شارك هذا الموضوع

فاطمة الكبرى

كانت فاطمة واقفة بباب الخيمة تنظر إلى أبيها وأصحابه وهم على الرمال مقطعي الأوصال جثث دامية طعنتها السيوف والسهام والنبال وهنالك في المنتصف كانت جثة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وهي بلا رأس ولكل جثة قصة وكان كل واحد من هؤلاء الأبطال يحكي قصة التحدي والبطولة والشجاعة وراحت خيول الجيش الفاسق تدعسهم وتدوس فوق تلك الجثث وجيش بني أمية لم يكتفِ بذلك بل داهموا نساء أهل بيت النبوة وراحوا يضغطون عليهن بالرماح وأحرقوا خيمهن وروعوا الأطفال وأذاقوهم المرارة والقسوة.. فاشتدت النار ولم تبقى خيمة إلا واحترقت وهناك جاءت طفلة تعدو وتصرخ والنار تشتعل في ثيابها فوجدت شيخاً في الطريق وقد أذهله المنظر وراح يبكي لتلك المأساة فقال لها: من أنت يا بنية؟ قالت: فاطمة يا شيخ، أنا يتيمة أبي عبد الله الحسين وبكت ثم قالت: يا شيخ دلني على طريق الغري فإن عمتي زينب أخبرتني أن قبر جدنا أمير المؤمنين علي هناك..


عندئذٍ أخبرها الشيخ بأن الغري بعيد عن هذا المكان.. فبقيت فاطمة حائرة مذهولة خائفة ماذا تفعل وهي طفلة صغيرة أمام جيش يزيد الفاسق الذي أرعب الأطفال وأحرق الخيام ولم يبق للنساء مكان يحميهن فلا خيمة ولا مكان سوى الرمال والجثث.

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع