شارك هذا الموضوع

طبيعة اليهود وصفاتهم

أكمل سماحة الشيخ الدكتور عبدالله الديهي حديثه بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، وذلك في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان لعام 1435 هـ و تصادف آخر ليلة جمعة ، بهذه المناسبة إبتدأ الدكتور مجلسه بآيات من سورة آل عمران " الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير " ، وقد أشار الديهي على أن القرآن إهتم باليهود وأكثر ذكره خصوصا في سورتي البقرة وآل عمران ، وتلك السورتان تعالج مسألة اليهود وتبيّن طبيعتهم وصفاتهم وتتعرض الى خبثهم ، وهذا الخبث الخاص الذي تمثّل في قيامهم بأشياء كثيرة على رأسها تكذيب وقتل الأنبياء ، وكان حديثه حول خمسة أمور :


الأمر الأول ، أسباب قيام اليهود بتكذيب الرسل ، وهي ظاهرة من ظواهر المجتمعات أن تكذّب بالرسل ، المكذّبون للرسل على ثلاثة أصناف . الصنف الأول هم " عليّةُ القومِ " وهم الحكّام والرؤساء وأصحاب رؤوس الأموال والتجّار وهم اصحاب المقامات الإجتماعية الكبرى ، من يرون في أنفسهم عظمة ، فلا يقبلوا أن يتساووا مع باقي الناس ، ومنهم من يحصي الأموال بطرق غير شرعية و يستعملون السحت والربا ، فلمّا يمنعهم الرسول عن الربا يتنافى ذلك مع مصالحهم الشخصية وهيمنتهم على الإقتصاد العالمي . السبب الثاني هو وجود الكهنة و العلماء المنحرفون ، وهم من يرون أنه اذا جاء النبي أبطل الأباطيل وأبطل الخرافات وهم يعيشون على ذلك . السبب الثالث هو سبب عام ، وهو تأثير العقل الجمعي على الناس ومن لهم منصب وجاه ، فتفكيرهم يعارض الأنبياء والناس يتبعونهم بلا تفكير ، لذلك القرآن الكريم يشير الى استخدام العقل في تلك المواقع "  قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد  " هنا يشير القرآن أن نقوم لله في كل المواقف العامة والخاصة ، و لا بد من علم وتفكر وعمل بالعلم ، لأن الجهل أساس كل المشاكل ، والجهل ينقسم لقسمين ، جهل بسيط ومنه يتعلم الجاهل ، وجهل مركب وهم أسباب الإختلاف والذين يرون في أنفسهم أنهم أعلم الناس .



الأمر الثاني ، اليهود أساسًا كان موطنهم في السابق الشام ، ولكنهم لأسباب قطنوا الحجاز فهناك العديد من المناطق في الحجاز يوجد فيهم يهود خصوصًا خيبر ، وحصونهم تدل عليهم . - طبيعة هؤلاء الذين إحتلوا القدس -  كانوا في وادي القرى و في خيبر وفي فدك وفي يثرب ولكنهم تركوا مصر والعراق مع العلم أنهما بلدتان تتميزان بالخصوبة والثروة المائية و الثروة الزراعية و الثروة الحيوانية . فلسطين يقول عنها القدماء أنها تفيض عسلًا ولبنًا ومن الأساب التي يدّعيها الصهاينة هي أنهم تعرضوا الى إبادة فكانوا يقولون أن طيطس وهو قائد روماني فتك بها وقتلهم وجاء الى هيكلهم المزعوم ، ولكن السبب الحقيقي في تواجد اليهود في المدينة خاصة والحجاز عامة ، أن هناك نصوص أصلية في التوراة تقول بأنه يكون في آخر الزمان نبي من سلالة ابراهيم الخليل و إسماعيل و هو محمد ( ص ) وهذا ليس عن طيب خاطر و إنّما يقولون أنّهم أحق بقرابته و أنّ الأمر سيؤول لهم ويملكون العالم بعد أن ملكوه في زمان موسى



الأمر الثالث ، سبب نزول الآية والتي نزلت في اربعة من اليهود جاءوا الى رسول الله وهم مالك بن الأشرف و كعب بن الظيف و وهب بن يهوذا ومنحاص بن عازورا ، فكانوا يدّعون ان عندهم عهد في التوراة ان لا يؤمنوا الا بـبينةٍ وهي أن يأتي بـقربانٍ تأكله النار وهي علامة القبول في الأمم السابقة وهذا ما حدث حينما قتل قابيلُ هابيلَ و ما حدث للحجّاج ، و هنا وقف الدكتور أمام هذه الحجة لـيبيّنَ خُبث اليهود وخبث من التصق بهم .



الأمر الرابع ، هو جواب القرآن الكريم لليهود ، " فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين " ، وهنا بيّن لنا القرآن طبيعة اليهود وصفاتهم ، وقد قام القرآن بالجواب عليهم بسؤال إستنكاري ، لأن هؤلاء المستكبرين لا ينفع معهم الحوار ولا يوجد أسس حوار للدخول معهم فيه ، فهم يرون أنهم قائمون على أمور الناس ، ويزعمون أنهم هم الشعب المختار .



الأمر الخامس ، هل من سألوا النبي كانوا مشتركين في قتل الانبياء ، لماذا حمّل القرآن من سألوا النبي مسؤولية قتل الأنبياء وأنهم مشتركون في القتل وهم لم يقتلوا نبي ولم يكن في عهدهم نبي ، وقد عدّد سماحة الدكتور عدة أسباب وهو أن القاتل ليس وحده من يتحمل مسؤولية القتل ومن يوجه إليه التهم ، بل حتى الذي يعطي الأسلحة يحمّل مسؤولية القتل ، ومن يأمر بالقتل يتحمّل المسؤولية أيضًا ، والراضون بالأمر ، فمن رضي بقتل شخص قي مشرق الأرض أو مغربها فهو شريك في دمه . وقد علل الإمام الصادق ذلك قائلًا " لأنهم رضوا ولم يبرأوا " .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع