شارك هذا الموضوع

الإمام علي القدوة الصالحة المثلى


إعتلى سماحة الشيخ الدكتور عبدالله الديهي منبر حسينية الحاج أحمد بن خميس ، وذلك في ليلة الثامن عشر من شهر رمضان المبارك لعام 1435 هـ ، وقد إستهل حديثه هذه الليلة بآيات من سورة الأحزاب " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا " وبحديث عن أمير المؤمنين ، " ألا وإن لكل مأمومٍ إمامًا يقتدي به و يستضيء بنور علمه ، ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعامه بقرصيه ، وإنكم لا تقدرون على ذلك ، ولكن أعينوني بورعٍ واجتهاد و عفة و سداد " . هذه الليلة تحدث الدكتور عن القدوة الصالحة ، القدوة التي نحتاحها في كل زمان ومكان  ، وقد قسّم حديثه إلى ثلاثة أمور مع مقدمة .



إبتدأ مقدمته قائلًا : حينما نتحدث عن القدوة الصالحة ، يعترضنا نماذج عُليا ، وهم الأنبياء على رأسهم النبي محمد (ص) ، و الأوصياء و الأئمة في مقدمتهم علي (ع) ، يشعر الإنسان بالحرج والهيبة حين يتحدث عن هؤلاء القدوة ، لأنّ الحديث عنهم ليس حديثًا مفهوميًا و ليس مُجرّد أفكار عن الرسول او عن الإمام ، إنّما القضية حينما نتحدث عنهم إنما نتحدث عن أفكارٍ ومفاهيمٍ تجسّدتْ فِي هذهِ النَّفس الطاهرة ؛ لأن نفوسهم أفضل النفوس ، عليٌ هو نفس رسول الله فهو أعظم النفوس بعده . في الواقع الخارجي هُم يجسدون كلّ ما تكاملت فيه نفوسهم ، وهذا التي تعنيه الآية " والعصر ، إن الإنسان لفي خسر ، إلا اللذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر " هؤلاء مثّلوا هذه السورة فهي تحمل الإسلام المتجسد فيهم و تحمل معانٍ كثيرة كلها جاءت من جهاد النّفس ، جهاد النّفس هو القيمة الإنسانية الحقيقية للإنسان فلا يعتبر الإنسان إنسانًا بالمعنى القرآني والرسالي حينما لا يجاهد .



الأمر الأول ، المناهج التي وضعها الإسلام للبناء الإجتماعي هي أربعة مناهج ، منهجان أساسيان ومنهجان تكميليان  لا يمكن أن يتغير مجتمع أساسي من دونهم ، المنهج الأساسي الأول هو مخاطبة العقل و أخذ عبرة من السنن السابقة وكل ما يجري في السابق ، القرآن دائمًا ما ركّز على الجانب العقلي و الحديث الشريف يؤكد على مكانة العقل عن الكافي في كتابه " العقل و الجهل " ، عن امامنا أبي جعفر ( ع ) ، لما خلق الله تعالى العقل استنطقه وجعله أساس العقاب و الثواب فقال له أقبل فأقبل ، ثم قال له أدبر فأدبر ، ثم قال جعلتك أحب شيء عندي ، ثم قال إياك آمر و إياك أنهى و إياك أعاقب وإياك أثيب . المنهج الثاني ، مخاطبة الوجدان وهي الفطرة الموجودة وهذا النوع أكبر من النوع الأول ، الأمر الأول عقلي وهي أمور تنظيرية تصويرية ، الجانب النفسي الفطري يعتبر وجدانًا ، وهو أمرا حضوريا . علم الفلسفة قائم على الأدلة والبراهين العقلية ، أمّا علم العرفان قائم على الوجدان وهو أمر حضوري نراه . المنهج الأول التكميلي هو أن نوفّق بين الجانب الفطري و الحاجات الغريزية ، لأن الجسد يحتاج لغذاء و النفس تحتاج لغذاء ، لا يجب أن نكون متطرفين أو مولغين في واحد دون الآخر ، الأمر الثاني نحتاج إلى تقنين وتشريع وهذا ليس مختصا بإنسان دون الآخر ، فنحن بحاجة الى الهداية .



الأمر الثاني ، المشاكل التي تعترض الإنسان حينما يبني نفسه اجتماعيا و لا تحل الا بالقدوة الصالحة الحسنة ، أولًا ، المشكلة الفعلية وهي واضحة المفاهيم ، فإن الإنسان يحتاج بأن يجسّد الإسلام من خلال أفعاله ، ثانيًا ، عدم وجود مرجع يلجأ اليها عند العجز أو الضيق أو التردد ، وهذا ضروري حين تكثر المشاكل و تكثر الأهواء فنحتاج لمرجع يبدد عنا هذه التردد و الضيق . ثالثًا ،  معرفة القدوة الصالحة التي نسير خلفها ،فنحن لسنا بحاجة لدليل ، لأن هناك أناس يقولون ولا يفعلون  ، تنطبق عليهم الآية " كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون " ، رابعًا ، نحتاج إلى إقتناع وهو يأتي عندما نرى القدوة ملتزمة .



الأمر الثالث ، القدوة الفاسدة وأثرها التخريبي في المجتمع ، القدوة الفاسدة تفسد فسادُا أشد من إصلاح القدوة الصالحة ، فالقدوة الصالحة تحتاج للوقت الكثير و المشاريع و المخططات لتثمر ، ولكن القدوة الفاسدة تكون بمثابة القوة التدميرية لكل بناء القدوة الصالحة وهو أمر يسير وسهل المنال .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع