شارك هذا الموضوع

و التّين والزيتون ( 1 )

أكمل سماحة الشيخ الدكتور عبدالله الديهي سلسلة حديثه بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، وذلك في ليلة الثاني و العشرين من شهر رمضان المبارك لعام 1435 هـ ، حيث إبتدأ مجلسه بآيات من سورة التين ، " والتين والزيتون ، وطور سينين ، وهذا البلد الأمين " ، وقد قسّم حديثه الى أمورٍ ثلاثة



الأمر الأول ، التين والزيتون فاكهتان معروفتان ، ولكن حينما نفسّر و نأول الآية ، نجد التين هو النجف الأشرف ، أمّا الزيتون المراد به هو البيت المقدس ، الزيتون كفاكهة اكثر منابته في الشام وخصوصًا في فلسطين ، هناك العديد من المحققون والباحثون الذين أثبتوا أن التين هو النجف ، من جملتهم ثلاثة من المختصين ، الأول عامل من عمّال الري والزراعة وهو أحمد شوشه من العراق ألّفَ كتابًا وأثبت فيها أنّ بلدة النّجف كانت مشهورة بإنتاج التين ، ثم الباحث المعروف عند أهل الأدب و المعرفة مصطفى جواد يقول أن أحد معاني التين هو منبت التين وقد كان في النجف الأشرف ، أخيرًا كتابٌ ألّفه الدكتور الشيخ الوائلي وهو " الخلفية الحضارية للنجف الأشرف قبل الإسلام " .



الأمر الثاني ، طور سينين ، ما هو الطور وما هي سينين وماذا يقصد من هذا اللفظ ؟ سينين هي الغري وهي مرقد مولانا أمير المؤمنين ، هناك بحوث تتعلق بالأرض وتاريخ الأرض ، يقال بأن سفينة نوح استقرت عند الجودِ وهي المنطقة التي رست فيها وتسمّى الغري أو بانيقيا ، ونستدل على ذلك من خلال تأريخ إبراهيم عليه السلام ، لمّا أراد أن يذهب الى مكة ومرّ بالغري وهي منطقة في ذلك الزمان تتعرض لهزّات أرضية ، بانيقيا نفس النجف الأشرف ، سمّيت ببانيقيا وهو لفظ سرياني وكان معه غُلام وبات في تلك المنطقة ، فذهبوا أناس من تلك المنطقة إليه و عرضوا عليه أن يقيم معهم ، فقبل لكن بشرط ، كان يريد أن يشتري ذلك الظهر وعرض عليهم سبعة نعاج و النعجة في اللغة " نيقيا " و السبعة " با " لذلك سميت بـ " بانيقيا " ، و ثلاثة أحمرة ، وقد استغربوا بشرائه تلك الأرض التي لا شيء فيها في ذلك الزمن ، فقال ابراهيم " سيبعث الله سبعين ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب "  . وهناك معنى لطور سينين ، سينين جمع سينة وهي الشجرة ، أما الطور فهو الجبل الصغير أو الأرض التي عليها الجبل الصغير ، أو الأرض التي فيها البركات و الخضرة ، وهنا نحصل على معنى طور سينين بأنه هو الجبل ذي الأشجار المثمرة والجميلة ، وفي ذلك المكان إدخر نبي الله نوح قبرًا لعلي عليه السلام .



الأمر الثالث ، الأمور التي جرت لقبر الإمام علي ( ع ) في النجف الأشرف ، وتلك من الأمور التي ظلم فيها ( ع ) ، فقد حورب في قبره وفي تأريخه ، والذين يحاربونه ليسوا نصارى او يهود بل هم مسلمون ، هناك العديد من كذبوا وجود قبره الشريف في النجف وقال بعضهم في إحدى كتبه أنه دُفن في المدائن وفي نفس الكتاب يقول بأنه في عكّة ، آخرون قالوا بأنه في جامع دمشق وآخرون في أفغانستان . يقال أن الإمام الحسن ( ع ) حفر للإمام علي سبعة قبور ، في الكناسة و في الغري و في المسجد و في الحنانة بسبب خوفه من نبش القبر . كان زين العابدين يأتي خفية ويزوره زيارة أمين الله ، ويضع خدّه على تراب قبره عليه السلام ، من الملعونين الذين أرادوا أن ينبشون القبر هو الملعون داوود بن علي الذي أصابه الله بشلل حينم أراد نبش قبر علي عليه السلام .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع