شارك هذا الموضوع

براعم الطف: علي الأكبر والشهادة الخالدة

(شباب وفتية، شهداء يوم الطف)
علي الأكبر والشهادة الخالدة


يالأكبروم حان موعد القتال مع جيش الفاجر يزيد برز ذلك الفتى ذو الوجه الصبوح وقد ارتسمت عليه ملامح تجمع بين أوصاف رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في النورانية والوقار وبين أوصاف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في الشدة والشجاعة.


وقف الفتى عند الإمام الحسين (عليه السلام) يستأذنه في القتال... نظر الحسين (عليه السلام) في ذلك الوجه الذي راح يتلألأ كأنه القمر المنير في الظلمة الحالكة وقال: بني... ولم يكمل حتى بكى ثم رفع سبابته نحو السماء وقال:


(اللهم كن أنت الشهيد عليهم، فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خَلقاً وخُلقاً ومنطقاً برسولك محمد (صلّى الله عليه وآله) وكنا إذا اشتقنا إلى وجه رسولك نظرنا إلى وجهه... اللهم فامنعهم بركات الأرض وإن منعتهم ففرقهم تفريقاً ومزقهم تمزيقاً واجعلهم طرائق قدداً ولا ترض الولاة عنهم أبداً فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلونا ويقتلونا...) وما أن انتهى الحسين (عليه السلام) حتى لاح في الطرف الآخر عند جيش العدو ذلك الفاسد الذي يشغل قيادة جيش يزيد الفاجر وهو عمر بن سعد.


فصاح الحسين (عليه السلام): (ما لك قطع الله رحمك ولا بارك الله في أمرك وسلط عليك من يذبحك على فراشك كما قطعت رحمي ولم تحفظ قرابتي من رسول الله (صلّى الله عليه وآله)) وما أن انتهى الإمام الحسين (عليه السلام) حتى أقبل علي الأكبر ذلك الفتى الشجاع يعانق أباه الحسين ليودعه وداع الرحيل إلى حيث الشهادة واللقاء مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في الآخرة.


علي الأكبر يتقدم إلى المعركة
علي الأكبرتقدم الفتى الشجاع بخطواته الواثقة حاملاً سيفه وراح يهتف بأعلى صوته واثباً كالأسد الغضوب:
أنا علي بن الحسين بن علي *** نحن وبــــــيت الله أولى بالنبي
تالله لا يحكم فينا ابن الدعي *** أضرب بالسيف أحامي عن أبي


ضرب غلام هاشمي علوي
لقد قتل الفتى الشجاع 120 مقاتلاً من جيش الكفار. فأحس بالتعب والعطش وأصيب بجراحات كثيرة فرجع إلى الخيام يطلب قطرات ماءٍ يروي بها عطشه..


فقال له الحسين (عليه السلام): (خذ هذا الخاتم في فيك وارجع إلى قتال عدوك فإني أرجو أن لا تمسي حتى يسقيك جدك بكأسه الأوفى شربة لا تظمأ بعدها أبداً..) هكذا كانت وصية الوالد والإمام القائد.


رجع علي بن الحسين إلى القتال ثم كرّ على الكفار مرة أخرى وهتف قائلاً:


الحرب قد بانت لها حقائق *** وظهرت من بعدها مصادق
والله رب العرش لا نفارق *** جموعكم أو تغمد البوارق


وراح يقاتلهم الواحد تلو الآخر رغم العطش والجهد والسهام التي راحت تنهال عليه فاستغل الفرصة أحد المحاربين من جيش الكفار فطعنه غدراً بالرمح في ظهره... ثم ضربه على مفرق رأسه ضربة صُرع بعدها فهجم عليه الأعداء بسيوفهم وراحوا يمزقونه إرباً إرباً وقبل أن تفيض روح الفتى الشجاع وتنتقل إلى جوار ربها نادى:


يا أبتاه هذا جدي رسول الله قد سقاني بكأسه الأوفى شربة لا أظمأ بعدها أبداً.


وداع الحسين (عليه السلام) لأبنه علي الأكبر


نظالأكبرر الإمام إلى ولده باكياً حزيناً غاضباً على جيش الأشرار فقال: قتل الله قوماً قتلوك يا بني .. ما أجرأهم على الله وعلى انتهاك حرمة رسول الله... اللهم أنت الشاهد على قوم قتلوا أشبه الناس برسولك محمد (صلّى الله عليه وآله).

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع