(3- 3)
العناية بالصوت:
إن على الرادود أن يتعرف كيفية الإهتمام بالصوت وإدارة أوتاره وكيفية تطويع الحنجرة وتدليلها _ كما يعبر الأخ الرادود عبدالشهيد الثور _ بحيث لايتعب أثناء الإنشاد خصوصا في شهر محرم الحرام حيث تكثر المشاركات، ومن أهم موارد الإهتمام بالصوت هو الإبتعاد عن بعض المأكولات التي تسبب مشاكل في الأوتار الصوتية، خصوصا المأكولات المليئة بالبهارات وبعض المأكولات الأخرى، أما مسألة التدخين فهي مما يؤثر على الصوت وعلى النفس تأثيرا بالغا، والمسألة الأخرى هي أخذ المشروبات التي تلين الحنجرة ومن أهمها ماء الحمص " النخج " الدافئ، والعسل، وكذلك " النبات " حيث يذاب في ماء حار ويشرب دافئا فيكون له تأثير إيجابي وكبير في المحافظة على الصوت، ولكن على الرادود أن يبتعد عن المشروبات الباردة لأن لها تأثيرا سلبيا على الصوت، وهناك مسألة أخرى لها تأثير سلبي وهي ملئ البطن بالأكل، فإن الرادود الذي ينشد وبطنه ملئ بالأكل لايستطيع أن يؤدي إنشاده على أكمل وجه، كما أنه ينصح أن لاتكون معدته خالية لكي تكون له قدرة على النفس الطويل، ويمكن في هذه الحالة أن يأكل قليلا.
التفاعل مع اللحن:
أما طريقة إلقاء الألحان فإنها تحتاج إلى مهارة خاصة وتدرب دائم، حتى الرادود المتمكن يحتاج إلى ذلك لأن الإلقاء المنفرد في البيت أو بين جماعة قليلة من الناس يختلف عن الإلقاء في الموكب الحسيني خصوصا المواكب الكبيرة، ولذلك لابد أن يتخيل الرادود أنه بالفعل أمام ذلك الموكب الكبير المهيب وأنه ينشد فيه أثناء التدريب على نغمة معينة، وللتعرف على النغمة المناسبة فإن الرادود يحاول أن يجرب عدة من النغمات المختلفة ويختار أنسبها، وأنسب نغمة هي النغمة التي يستطيع الرادود من خلالها أن يؤدي الدور الأفضل أثناء إنشاد القصيدة، فأحيانا يكون اللحن مناسبا بنغمة رفيعة، ولكن لحن آخر يناسبه أن تكون نغمته متوسطة، كما أن بعض الألحان تكون جميلة مع النغمة المنخفضة، بل يمكن للرادود أن يتحكم في اللحن الواحد أحيانا لتكون له أكثر من نغمة فيتدرج فيه حسب القدرة.
أما بالنسبة للمستهل فإنه يجب أن يكون جماهيريا يتفاعل معه الجميع، كما ينبغي أن لا يكون قصيرا أو طويلا وإن كانت هناك بعض المستهلات الطويلة التي يمكن أن تحفظ بسرعة، وبعض المستهلات القصيرة التي يمكن أن تردد أكثر من مرة وتكون ناجحة.
الرادود والقصيدة:
إذا كانت للرادود مشاركة فعليه أن يبدأ أولا باختيار الشاعر المناسب، ويمكنه أن يعطيه بعض الأفكار إذا كانت لديه افكار معينة، ومن المؤكد بأن إسماع الشاعر للحن له دور في تكوين القصيدة، فمثلا لو كان اللحن حزينا فإن القصيدة قد تميل أكثر إلى الطرح الحسيني الحزين، أما إذا كان اللحن حماسيا فإن الشاعر يستطيع أن يختار العبارات والكلمات الحماسية، وأخيرا يفترض من الرادود أن يستلم قصيدته قبل المناسبة بفترة كافية، وأن يقوم بإنشادها أمام مجموعة من المعزين ليتم تقييم اللحن ، كما ينبغي أن يطلعها على شعراء أو نقاد آخرين ليتم نقدها، وبذلك يكون لدى الرادود قصيدة متكاملة الأطراف.
الرادود في الموكب:
آخر مرحلة بالنسبة للرادود هي المرحلة الحاسمة وهي كونه موجود في الموكب الحسيني أمام المئات أو الآلاف من الناس، فتبدأ الرهبة في النفس، والخوف من عدم النجاح، والوجل من عدم وجود أداء متميز، وما إلى ذلك مما يمر به الرادود، إلى حد أن الرادود يبدو عليه الخوف، وربما يصاب ببعض الألم في بطنه، والتفكير الحاد في شأنه، وما إن تبدأ اللحظة الحاسمة حتى ينتهي ذلك كله خصوصا مع النجاح والشعور بالإرتياح.
بعد أن يبدأ الرادود بإنشاده للقصيدة فإنه يجب أن يكون متحمسا متفاعلا مع المستهل والقصيدة بأكملها، وعليه أن يختار بين نغمة الحزن في المواقف الحزينة في القصيدة، وبين نغمة الحماس في المواقف الحماسية، وأن يتفنن في صوته قدر الإمكان ليمتع السامع ولكي يعيش معه الجمهور لحظة بلحظة وكلمة بكلمة، فالمسألة الأولى التي يفترض من الرادود أن يوجدها في الموكب هي حالة التفاعل الدائم وغير المنقطع مع قصيدته ومع الجمهور، ولكن قد تحدث بعض الأخطاء أثناء الإنشاد، فعلى الرادود أن لايتردد في تعديلها، أيا كانت تلك الأخطاء، سواء كانت في اللغة، أو اللحن، أو النغمة أو غيرها مما قد يتعرض له الرادود الحسيني.
والتواصل مع الجمهور أمر ضروري للغاية، فإذا عاد الرادود إلى المستهل فعليه أن يتفاعل مع الجمهور فيه وأن يكرره عليهم، كما أن عليه أن يتفاعل مع بعض العبارات المناسبة للتكرار فيكررها مع الجمهور ليحدث التفاعل الكبير بين الطرفين.
الرادود والتقييم:
إن من الأمور الحسنة والمتبعة عندنا هو تقييم الرادود بعد الإنتهاء من الإنشاد، وإن من واجبات الرادود تقبل ردود الفعل عند الناس، والإستماع لنقدهم ومناقشتهم ومحاورتهم في كافة جوانب الموكب الحسيني، لأن ذلك يكون له الدور الكبير في تطوير الرادود الحسيني، وتنمية الموكب الحسيني.
التعليقات (0)