في الإحياء لا بالتكرار والاجترار.
لا يجحد التجديد والإبداع على بعض المستويات مثل: التبرع بالدم، والبرامج المعدة للجاليات الأجنبية المعرفة بأهداف الثورة الحسينية، والمرسم الحسيني... إلخ، ولكن المنبر الحسيني - وهو الأس الأكبر في شرح وتوضيح وتفصيل وتفسير كربلاء - رهين التقليدية منذ أمد بعيد ولابد من دراسة حاله بجد لأجل تطويره.
ختـامـا:
يمكننا فصل النعي عن البحث - لمن لا يقوى على الجمع - لأنه سيقلل العبء عن الخطيب، ويزيد من اهتمامه بشيء محدد يتخصص فيه، وأقترح أن نتجاوز الرهان على ذاكرة الخطيب في حفظ أدب الطف، ولا بأس من كتابته القصيدة على ورق لتقرأ على الحضور كما هي العادة في المواكب العزائية والمآتم النسوية إذ هي ليست بدعا، طمعا في تحريك هذا الأدب الجم، وكسرا لجمود النعي وتقوقعه عند قصائد باتت مألوفة للأذن والعاطفة معا.
التعليقات (3)
سنابسي
تاريخ: 2009-02-27 - الوقت: 05:44:55الخطباء الان صارو رهناء المستمعين والمستمعين اعتادوا على القصثائد المتداوله حتى ان البعض يقول :انا لا اشعر اني حضرت في ذاك المجلس الحسيني لاني لم اسمع القصيده الفلانية في نضري ينبغي للخطباء ان يضيفوا معهم ولايقتصروا سنويا عليهم ويمبغي للشعراء ان يبدعوا بمثل ما ابدع به الملا عطية ليتسنى للخطباء اختيار اللائق والمشجي والدي يوئثر في النفس فتشعر بروحية الحسين داخل المأتم وشكرا
حبيب
تاريخ: 2009-02-27 - الوقت: 05:52:05ما استقر شعر في الوجدان الشعبي الشيعي في البحرين كما استقر شعر الملا عطية الجمري في قلوب الناس في مجال الرثاء الحسيني فما سر هذا الاستقرار والانتشار وذيوع الصيت، بحيث أصبح لهذا الشعر والشاعر مكانا في قلوب الناس، خصوصا عند من يتحلقون حول المنبر الحسيني، للإجابة على هذا التساؤل لنا أن ننظر إلى شعر الملا عطية كظاهرة اجتماعية أدبية " سسيولوجية".
منصف
تاريخ: 2009-03-09 - الوقت: 06:08:59انا لا اوئيد الاخ في طرحة الاجيال القادمة تريد سماع هده الاشعار الجدابة للننظر لها وليس فقط للماظي ما في عيب لو كرر الشي ادا كان رائعا اتمنى الرد على تعليقي