شارك هذا الموضوع

محمد بن مسلم بن عقيل

يوم قتل أبو الفضل العباس (عليه السلام) في اليوم العاشر من المحرم ويوم تجمع معسكر الحسين بمقتل هذا البطل الصنديد ذو الشهامة والإقدام. خرج من خباء الحسين (عليه السلام) غلام صغير... وكان مذعوراً خائفاً...لم يعرف ماذا يفعل فكان يتمايل في مشيته تارة نحو اليمين وتارة أخرى نحو اليسار ... خرج وفي أذنيه درّتان، والدر نوع من أنواع الأحجار الثمينة كان الناس يعلقونها في أذن الصبي أو فوق صدورهم وقرطاه يتمايلان معه...


كان وجهه كالنور الساطع منيراً كالقمر وما أن لمحه الفساق من معسكر يزيد من بعيد حتى انتابتهم الدهشة من أين جاء هذا الغلام بهذين القرطين الجميلين؟ فتنافسوا لقتله والاستيلاء على القرطين العالقين في أذنيه وكان في معسكر الكفار مجرم اسمه (هاني بن شبيث الحضرمي) قد أقبل هذا المجرم صوب الغلام واقترب منه رويداً رويداً حتى استل سيفه.. نظر الغلام إلى بريق السيف لا يعلم شيئاً إلا النظر إليه...


لكنه أحس أن عينا المجرم تقدح شرراً لأن الأشرار ترتسم في وجوههم ملامح الكفر والظلال عندئذ لم يشعر الغلام إلا بآثار ضربة قاتلة جعلته يتهادى على الأرض كالحمامة المطعونة فأطلق الغلام زفرات أنفاسه الأخيرة وفارق الحياة.


أما هاني بن شبيت الحضرمي فقد انهال على أذني الغلام المقتول وقد تملّكه الفرح لأنه حصل على الأقراط بعد أن انتزعها من أذني الصبي الذي فارق الحياة.

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع