بعد ختام مجالس سماحة الشيخ إبراهيم الصفا ، و الذي أنار منبر حسينية الحاج أحمد بن خميس في النصف الأول من شهر رمضان المبارك لعام 1437 هـ ، إبتدأ سماحة الشيخ الدكتور عبدالله الديهي أولى محاضراته في ليلة السادس عشر بآية من سورة الفرقان " وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا " ، وقال ( ص ) : " الولد الصالح ريحانة قسمها الله (عز) بين عباده ، و إن ريحانتاي من الدنيا حسن وحسين ، سمّيتهما باسمي هارون ، شبر و شبير " . الحديث هذه الليلة حول الآية وحديث النبي سيكون في أمور ثلاثة .
الأمر الأول هو أنّ الولد الصالح هبة ، و الولد لا يقصد به الذكر فقط ، ويقصد به الذكر و الأنثى ، الله يصف عباد الرحمن في الآية المباركة التي تقدمنا بها المجلس ، وهناك ثلاث علاقات لابد أن تربطها لتحصل على الولد الصالح ، العلاقة الأولى علاقتك مع نفسك وهو اختيار امهات الأولاد ، عن النبي الأكرم ( ص ) : " تنكح المرأة لأربع : لمالها, ولجمالها, ولحسبها, ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك " ، الدين صلاح وأدب وعفاء و حياء وفهم ، وهكذا الرجل الصالح ، لابد أن يكون الطرفين فاهمين ، العلاقة الثانية علاقتك مع الناس بالمشورة ، العلاقة الثالثة هو الدعاء و الإعتقاد بأنه سبب وليس شرط ، الدعاء به الأثر ، لتدعو من الله أن يكون لك ولدًا صالحًا ، من دعاء أبي حمزة الثمالي " اللّهُمَّ أَعْطِنِي السَّعَةَ فِي الرِّزْقِ وَالاَمْنَ فِي الوَطَنِ وَقُرَّةَ العَيْنِ فِي الاَهْلِ وَالمالِ وَالوَلَدِ وَالمُقامَ فِي نِعَمِكَ عِنْدِي وَالصِّحَّةَ فِي الجِسْمِ وَالقُوَّةَ فِي البَدَنِ وَالسَّلامَةَ فِي الدِّينِ "
الأمر الثاني ، الآية ( 61 ) من سورة آل عمران " فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ " القرآن الكريم أشار في آية المباهلة أن النبي يُمثّل خير الأجداد و علي خير الآباء و فاطمة خير الأمهات ، والحسن والحسين والسيدة زينب خير الأبناء ، أول علاقة عقدها النبي في أولاد فاطمة للإمام الحسن عليه السلام ، قبل الولادة و حال الولادة مثل التسمية و العقيقة و التحنيك و بعد الولادة ، فقد كان الحسن والحسين يخاطبان رسول الله ( ص) بأبتاه ، وقد عاشروه سبع وست سنين على الترتيب ، وهناك الكثير من الدروس و العبر من حياته ( ص ) مع احفاده عليهما السلام .
الأمر الثالث هو الجانب الوراثي الذي ورثه الإمام الحسن من النبي محمد ( ص ) ، الجانب الأول هو جانب الشكل كان النبي أدعج العينين ، وكذلك الحسن ، وهية سعة العين مع اسودادها وتقال للرجل ، أما المرأة فيقال لها حور ، كان النبي ( ص ) سهل الخدّين و كذلك ( ع ) ، كان الإمام الحسن عظيم الكراديس - ما اجتمع بين العضمين - كجده ، وهو دليل على قوته ، كان بعيدًا ما بين المنكبين ، و كان ربع القامة ، وكان مليحًا ، و كان أسمرًا مشربًا بحمرة ، الجانب الثاني هو الجانب الأخلاقي ، الحسن ( ع ) له هيبته وسؤدده ( ص )، وأمّا الحسين ( ع ) فله جوده وشجاعته ( ص ) ، و ما بدأ الإمام الحسن عليه السلام بقتال أبدًا كجده . وقد استعمل معاوية الاموال لمحاربة الإمام ( ع ) .
التعليقات (0)