شارك هذا الموضوع

عاشوراء رسالة الإعلام الجماهيري

نستقبل في كل عام مناسبة تمثل القمة في تحدي الإيمان للكفر وفي تبلور الصراع بين جبهة الحق وجبهة الباطل ألا وهي مناسبة عاشوراء ، ونحن لو أنصفنا هذه المناسبة لجعلنا من كل أيامنا عاشوراء ، ومن كل بقعةٍ من بقاع الأرض كربلاء.
فهذه المناسبة ليست مناسبة تاريخية مضت ولم يبقَ منها إلا عبرها ، وإنما هي في الواقع حركة إبتدأت عام (61) للهجرة ولكنها إمتدت وتصاعدت عبر السنين حتى اليوم .
وفي هذه المناسبة تتجلى أيضاً حالة الإجتماع حيث إن الفوارق التي تفصل بين المؤمن وأخيه المؤمن ، وإنها تتضائل إلى درجة إن كل واحد منا يندمج مع الآخر إندماجاً كاملاً ببركة سيد الشهداء(ع).
ومع ذلك فإن القضية الإعلامية هي من أهم المفردات التي تتجلى في هذه المناسبة ، أي قضية الدعوة إلى الله وإعلان كلمته والدفاع عن عباده وإعلان البراءة من أعدائه ولذلك فإننا نشير إلى القضية الإعلامية وبشكل عام يمكننا القول إن هناك منهجين إعلاميين في العالم :
1_ الإعلام الرسمي : أي الإعلام القائم على أسس واضحة مشروعة ومعترف بها لدى المؤسسات الإجتماعية والسياسية القائمة ويتمثل هذا الإعلام في الصحف والإذاعات والفضائيات.


2_ الإعلام الجماهيري: المرتبط بالإنسان ؛ أي الإعلام الذي لايقوم به جهاز خاص أو مؤسسة خاصة وإنما يقوم به كل واحد من أبناء الأمة ونحن المسلمين علينا أن نهتم لكل المنهجين في الإعلان وبالنسبة للمنهج الأول فأن هناك شعوراً بأننا متأخرون ومتخلفون فيه ، ومن الخطأ أن نقول أن اللذين يقتلوننا وينهبون ثرواتنا ويعتدون على مقدساتنا وحرماتنا إنما يفعلون ذلك كله بقوة السلاح ، كلا ، فقوة السلاح هي في الحقيقة والواقع قوة ثانوية إذا ماقيست بقوة الإعلام ، فهم يقتلوننا بألسنتهم وبإعلامهم قبل أن يقتلوننا برصاصهم والدليل على ذلك أن المجازرالـتي ترتكب بحق المسلمين في أنحاء العالم بدافع الإرهاب تحدث والعالم يغرق في سكوت رهيب يتجلى عمق المأساة إذ إن العالم الإسلامي كان قد فقد منذ زمن حصانته وقيمه فلو إفترضنا إن العالم قد ضاق بنا ولم يدعنا نتحدث عبر الأجهزة الإعلامية ، فقاوم أجهزتنا الإعلامية فعلينا أن نتبع المنهج الآخر ( أي الإعلام الجماهيري ) ، هذا المنهج الذي وضع أساسه الإمام الحسين(ع) في كربلاء. حيث إن الخلاصة تتمثل في أن يكون كل واحد منا ومن أبناء الأمة الإسلامية جهازاً إعلامياً فهل تعلم أن البكاء على السبط الشهيد(ع) هو بحد ذاته إعلام ومشاركتك في المجالس الحسينية أيظاً بذاتها إعلام عن مضلومية الحسين(ع).


مع تحيات اللجنة الثقافية 1426هـ

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع