شارك هذا الموضوع

أزمة تدخل امريكا في تغيير المناهج الدراسية ..أي مستقبل ينتظر أبناءنا؟

أستاذ محمد عباسمقدمة
لم يعد شيئا خافيا ولا سرا مكتوما ان الاستراتيجية الأميركية المعلنة، منذ ما بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 الدامي، تصر على إجراء تغيير واسع في البلاد العربية يركز أساسا على تغيير العقول والتفكير والاتجاهات، بعدما ايقنت هذه الاستراتيجية ان البيئة الفكرية الثقافية الدينية‚ والمناهج الدراسية، والحملات الإعلامية والأزمات السياسية الاقتصادية الاجتماعية المتدهورة، هي التي أفرخت التطرف والارهاب والعنف، نتيجة ـ كما تعتقد ــ للفكر الخاطىء والعقل القاصر والاحباط الاجتماعي والقهر السياسي.

مجالات التغيير:

• ولم يعد سرا خافيا علي أحد ـ سوى علي المنكرين المتعامين ـ أن خطة التغيير الأمريكي،‏ التي تبشر بها واشنطن صباح مساء‏،‏ ترتكز علي تغييرات جذرية وسريعة في أربعة مجالات‏‏ هي كالآتي‏:‏

• أولا المناهج الدراسية والتعليمية.‏
• وثانيا الصحافة والإعلام والثقافة.
• وثالثا النظم الاقتصادية‏.‏
• ورابعا بنية النظام السياسي الحاكم في نهاية المطاف‏،‏ عتباره مصدر التحكم والاستبداد في المنطقة.


اهم الدراسات:

ولعل من اهم الدراسات التي ظهرت بعد الهجمات، والتي نرى انها الرافد الاساسي للمبادرة الجديدة لتعزيز الديمقراطية في العالم العربي، هي دراسة بعنوان "من اجل ان نسود" اصدرها مركز الدراسات الامنية والدولية بواشنطن، وحث فيها ادارة بوش على علاج الظروف التي سمحت لاسامة بن لادن بتجنيد المهاجمين للولايات المتحدة، وتلك التي زرعت بذور الكراهية لاميركا في قلب العالم الاسلامي.


دراسة امريكية:

• اذا ارادت امريكا ان تنتصر على الارهاب ان تبدأ حملة لتغيير القلوب والعقول في العالم الاسلامي حيث من الممكن ان تحدث المشاعر المناهضة للولايات المتحدة حالة من عدم الاستقرار في الدول الحليفة لأمريكا في اسيا والعالم العربي

تغيير العقول:

• هو ضرورة إجراء تغييرات أساسية في العقلية‏،‏ في طرق التفكير، في تثقيف الشعوب‏، في وسائل صياغة آرائهم وتحديد اتجاهاتهم واختياراتهم ومواقفهم‏، ولذلك فهي تلح إلحاحا علنيا شديدا وتمارس ضغوطا ـ أيضا ـ علنية شديدة‏، لتغيير وتحديث المنظومة الثلاثية ـ التعليم والإعلام والثقافة ـ التي تتولي صياغة العقول وتكوين التفكير‏، باسم التطوير والتغيير وتعليم الديمقراطية‏، لكن المنكرين هنا ينكرون
ويمارون وينفون ويكذبون‏!!‏

تغيير القلوب والعقول:

• فتغيير القلوب والعقول، امر في غاية الخطورة، اذ ان الامم تستطيع، ولو بعد وقت طويل، التغلب على كبوتها السياسية أو ازمتها الاقتصادية، أو حتى هزائمها العسكرية، لكنها ما ان تهزم ثقافيا، فمن الصعب عليها معالجة ذلك على الاطلاق، ومن ثم تصبح سهلة الانقياد، وغير قادرة على الرفض أو المقاومة، لكل فكرة أو ثقافة جديدة تستهدف محو تراثها وارثها الثقافي والحضاري.

امركة الشعوب:

• خطورة الدعوات التي اطلقتها الدراسة والتقرير والمبادرة لتغيير القلوب والعقول في العالم العربي والاسلامي، اذ انها تعنى بشكل صريح «امركة» الشعوب وترويض الادمغة الرافضة للهيمنة، وتغيير ثقافتها، لتكون عجينة لينة في مواجهة الغزو الثقافي الاميركي، وحتى تصبح بمثابة «المستقبل» لافكار الغير، وغير المصدر لاية ثقافة أو حضارة تعارض القيم والمثل التي تؤمن بها أميركا.

إضعاف الايديولوجيات:

• وفي خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة في 23 سبتمبر قال الرئيس بوش ان بلاده تعمل على اضعاف الايديولوجيات في منطقة الشرق الاوسط التي تصدر الارهاب.. والخطاب مهم للغاية لانه يأتي من رئيس دولة وليس احد المسئولين

التغيير المطلوب:

• باول أيضاً: «وبالنسبة إلى الدول الصديقة لنا في المنطقة، كل واحدة لها نظامها الخاص، وكل واحدة عليها أن تحكم بنفسها ما إذا كانت تريد أن تتغير، ومدى السرعة التي ستتغير بها، ونأمل أن نستطيع التأثير عليها من حيث كيف يتحقق التغيير، وأي تغيير يمكن أن يكون أفضل لها من أشكال أخرى من التغيير»

مبادرة الشراكة الامريكية – الشرق أوسطية:

• "لا توجد فسحة من الآن فصاعداً للكراهية وعدم التسامح والتحريض ونحن نحاول أن نعيش معاً, وأي منهاج دراسي لا يسير في هذا الاتجاه يجب تغييره", والعبارة هي للسيدة الينا رومانسكي مسؤولة ما يسمى "برامج مبادرة الشراكة الأميركية - الشرق أوسطية", ووردت ضمن محاضرة لها في العاصمة القطرية نهاية سبتمبر الماضي.

حرب الافكار:

• وكان وزير الدفـــاع دونالد رامــسفليد قد دخل على الخط بعد ذلك بشهر معلناً أن هزيمة الإرهاب لا تتم بالقوة العسكرية فقط, وإنما من خلال "حرب الأفكار" أيضاً, مشيراً إلى خطر المدارس الدينية في العالم الإسلامي, والتي تجند - حسب قوله - "المتشددين الشبان".

رامسفيلد والضربات الفكرية:

• علينا ان نبحث عن الطرائق التي تسمح بإيقاف تشكيل الجيل الجديد من الارهابيين لأنه امام كل ارهابي تمكنت قوات التحالف من اعتقاله أو قتله او ردعه هناك شخص اخر بدا بالتدريب ليحل محله ، اذن لكسب الحرب ضد الارهاب علينا ان نكسب حرب الافكار المهمة المطروحة امامنا هي ابقاف الارهابيين قبل ان يتمكنوا من ارهابنا نتعلم كيف يمكن ان نوقفهم مسبقا قبل ان يصبحوا ارهابيين .

السير في اتجاهين:
• في سياق حرب الأفكار المنشودة يبدو أن الإدارة الأميركية قد ذهبت في اتجاهين, الأول, حرب مباشرة تنفذها بنفسها من خلال معركة اعلامية عالية الكلفة تدور رحاها في أوساط العرب على وجه التحديد, والثانية غير مباشرة من خلال الحكومات التي عليها أن تغير مناهجها التعليمية, وتنقي خطابها الاعلامي من كل ما من شأنه التشجيع على التطرف والإرهاب.

إجراءات:
• في سياق حرب الأفكار المنشودة يبدو أن الإدارة الأميركية بدأت المعركة بإنشاء "راديو سوا" الذي بدأ البث قبل حوالي عام ونصف العام باللغة العربية لتحسين صورة امريكا وترويج سياساتها، تلته محطة "العراقية" الموجهة للعراقيين, ثم مجلة "هاي" للشبان, وأخيراً وليس آخراً, فضائية "الحرة" التي ستبدأ بثها خلال أيام أو أسابيع, والتي قيل إنها معدة لمنافسة الجزيرة والعربية.

الطابور السادس:

• يتعلق بقيام الولايات المتحدة، بتجنيد جيش من المثقفين والاعلاميين «لتغيير صورتها» كما تقول والحقيقة لتمرير سياستها وغسل ادمغة الشعوب من الافكار التي تعارضها

ذاً نحن سنكون أمام «طابور سادس» أخطر من الطابور الخامس الذي يتكون من العملاء والجواسيس، وهم الطبقة التي لها تأثير كبير على الرأي العام وتوجهات الشعوب.

المطلوب امريكيا:

1- تغيير المناهج الدراسية في المدارس الحكومية.
2- اغلاق المدارس الدينية.
3- اخضاع بعضها للرقابة النظامية.
4- وضع قيود على الخطباء والوعاظ والائمة والمفتين المسلمين.

مجالات التغيير التربوي:

1 - إعادة فهم الإسلام.
2 - فرض القيم الغربية.

وأبرز القيم التي يسعى الغرب إلى فرضها ما يلي:

1 - القيم المتعلقة بالمرأة.
2 - قيم الليبرالية الغربية.
3 - المؤسسات التربوية الإسلامية.
4 - مناهج التعليم.
5 - سياسة تجفيف البويضة.

حديث الساعة:

• تغيير المناهج الدراسية هو حديث الساعة في بعض الدول الاسلامية ومعظم الدول االعربية.
• في اندونيسيا وباكستان وأفغانستان وفي مصر ، الاردن ، اليمن ، العراق والسعودية ودول الخليج العربي الاخرى وهو الموضوع الذي احتل نصيب الاسد ولاول مرة في اهتمامات ومداولات القمة الخليجية الاخيرة.

المواد الدراسية المستهدفة:

1- مناهج التربية الاسلامية.
2- مناهج اللغة العربية.
3- التاريخ.
4- الجغرافيا.
5- التربية الوطنية.
6- الدراسات الاجتماعية.

موقف الدول المعنية:

• في حوار صحفي ذكر وزير التعليم الكويتي الدكتور مساعد الهارون أن هناك خطة شاملة لتطوير المناهج العلمية والأدبية والدينية‏، وذلك لتعزيز القيم الدينية السليمة التي يدعو إليها ديننا الإسلامي الحنيف‏، مثل قيم التسامح ونبذ العنف واحترام الاديان السماوية والسلام ا لشرق الأوسط‏.
• ‏ وقد اعترف سياسيون في الأردن واليمن أن عملية تبديل المناهج تخضع لإشراف البنك الدولي.

تدخل سافر:

• ولقد وصل الأمر في الإلحاح على ضرورة حذف كل ما يثير حفيظة الولايات المتحدة في المناهج إلى حد ما ذكره أحد خبراء المناهج العرب المطلعين من أن الخبراء الأميركان يجلسون على جانب المائدة المقابل للجانب الذي يجلس عليه خبراء عرب ممسكين ببعض كتب المناهج العربية ليملوا عليهم حذف بعض العناصر هنا أو هناك أو إضافة شيء هنا أو هناك!

نماذج من التغيير المطلوب:

• وحسب الوثيقة يحرص هذان الموظفان ( جورج وبرايان ) على جمع معلومات عن رأي موظفي الوزارة وغيرهم من الشخصيات ذات العلاقة بعدة مسائل أهمها، قضية دمج رئاسة البنات مع وزارة المعارف، وعدم وجود الاختلاط في المدارس، وفروقات مناهج البنات عن البنين، وإن كان هناك اختلاف في المناهج التي تدرس في مناطق المملكة. وأفادت الوثيقة أن سفارة الولايات المتحدة رعت لحد الآن أكثر من أربع اجتماعات مع موظفي قسم المناهج في وزارة المعارف وعدد من مسؤولي الوزارة وكان الدكتور خضر القرشي وكيل الوزارة لشؤون تعليم البنات هو الذي يتولى ترتيب الجانب السعودي في هذه الاجتماعات.

الغاية الأساسية لإحداث التغييرات:

• هل الغاية من عملية تغيير أو تطوير المناهج هو النهوض بالعملية التعليمية وجعلها أكثر حيوية ومرونة وتحسين نوعية المخرجات التعليمية؟
• أم المقصود من عملية التغيير هو الاستجابة المهينة للضغوط الخارجية وخدمة الأمن القومي للولايات المتحدة؟

الحذف المطلوب:

1. غيبيات بشكل تحذف الدروس والآيات القرآنية وكل ما له علاقة بالدار الآخرة, بحيث تصبح ثقافة الجيل هي ثقافة المتعة والمادة والاستهلاك بدون تفكير بأي مسؤولية أخروية عن الفعل.
2. اليهود بحيث تحذف كل الدروس والآيات القرآنية المتعلقة بأخطائهم مع موسى عليه السلام وغيره من الأنبياء وكذلك عدائهم للنبي محمد عليه الصلاة والسلام والإسلام.

3. الجهاد وكل ما يمت إليه بصلة .

نماذج من المحذوفات (1):

1. حذف حديث: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» من كتاب القراءة للصف الأول الابتدائي.
2. موضوع ( أهلاً وسهلاً) حذف عبارة السلام عليكم، بعدما كانت العبارة: «إذا مررت بجماعة أقول لهم السلام عليكم»، حل محلها: «إذا مررت بجماعة ألقي عليهم التحية».
3. موضوع( الأصدقاء السعداء) الصف الثاني الابتدائي جاء فيه عبارة «الخصام لا يحبه الله ولا يحبه رسول الله» تم حذف جملة «ولا يحبه رسول الله».

نماذج من المحذوفات (2):

4. موضوع ( البطل الصغير) وهو موضوع يحث على الجهاد في سبيل الله دفاعاً عن الإسلام ومن عباراته قول قائد الجيش: «إن جيشاً فيه مثل هذا الغلام لا يمكن أن يهزم، ولا بد أن ينتصر بإذن الله».

ما سبب التطرف؟

• هل المناهج الدراسية هي السبب في تعاظم التيار الديني المتطرف في الدول العربية؟
• هل المناهج التي نشأت عليها الاجيال السابقة هي مناهج اسلامية تعبوية؟ ألم تعد تلك المناهج وفقا للمقاسات الغربية؟
• أم ان الصحوة الاسلامية وعودة المسلمين الى عقيدتهم فاقت كل التصورات والحسابات الغربية؟

هل المناهج الدراسية وراء التطرف ؟

• إذا كان الهدف من تغيير المناهج هو تلبية الضغوط الأمريكية ، فيمكن القول بأن المناهج الدراسية قد تؤثر في الناس، لكنها لا تخلق المناخات السياسية فالمناهج الدراسية في الوطن العربي ليست وراء الأحداث في فلسطين أو العراق، فالذي أنتج التيارات المتطرفة في العالم العربي ليس المنهج المعمول به منذ عشرات السنين بل هو نتاج حالة من اليأس وقلة الحيلة .

هل المناهج بحاجة الى تغيير؟

• المناهج الدراسية العربية بحاجة إلى تغيير و تعديل ، ولكن ليس حسب الطلب الأمريكي، بل حسب الحاجة العربية لبناء مستقبل مشرق أكثر للأجيال القادمة ، فلا يكفي لأجل تجديد التعليم إدراج مواد جديدة في المناهج أو شطب مواد أخرى.. ... إذا كان الهدف هو إعداد جيل لمواجهة المستقبل.. فالأمر يحتاج إلى تصور دقيق للتفكير العلمي وطرق التدريس التقليدية التي لم تؤسس على معرفة الحقيقة بنفسية الطالب وتتيح له المعرفة الحقه بكل جوانبها دون وجود أي محرمات من خلال التبادلية المعرفية بين الملقي و المتلقي.

اين الخلل؟

• يبقى ان حرب الافكار والعقول مرجحة للاصابة بانتكاسة اضافية، لأنها لم تعالج مكمن الخلل الحقيقي الذي يجمع عليه خبراء أميركيون كبار، وهي ان المشكلة ليست بالدرجة الاولى في العالم الاسلامي، بل في السياسة الاميركية الاستفزازية وغير المتوازنة والمنحازة ضد هذه المنطقة لصالح "اسرائيل"، وهذا الذي يغذي العداء لأميركا قبل اي شيء آخر، وهو ما لم تأت نظرية رامسفيلد الجديدة على ذكره.

خطوات مواجهة التغيير (1):

1. توعية الأمة.
2. تأكيد ارتباط التعليم بهوية الأمة.
3. إعطاء الأمر أولوية واهتماماً.
4. تحديد أولويات المواجهة.
5. تفعيل دور التعليم غير الرسمي.

خطوات مواجهة التغيير (2):

5. الاعتناء بترسيخ القيم
6. الارتقاء بأداء المعلمين والمعلمات
7. الاعتناء بالجوانب الأخرى من المنهج
8. التغيير الإيجابي
9. التوازن بين رفض التغيير ومراعاة المصالح والمفاسد

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع