شارك هذا الموضوع

واقعة بدر ، أهدافها ووسائل القتال فيها

إعتلى سماحة الشيخ الدكتور عبدالله الديهي منبر حسينية الحاج أحمد بن خميس ، وذلك في ليلة السابع عشر من شهر رمضان المبارك لعام 1435 هـ ، وقد إستهل حديثه هذه الليلة بآيات من سورة آل عمران ، " قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا ۖ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ ۚ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ " وقد أكمل ، هذه الليلة ليلة استشارة وليلة إستعداد ، النبي ( ص ) إستشار أصحابه و إستعدّ للقاء العدو في مثل هذه الليلة ، ليلة السابع عشر من شهر رمضان ، بعض الحوادث قد تحيا بها أمم و قد تموت بها امم ، بعض الحوادث تُحدد مصير الأمة ومنها قضية بدر ، يوم أحد وحنين انتكس فيها المسلمين ، لابد من الإستفادة من النصر و الهزيمة و تجنب الأخطاء ، و هنا دعى الدكتور الى إحياء الذكرى من خلال عدة قنوات ، كالمسرح و الأفلام الوثائقية لتنهض الأمم ، فالذكرى لا تحيى لذاتها ، ولكنّها تُحيى لنأخذ منها الدروس . و لهذا حديثنا هذه الليلة في جملة أمور .



الأمر الأول ، سنتحدث عن واقعة بدر و الأهداف العامة التي توخاها ( ص ) ، سمّيت بدر بهذا الإسم لأنها وقعت على بئر يسمى بدر ، بئر إحتفره واحد من الغفّاريين وهي عشيرة أبا ذر الغفاري ، وهي قرية تقع في الجنوب الغربي من المدينة تبعد 156 كيلو مترًا ، وفي علم الجغرافيا السابق ، يقولون أنها تبعد على أربعة مراحل من المدينة ، والمرحلة هي عبارة عن 39 كيلو مترًا . وهنا ذكر سماحته عدة أهداف لواقعة بدر ،  الهدف الأول هو الإستيلاء على القافلة و القافلة كانت لأربعين من تجار مكة يرأسهم أبو سفيان وكان يسمى بشيخ المشركين ، الهدف الثاني هو أنه أراد ( ص ) أن يقابلهم بالمثل لأنهم أخذوا أموال و أراضي أصحابه ، الهدف الثالث هو أنه أراد ( ص ) أن يتقوّى بتلك القافلة وقد كانت قيمتها الشرائية خمسون الف دينار ، الهدف الرابع هو أنه أراد أن يضربهم ضربة إقتصادية وهو المحور الرئيسي فعليه يدور التعليم والسياسة مما يفرط في السيادة ، الهدف الخامس هو أن يكسر هيبة قريش وهي التي كانت تمنع الكثير من القبائل في الدخول للإسلام ، فاراد ( ص ) أن يهدم ذلك الجدار ، الأمر الأخير أراد النبي أن يحرر عقول الأمة العربية من الأصنام وعبادة الأشخاص .


 


الأمر الثاني ، ما هي الاسلحة الأرضية التي كانت عند المسلمين حتى استحقوا النصر ، السلاح الأول هو الإعداد المسبق للمعركة ، " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ " ، وقد كانت الأسلحة بدائية ، لا يتجاوزون سبعون ناقة لحمل الأثقال ، وكان عندهم خيول تعد بالأنامل و سيوف تعد بالأنامل أيضًا ، وقد كان البعض يستخدم جريد النخل ولكنهم أعدوا العدة بحكمته ( ص ) ، كل الأسلحة من صناعة أيديهم وهنا يجب الإلتفات الى نقطة مهمة ، لا يمكن أن ننتصر على عدونا الا اذا كان سلاحنا من عندنا فالدول الكبرى تعطينا الأسلحة لتحمي مصالحها . السلاح الثاني هو وحدة الكلمة ، فلا انتصار الا بوحدة الكلمة ، ولهذا استُدعي كاشف الغطاء ( رض ) الى إلقاء خطبة في الجامع النبوي تحت عنوان " الإسلام كلمة التوحيد و توحيد الكلمة " . السلاح الثالث هو الإمتثال للأوامر القتالية من القائد من خلال عدة وسائل ، أولًا الثّبات " يا أيها الذين آمنوا اذا لقيتم أمة فاثبتوا " ، الوسيلة الثانية ذكر الله ، " واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون " .الوسيلة الثالثة " وأطيعوا الله ورسوله " . الوسيلة الرابعة هي عدم المنازعة " ولا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم " . الوسيلة الخامسة هي الصبر " واصبروا إن الله مع الصابرين " . الوسيلة السادسة هي أن لا يصيبهم الغرور وذلك لأنّ الغرور يؤدي الى الهزيمة " ولا تكونوا كالذين خرجوا بطرا " ، فمتى ما إجتمعت هذه الوسائل يكون النصر هو نتيجة هذه المعادلة ، وقد يكون النصر آنيا وقد يكون مستقبليًا . السلاح الرابع هو الدّعاء فلا يجب أن نغفل عن الدعاء ، بعد تحقيق الإستعداد النفسي و العسكري و اتباع الأوامر القيادية علينا أن نمد يدنا الى الله بالدعاء فإنه سلاح الأنبياء ، لنفعل كما فعل ( ص ) حينما جمع أصحابه و مدّ يده لله - وهو موعود بالنّصر - ، وقد كان ردائه على منكبيه ويرفع يده الى أن يسقط رداءه و يقول " اللهم أنجز لنا ما وعدتنا من النصر ، اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض "



الأمر الثالث ، الأسلحة السماوية التي نصر بها الله عزّ وجل المسلمين ، وهي عشرة أسلحة من السماء تعاضدهم . أول تلك الأسلحة الملائكة ، " إنني ممدكم بألف من الملائكة مردفين " من الأسلحة السماوية إنزال المطر ، و إلقاء النعاس ليكون أمنة منهم ، و إرسال الريح العاصف وإلقاء الرعب في الذين كفروا و تسديد الرمية الإلهية " وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى " ،  وفي الختام ذكر سماحته الآية القرآنية من سورة الأنفال " إذ يوحي ربّك إلى الملائكة أنّي معكم فثبّتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرّعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كلّ بنان "

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع