شارك هذا الموضوع

إبراهيم محمد حسن فخرو

منصور الجمريغادرنا يوم أمس الحاج إبراهيم محمد حسن فخرو والتحق بالرفيق الأعلى بعد أن قضى حياته في خدمة شعب البحرين.


الحاج إبراهيم فخرو كان آخر قيادي في هيئة الاتحاد الوطني بقي على قيد الحياة، بعد أن سطر القادة الثمانية ملحمة تاريخية خالدة في الخمسينات من القرن الماضي.


لقد كانت فرصة نادرة للحديث معه قبل نحو عامين، وكان معه محبوه، وهو يتذكر كيف أن أول اعتقال له كان في العام ،1938 عندما برزت أول حركة وطنية مطلبية، وعندما كان حينها لم يتجاوز العشرين عاما.


الحاج إبراهيم فخرو كان أخ رئيس الهيئة عبدالرحمن الباكر من الرضاعة، وجاء الاثنان من قطر "العائلتان تعيشان في البحرين وقطر" واشترك مع الباكر في تنظيم اجتماعات الهيئة التي كان بعضها يعقد في دكانه في المنامة، وحكو عليه بالسجن عشر سنوات في ديسمبر/ كانون الأول /لعام.1956 وفي السجن كان معه القيادي إبراهيم بن موسى الذي توفي بعد أربعين يوما من الإفراج عنهما في العام 1964 بسبب إصابته في رجله عندما كان يصطاد السمك أثناء سجنه في جزيرة جدا.


عاش الحاج إبراهيم من أجل شعبه، وشارك في الدفاع عن المطالب الوطنية العادلة، وأسهم في تهدئة الأوضاع في سبتمبر/ أيلول 1953 عندما اشتعلت فتنة طائفية إثر التحرش بموكب عزاء العاشوراء ذلك العام. كان مع باقي أعضاء الهيئة عندما قرروا التحرك جماهيريا لمنع المستشار البريطاني تشارلز بلغريف من إلغاء جنسية الباكر وتسفيره بسبب ما قام به الباكر من دور مشهود في حل مشكلة التأمين على السيارات التي تسببت في اضطرابات حينها، وبسبب الدور الذي كان يلعبه الباكر مع رفاقه في ترشيد الساحة السياسية وإبعادها عن الطائفية ومن ثم توجيهها نحو المطالبة ببرلمان منتخب ونقابات عمالية ومشاركة حقيقية في القرار السياسي والاقتصادي للبلاد.


كان الحاج إبراهيم فخرو مع أصحابه عندما أسست الهيئة في 13 أكتوبر/ تشرين الأول 1954 في مأتم بن خميس في السنابس، وشارك في قيادة الجماهير نحو المشاركة في النظام السياسي على أسس حديثة تعتمد على سيادة الشعب من خلال ممثليه الذين ينتخبهم للتعبير عنه في مختلف قضايا الشأن العام.


الهيئة استطاعت أن تحقق أكبر إنجاز وهو اعتراف الحكومة بها كحزب سياسي في مارس/ آذار ،1956 لتصبح بذلك أول حزب سياسي يعمل بصورة علانية في دول الخليج العربية قاطبة.


غير أن الحوادث خارج البحرين - العدوان الثلاثي على مصر - كان أكبر بكثير من ساحة البحرين. ففي الوقت الذي حققت فيه الهيئة بعض مطالبها، تحرك الشارع البحريني عندما اشتركت بريطانيا مع فرنسا و"إسرائيل" في الهجوم على مصر في نهاية أكتوبر .1956


وبمجرد سماع شعب البحرين نبأ الهجوم، انفجر الشارع وقام البعض باستهداف عدد من الشركات البريطانية وبعض المنازل، ما وفر ذريعة للجيش البريطاني للنزول إلى الشارع وإخماد المظاهرات ومن ثم حل الهيئة واعتقال قادتها ونفي بعضهم وسجن الآخرين الذين كان من بينهم الحاج إبراهيم فخرو.


رحمك الله وأسكنك فسيح جناته، فلقد أوفيت لشعبك، ولن ينساك أهل البحرين لأنهم لا ينسون من خدمهم وضحى من أجلهم... مهما طالت السنين.

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع