شارك هذا الموضوع

مشاعر العبادة

بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين نبينا محمد وآله المنتجبين الطاهرين (ع)




  • مشاعر العبادة


تُعدُ مشاعر العبادة والإنابةِ مِن أقدمِ وأدومِ تجلياتِ الأنفس الإنسانية وأحد أكثر أفاقها أصالة. وإن الذي يتفاوتُ هو كيفية العبادةِ وطبيعة المعبود، إذ لم يبتدع الأنبياء (ع) العبادة ولم يأتو بها من عندهم بل إنهم علموا الإنسان كيفيتها ونهو عن عبادة غير الله الواحد الأحد.


العبادة فطرة الإنسان، وهي جزء من الغرائز الذاتيةِ والفطرية عنده، أي أن الإنسان يَميلُ فطرياً لتقديس شيء وتزيههُ والتقرب إليه، وحتى الناس الماديون يمارسون العبادة، حتى أن (كارل ماركس) يقول (أريدُ تحرير الإنسان مِن عبادة غير الإنسان لأجلِ عبادةِ ذاته)، فهو يدرك أن الإنسان لا بُد وأن يعبد شيئاً، ولكنه يدعي الرغبة في تعريفه بالمعبود الحقيقي!، ونداء القرآن هو أن يا أيها الإنسان أبد ربكَ، مَن بيدهِ زِمَامُ كلِ شيء.


والعبادةُ إنعكاسٌ للمعرفةِ فمعرفة الله الواحد الأحد، بإعتباره الكاملُ له وحدَه، ويختص بأكمل الصفاتِ، ومعرفة صلتهِ بالعالمِ فهي فيض من عطفه ورحمانيته تفرز لدينا رد فعل يُعبر عنهُ (بالعبادة).


فأما العابد الذي أولى نفسه وكيانهُ لطاعة خالقه الله عز وجل والولاء لرسوله وأهل بيته (ع) فيجب أن يكون مصداقاً لولائه لهم بأن يعرف أمور دينه، وما تحوي ذاته مِن معتقدات وأفكار.


وهنا إذ وضحت ما هيّة العبادة، أساعِدُ على التعرف أو (تعريف) العبادة ومفهومها:


العبادة إما لفضية وإما عملية، وإن أعمال الإنسان على قسمين:


1-    مجرّد من القصد الخاص:


-       وهو الذي لا يؤدي على دلالةِ شيء آخر).


2- به قصد:


-       (تؤدي باعتبارها دلالة على سلسة من المقاصد).


نقول بعد هاتين المقدمتين: إن العبادة اللفظية والعملية عمل ذو معنى يؤديه الإنسان لفظياً أو عملياً ليؤكد ما يبغيه من العبادة.


هنا يتبادر إلى ذهن الإنسان سؤال وهو:


ما معنى العبادة؟


-   تطلق كلمة العبادةِ على تلك الحالةِ التي يتوجه فيها الإنسان باطنياً نحو الحقيقة التي أبدعته، وهي بحد ذاتها من حاجات الإنسان الروحية، وعدم الإتيان بها ينجم عنه حصول خلل في إتَّزانه، وابين نقطة من ناحية النقصان، أنهُ إذ بقي المرء يلهث وراء الماديات دون الإهتمام (بالمعنويات والأفاق الروحية) فإنهُ يقرُّ قرار، وتبقى روحهُ في عذاب دائم.


وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه


والحمد لله رب العالمين

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع