شارك هذا الموضوع

دور الإمام العسكري في إثبات ولادة l المهدي l عجل الله فرجه

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف خلقه وال بيته الاطهار


الاجراءات التي اتّخذها الامام العسكري (عليه السلام)
لاثبات ولادة الامام المهدي (عليه السلام)


الشيء الذي أريد أن أقوله رغم هذا الكتمان أنّ الامام العسكري سلام الله عليه كان عنده في جانب آخر موازنة بالعملية، كان حريصاً على قضية إثبات ولادته ووجوده، فاتخذ جملة اجراءات:


أولا: إكثار العقائق عن الامام المهدي (عليه السلام):
من أهم هذه الاجراءات ـ هذا الموضوع مهم بارتباطه في موضوع الغيبة الصغرى، لاننا لمّا نتكلم عن موضوع الغيبة لابد أن نعرف أنّ هذا الغائب صلوات الله وسلامه عليه مولود موجود ـ بل أوّل إجراء اتخذه الامام العسكري سلام الله عليه فيما تفيد الروايات: أنّه أكثر من العقائق عن الامام المهدي (عليه السلام)، وهذه من خواصه أنه لم يُعق عن مولود على الاطلاق كما عقّ عن الامام صاحب الامر (عليه السلام)، حتّى ورد في رواياتنا: أنه عُقّ عنه ثلاثمائة عقيقة(1)، بل أمر الامام العسكري (عليه السلام)عثمان بن سعيد أن يشتري كذا الف رطل ـ الرطل قرابة ثلث كيلو غرام ـ من اللحم وممّا شاكل ويوزّعه على الفقراء(1)، والشيء الملفت للنظر أنّ الامام نوّع وعدّد الاماكن، مثلاً كتب إلى خواصّه في قم أن يعقّوا(2) وأن يقولوا للناس أن هذه العقيقة بمناسبة ولادة المولود الجديد للامام العسكري (عليه السلام) وأنّه محمد، وهكذا مثلاً كتب إلى خواصه في بغداد وفي سامراء .
هذه عناية من الامام سلام الله عليه، كثرة العقائق وإخبار الناس بمناسبة هذه العقائق ومن ذبحت عنه هذه العقيقة مثلاً، هذا كلّه إجراء أوّل أراد منه الامام سلام الله عليه عملية إعلامية بأنّ هذا الامام الثاني عشر المنتظر صلوات الله وسلامه عليه قد ولد وقد تشرفت البشرية والعالم باشراق نور وجهه المقدس.


ثانيا: من رأى الامام المهدي (عليه السلام) :
الاجراء الثاني الذي حرص الامام (عليه السلام) عليه: هو أنّه كان يحضر مجاميع من خواصّه وشيعته وكان يعرفهم على ولده الامام المهدي سلام الله عليه، وهذا ظاهر من جملة روايات:
مثلاً في إكمال الدين للشيخ الصدوق أعلى الله مقامه عن أبي غانم الخادم: أنّ العسكري (عليه السلام)أخرج ولده محمداً (عليه السلام) في الثالث من مولده وعرضه على أصحابه قائلاً: «هذا صاحبكم من بعدي وخليفتي عليكم وهو القائم الذي تمتدّ إليه الاعناق بالانتظار، فاذا امتلات الارض ظلماً وجوراً خرج فيملاها قسطاً وعدلاً»(1).
وهكذا الرواية السابقة التي رواها شيخ الطائفة أعلى الله مقامه في الغيبة والتي قرأتها على مسامعكم: أنّ الامام أطلع أربعين ـ تقريباً ـ من خواص أصحابه على ولده سلام الله عليه.
وهنالك أشخاص آخرون أيضاً لا بعنوان مجاميع، بل بعنوان أشخاص منفردين أيضاً أطلعهم الامام سلام الله عليه .
هذا غير إطلاع من في البيت بمناسبة قضية الولادة، مثل نسيم الخادمة وحكيمة وأم أبي محمد العسكري، كما جاء في الرواية التي يرويها الشيخ الصدوق أعلى الله مقامه، رواية جليلة ومهمة جداً:
دخل أحدهم على السيدة حكيمة بنت الامام الجواد (عليهما السلام)وسألها عمّا تأتم به من الحجج؟ فعدّت الائمة سلام الله عليهم إلى أن وصلت إلى الامام العسكري (عليه السلام) فقالت بعده: والحجة بن الحسن بن عليّ، فقال لها السائل: سيدتي أتقولين ذلك عن خبر أو معاينة؟ ـ يعني هذا الحجة بن الحسن رأيتيه أم سمعتي به؟ ـ قالت: بل هي معاينة، قلت فلمن يفزع الناس اليوم والحال أنّ الناس لم يعاينوه؟ قالت: ارجعوا إلى أم أبي محمد ـ يعني أم الامام العسكري سلام الله عليه، لاحظوا هذه القضية السائل يقول ـ قلت لها: بمن اقتدى الامام العسكري (عليه السلام) في وصيته لام أبي محمد إذا كان الامام هو ابنه محمد الحجة ابن الحسن سلام الله عليه. يعني كان الامام سلام الله عليه للتغطية على ولده وللحفاظ على ولده في بعض المجالات كان يحيل في الظاهر بعض القضايا على أم أبي محمد يعني أم الامام العسكري سلام الله عليه، كيف كان يحيل عليها؟ لاحظوا الجواب في غاية الاهمية:
قالت (عليها السلام): اقتدى في ذلك بجدّي الحسين بن علي شهيد الطف صلوات الله وسلامه عليه حيث أوصى في الظاهر بأخته العقيلة زينب(عليها السلام)، وفي الواقع أنّ الامامة لولده زين العابدين (عليه السلام)، وذلك حفاظاً على ولده زين العابدين، فكان ما يخرج من زينب من علم ربما نسب لزينب (عليها السلام)، وهو في الواقع لعلي بن الحسين (عليهما السلام)(1) .
كانت ظروف تقية، بحيث أنّ الراوي إذا روى كان يخاف أن يقول حدثني علي أو روى فلان عن فلان عن علي، كثيراً ما كان يقول مثلاً: حدثني أبو زينب، او روى فلان عن فلان عن أبي زينب، ويعني بأبي زينب أمير المؤمنين سلام الله عليه.


فالخلاصة، أم أبي محمد العسكري رأت الامام، نسيم الخادمة، حكيمة، كذلك أحمد بن إسحاق الاشعري في قضية طويلة أيضاً يرويها الشيخ الصدوق (1)، ويعقوب بن منقوش، مضافاً للعدد الذي ذكرته.فالاجراء الاول قضية الاعلام والعقائق، والاجراء الثاني قضية عرضه على الناس، هذا في جانب. فإذن الامام سلام الله عليه في واقع الامر غيبته كانت غيبة بعد ثبوت مولد، بعد ثبوت وجود، وأنّ الامام سلام الله عليه كان يتعامل مع تلك القواعد عن طريق توقيعاته المقدسة التي كان ينقلها أولئك السفراء.


منقول من منتديات يا علي

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع