شارك هذا الموضوع

الشيخ الديهي في الليلة 25 من الشهر الفضيل 1436هـ

أكمل سماحة الشيخ الدكتور عبدالله الديهي سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، وذلك لليلة الخامسة و العشرين من موسم شهر رمضان المبارك لعام 1436 هـ ، وقد ابتدأ الديهي حديثه بآيات من سورةِ فصلت : " حم تنزيل من الرحمن الرحيم " و بآيات من سورة الجاثية : " حم ، تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم " . الايات المباركة فيها ثلاثةُ مباحث ، المبحث الأول ، حم و هي الحروف المقطّعة في القرآن الكريم وهذا موضوع كبير قد بحثه علماء القرآن ، المبحث الثاني ، تأكيد الباري عز وجل في القران بأنه نازلٌ منه ، و كثرة استعماله اسلوب التأكيد في ذلك الأمر ، فلماذا هذا التأكيد من الله عز وجل ، فهناك جانبٌ عام وهناك جانبٌ خاص . المبحث الثالث ، هو دواعي تكذيب الانبياء ، مع أنهم لا يأتون الا في صالح البشر .
الجانب الاول هو المقصود بحم ، أورد الطبرسي في مجمع البيان ما يقارب الواحد و العشرين وجهًا لتفسير الحروف المقطعة ، وهي احتمالات عقلية تدبرية في القرآن الكريم ، و كلها استحسانية ؛ لأن الجانب العقلي و المعرفي يختلف من انسان لاخر ، وهذه الحروف كلمة سر بين الله و رسوله ، ومن هنا نعرف عظمة الرسول ( ص ) ، وهنا يمكن أن نقول أن الله علّم الرسول كثير من الأحداث التي ستحدث في العالم ، لذا فإن الحروف المقطّعة في القرآن علمٌ لا يدركه الا من اتّصل بالسماء ، فهناك معاني للحروف و هي مؤثرة في المعنى الشرعي و الفقهي . جمع احد العلماء هذه الحروف المتقطعة وهي موجودة على قبة الامام الرضا و حذف المتكرر منها ، فأصبحت مجموعة في جملة واحدة " صراط علي حق نمسكه " .
الجانب الثاني هو وجود جانبين في علة تأكيد الله عز وجل في كتابه أن القرآن نازلٌ من عنده ، الجانب العام هو ان من شأن البعض ان يكذبوا بكل شيء جديد لم يألفوه من قبل ، وما من نبي الا و كُذّب ، وفي سورة الاعراف نجد ان بعض الانبياء رُمي بالسفاهة " قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ " ،لابد ان يكون عند الرجل المصلح يقين بالله عز وجل لأنه سيلاقي في طريقه الكثير من المتاعب . الجانب الخاص هو وجود الفرق بين القران وبين الكتب السماوية الاخرى ، القران لكل زمان ومكان ، فهو يجري في كل مكان و نحتاجه في الطاقة الروحية و العلمية والذهنية و الإقتصادية و السلوكية ، وفي كل شيء ، القرآن الكريم محارب في كل زمان ، وقد جوبه من جهتين ، الاولى من الطائفة المشركة ، فقد وقفت قريش أمام القرآن وقالوا أنه من عند البشر وان النبي اتصل بالبرهان والاحبار و العلماء السابقين والَف القرآن ، ولذلك جعل الله عز وجل النبي اميًا ، من سورة العنكبوت " وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون " .
الجانب الثالث ، كانت محاربة المشركين للرسول ( ص ) ناتجة من امرين ، الأمر الأول هو المرض النفسي الداخلي ، وهو الحسد ، وقد تطرق له القرآن في سورة المسد " تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ، مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ، سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ. وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ، فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ " ، الأمر الثاني هو عقدة النقص و هو مرضٌ نفسي داخلي كذلك ، مطالبٌ منا كدولة او أشخاص أن نشجع الأيدي الوطنية . المكذّب الثاني هم أهل الكتاب وهم قسمان ، اليهود و النصارى .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع