شارك هذا الموضوع

الإمام علي القدوة الصالحة المثلى ( 2 )

اعتلى سماحة الشيخ الدكتور عبدالله الديهي منبر حسينية الحاج أحمد بن خميس ، وذلك في ليلة التاسع عشر من شهر رمضان المبارك لعام 1435 هـ ، وقد أكمل سلسلة محاضراته التي تتحدث عن علي عليه السلام والقدوة الصالحة ، في هذه الليلة إبتدأ بحديث عن أمير المؤمنين ( ع ) ، " ألا وإن لكل مأمومٍ إمامًا يقتدي به و يستضيء بنور علمه ، ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعامه بقرصيه ، وإنكم لا تقدرون على ذلك ، ولكن أعينوني بورعٍ واجتهاد و عفة و سداد " ، حيث دار موضوعه حول ثلاثة أمور .



الأمر الأول ، العوامل التي تؤثر في المقتدين بالقدوة الصالحة وهي كثيرة ، وكيف نطّبقها على علي ( ع ) ؟ أول وأهمّ تلك العوامل هو وجود رابطة حب بين المُقتدِي و المُقتدَى فمتى ما زرعت المحبة نبتت الثقة ، وإذا نبتت الثقة أَيْنَعت القناعة ، وإذا وُجدت القناعة فدونك الأمر و النهي ، من العوامل التي تصنع الود والحب في قلوب المؤمنين ، العدل ، فعلي ( ع ) كان حاكمًا عادلًا ، صادقًا ، محبًا لشعبه ولرعيّته حتى لو كانوا معارضين . العامل الثاني ، كان ( ع ) بسيطًا في العيش ، يكاد أن يقدر نفسه بضعفة الناس وهذه من تعاليمه على الراعي . العامل الثالث هو المبدأية في القرارات ، كان ( ع ) حاسمًا وواضحًا في الرأي و لم يكن كغيره يتسّم بالابهام في البيانات والقرارات ، بل كان يتسّم بالوضوح والشفافية المطلقة . العامل الرابع هو الإهتمام بمشاكل الأمة ، كان عليه السلام مهتمًّا بمشاكل أمته الإقتصادية و السياسة و الإجتماعية و العلمية . العامل الخامس هو التحلّي بالشجاعة ، كان علي ( ع ) شجاعًا في فكره وشجاعًا في موقفه وكذلك في بطولته و لا تأخذه في الله لومة لائم . العامل السادس أن يكون هو المصلح فعلي ( ع ) كان مصلحًا اجتماعيًا و أخلاقيًّا و سياسيًّا و سلوكيًّا . العامل السابع هو الحكمة في حل الخلافات الداخلية .



الأمر الثاني أن أمير المؤمنين كتابٌ عالي المضامين نحتاج أن نقرأه في كل عصر وزمان وظرف ونفهمه حسب ظروفنا ومقتضيات زماننا ، هناك عدّة اتجاهات قي قراءته ( ع ) بعضهم قرأهُ قراءة إعجازية ، و المعجزة هي شيءٌ خارقة للعادة خارجة عن المألوف ، وجماعة أخرى قرأت عليًّا من خلال سيرته الذاتية التي نستفيد منها في حياتنا . جماعة أخرى جمعت بين الإثنين ، الجانب الغيبي و الجانب البشري لعلي ( ع ) . جماعة رابعة نظرت الى علي ( ع ) أنه كان منعزلًا ، منطويًا ، جليس داره ، وكان لا يشارك و لا يقوم بأي مسؤولية خصوصًا خلال الخمس والعشرين سنة من حياته ( ع) بعد رحلة النبي (ص) ، لكل جماعة أسباب ومبررات في نظرتهم لعلي ( ع ) . كان عليه السلام يشفع قوله بالعمل . وقد ذكر الدكتور حديث عن أمير المؤمنين ( ع ) " عباد الله اتقوا الله فإنكم مسؤولون عن البقاع والبهائم " .


 


الأمر الثالث هو الوحدة عند أمير المؤمنين ( ع ) و المسارات التي تسير فيها الوحدة ، هناك وحدة إجتماعية و وحدة وطنية و وحدة أمة . لنعلم أن هويتنا واحدة ، ديننا واحد ، قرآننا واحد ، نبيّنا واحد . يجب الإلتزام بالوحدة الوطنية ، هناك ثغرات وأبواب مفتوحة قد تفتحها الدولة أو يفتحها الإعلام أو أي من القنوات و الرجال الذين يعيشون على فتات الظلمة ممّن تهمّهم المصالح ، ولذلك بوعي شعبنا وشبابنا يجب أن نحول دون تحقيق مصالحهم في تفكيك الشعب وطتيًا . وحدة الأمة وهي أن تشهد أن لا اله إلا الله و أن محمد رسول الله .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع