شارك هذا الموضوع

كيف نتهيّأ لاستقبال شهر رمضان المبارك؟

خَطَبَ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في آخر شعبان خطبة يتحدث فيها عن شهر رمضان، وكان (صلّى الله عليه وآله) يهدف من خلال هذه الخطبة أنْ يهيّئ المسلمين لاستقبال شهر رمضان، ولاستثماره بالشكل الصحيح. وقد تناول الرسول (صلّى الله عليه وآله) في الخطبة المذكورة، ثلاثة محاور مهمّة جدًّا:
المحور الأول: التذكير بأهميّة شهر رمضان… قال (صلّى الله عليه وآله):
* «أيها الناس إنّه أقبل عليكم شهر رمضان بالبركة والرحمة والمغفرة» وهنا أكّد (صلّى الله عليه وآله) التعبير عن هذا الشهر بأنّه: شهر الله – شهر البركة – شهر الرحمة والمغفرة… وكم لهذه العناوين من قيمة كبيرة… كلّ الشهور هي شهور الله، إلاّ أنّ لهذا الشهر خصوصيّته ومكانته وعظمته؛ لذلك اختص بهذا التعبير، فإذا أطلق شهر الله انصرف إلى شهر الله، ثمّ إنّ كلّ الأيام تحتضن فيوضات الله وبركاته وعطاءاته، إلاّ أنّ شهر رمضان يحتضن من الفيوضات والبركات والعطاءات ما لا تحتضن كلّ الأيام الأخرى، كما أنّ رحمة الله ومغفرته لا يحدّهما زمان أو مكان، إلاّ أنّ أيام هذا الشهر ولياليه وساعاته تملك من مستويات الرحمة والمغفرة ما لا تملك أيام وليالٍ وساعات أُخَر.
* وقال (صلّى الله عليه وآله): «شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات».
* «إنّ أبواب الجنان في هذا الشهر مفتّحة فسلوا ربَّكم أنْ لا يغلقها عليكم»، «وأبواب النيران مغلقة، فسلوا ربكم أنْ لا يفتحها عليكم».
* «والشياطين مغلولة، فسلوا ربكم أنْ لا يسلّطها عليكم».
المحور الثاني: التذكير بالضيافة الربانيّة في هذا الشهر:
* «شهر دُعيتم فيه إلى ضيافة الله وجُعلتم فيه من أهل كرامته، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب».
فمن مظاهر الضيافة الربانيّة والكرامة الإلهيّة في هذا الشهر: «أنفاسكم فيه تسبيح»، «نومكم فيه عبادة»، «دعاؤكم فيه مستجاب».
ثم أشار (صلىّ الله عليه وآله) إلى شرطين مهمين من شروط الضيافة في هذا الشهر:
1- «فسلُوا الله ربّكم بنيّات صادقة…».
2- «وقلوب طاهرة…».
* «أنْ يوفقكم لصيامه، وتلاوة كتابه فإنّ الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم».
فمن أجل أن نكون ضيوفًا لله في هذا الشهر، يجب:
أولاً: أنْ نصفّي نيّاتنا، فلا تقبل الأعمال إلاّ بصدق النيّات، وخلوصها لله سبحانه، فحذارِ حذارِ أنْ تكون أعمالنا رياًءً وسمعةً وطمعًا في مدح الناس وثنائهم… وكان (صلّى الله عليه وآله) يبكي، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: «إني تخوّفت على أمتي الشرك أمّا أنّهم لا يعبدون صنمًا ولا شمسًا ولا قمرًا ولا حجرًا ولكنهم يراؤون في أعمالهم».
ثانيًا: يجب أنْ نطّهر قلوبنا من كلّ الشوائب والتلوثات؛ لنحظى بشرف الضيافة، وتنالنا فيوضات الرحمة.
المحور الثالث: الحثّ على بعض الأعمال، وما لها من الثواب العظيم عند الله تعالى.
* «من فطّر منكم صائمًا مؤمنًا في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة ومغفرة لما مضى من ذنوبه».
* «من حسّن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جواز على الصراط يوم تزلّ فيه الأقدام».
* «من تطوّع بصلاة كان له (كتب الله له) براءة من النار».
* «ومن أكثر فيه من الصلاة عليَّ ثقّل الله ميزانه يوم تخفّ الموازين».
أيّها الأحبة…
اقرؤوا هذه الخطبة المباركة وداوموا على قراءتها، فهي تضعكم أمام برنامج شامل لهذا الشهر الكريم…
كما نؤكّد على ضرورة التوظيف الهادف لأوقاتنا ولقدراتنا من أجل أنْ نتمكن من الاستفادة الكبيرة من عطاءات هذا الشهر الفضيل وهذا الموسم الربّانيّ العظيم… ويجب أنْ يتضمّن البرنامج:
- المفردات العباديّة: (الصلوات الواجبة والمندوبة مع التأكيد على: صلاة الليل/ الأدعية والأذكار وخاصة الواردة كدعاء الافتتاح وبعض أدعية السحر، والإكثار من الاستغفار والتسبيحات الأربع والصلاة على النبي محمد وآل محمد… الخ).
- المفردات الرّوحيّة (اعتماد برنامج للبناء الرّوحيّ: الإعداد الرّوحيّ/ الشحن الرّوحيّ/ التحصين الرّوحيّ).
- المفردات الأخلاقيّة: (اعتماد برنامج للبناء الأخلاقيّ: دروس الأخلاق/ قراءة كتب الأخلاق/ المراقبة والمحاسبة/ حضور مجالس الوعظ والإرشاد…).
- المفردات الثقافيّة: (اعتماد برنامج للإعداد الثقافي: قراءة الكتب ومصادر الثقافة/ المحاضرات/ الدروس/ المجالس الحسينيّة/ الندوات/ اللقاءات…).
- المفردات الاجتماعيّة: (اعتماد برنامج اجتماعيّ: التواصل الاجتماعيّ/ الخدمات الاجتماعيّة/ أعمال البِرّ والإحسان… الخ).
- المفردات الرساليّة: (اعتماد برنامج للإعداد الرساليّ وللأداء الرساليّ: تنمية القدرات الكتابيّة والخطابيّة والحواريّة/ الدعوة إلى الله/ الأمر بالمعرف والنهي عن المنكر/ الفعّاليات والنشاطات… الخ).
سماحة العلامة السيد عبدالله الغريفي - موقع المجلس الإسلامي العلمائي

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع