شارك هذا الموضوع

الشيخ إبراهيم الصفا ليلة العاشر من شهر رمضان 1437 هـ

واصل سماحة الشيخ ابراهيم الصفا سلسلة محاضراته لشهر رمضان المبارك لعام 1437 هـ ، و في الليلة العاشرة من الشهر الفضيل كان عنوان محاضرته " مبادئ السعادة الزوجية " ، قد ابتدأ الحديث بالآية المباركة من سورة الروم " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " ، من الحقائق القرآنية العظيمة التي لا ينبغي للانسان المؤمن أن يحيد عنها ، عناية الاسلام بالبناء الزوجي ، و قد أعطى الاسلام رعاية خاصة بالكيان الاسري و البناء الزوجي ، لا يمكن أن تجد له نضير في بقايا المعتقدات ، البناء الزوجي من منظور الإسلام هو أقدس بناء ، وكيف ما تجلى في الواقع في شكل بيوت او قصور ، كل ذلك لا يعادل البناء الزوجي ، عنه ( ص ) " ما بني بناء في الاسلام احب الى الله من التزويج " ، هذا النوع من البناء هو أفضل بناء ، السعادة العارمة التي يمكن أن توجد في المجتمع انما تنطلق من قوة هذه البناء ، و الحضارة و التقدم و العطاء منه أيضا ، النهضة الإقتصادية و السياسية والعلمية  وهذا الجيل الذي يقود الأمة من قوة هذا البناء أيضًا ، الكيان الأسري يتكون من رجل وامراة وذرية ، عندما نريد أن نوجد اسرة قوية مترابطة لابد أن نؤسس لتلك المبادئ التي تضمن لنا أسرة صلبة ، الأمة بوجودها الواسع الرحب ، تنشأ قوتها من قوة المجتمعات ، قوة المجتمعات في تلك الامة تنشأ من قوة اللبنة الأولى وهي الأسرة . مبادئ السعادة الزوجية متنوعة ، منها الشراكة الزوجية والتقدير الزوجي ، والتواصي الزوجي و المحبة الزوجية ، حديثنا في هذه الليلة سيكون حول مبدأ واحد وهو الشراكة الزوجية الذي له الكثير من الأثر في روابط العلاقة بين الزوجين ، الشراكة الزوجية تكون في ثلاثة مستويات ، المستوى الأول هو شراكة البناء ، المستوى الثاني هو شراكة القرارات ، المستوى الثالث هو شراكة مبادئ وقيم ، وتلك الأنواع يكون وجودها ضمانًا لأسرة متحابة ،  وتضمن لنا علاقة بعيدة عن الإنفصام .




المستوى الأول ، شراكة البناء ، من الواضح أن البناء الزوجي و العلاقة الزوجية لا يمكن أن توجد في الواقع والخارج الا بشراكة بين الزوجين ، حيث يكون ايجابًا من المرأة وقبول من الرجل ، الفتاة لها القرار في الزواج ، عندئذ تنشأ العلاقة الزوجية فيتحول الرجل الأجنبي حلالًا للمرأة بتلك الألفاظ ، والعكس صحيح ، والبناء الزوجي يمثل شراكة في القرار ، الطرفان مسؤولان عن قرارهما ، اختلال الموازين الفطرية كزواج المثليين يمثل انفصام للشراكة الزوجية بين الرجل و المرأة . المستوى الثاني ، شراكة القرارات في إطار الحياة الزوجية ، لا ننكر أن القيمومية للأسرة للزوج ، والفتاة مادامت في بيت ابيها ، ولاية أبيها تكون عليها ومتى ما تتزوج تنتقل ولاية ابيها عليها الى ولاية زوجها عليها ، و ينبغي عليها ان تراعي الزوج ، و لكن لا يعني ان يكون الزوج دكتارتوريًا مُتسلّطًا في كل شيئ ، فالحياة الزوجية تدوم على الألفة و المحبّة والمودّة ولا ينبغي أن نقصي رأي المرأة فيه ، وهذا يعبّر عن التقدير من الزوج لزوجته ، فرواية " شاوروهن و خالفوهن " ضعيفة سندًا و غير صحيحة .  لو كانت المرأة أقل عقلًا لما شاركت الرجل في الأحكام - ما عدا القليل جدًا - ، عن علي ( ع ) " النساء ناقصات عقل ودين " له توجيه آخر وهو أن شهادة امراتين تعادل شهادة رجل واحد ، و الدين أنها تفطر و تترك الصلاة في حالة الحيض ، نعم قد تتأثر النساء بالعاطفة ولكن لا يعد ذلك عدم رجاحة في القرارات . المستوى الثالث ، المبادئ و القيم ، وهي صمام أمان ، وتكون المبادئ و القيم نسبية عند الناس ،  فقد تكون  عالية عند البعض و قد تكون منخفضة عند آخرون ، لدينا بعض القيم الثابتة ، كالتديّن ، قيمته قيمة عالية ، علينا ان نتشارك فيها ، فالزوجان المتدينان يضمنان لنا رابطة زوجية قوية لا تنفك ، و ذكر القرآن نمطين ، النمط الأول  " ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ " و النمط الثاني " وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ  " ، عمر العلاقة الزوجية يستمر الى الآخرة ، فمن سورة الطور " وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ۚ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ "

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع