شارك هذا الموضوع

إنشاء الرادود الحسيني وتطويره (2-3)

(2- 3) الحالة الثقافية عند الرادود:


إن الرادود الحسيني يلقي الكثير من الأشعار عن التأريخ الإسلامي وتأريخ أهل البيت، ويفترض أنه مطلع على هذا الجانب اطلاعا جيدا، إذ لايقبل من هذا الرادود أن يلقي ما يأخذه من الشعراء فقط، ومن أهم مايجب على الرادود قراءته، هو حادثة كربلاء لتتكون له رؤية كلما قرأ بعض الأشعار، فمثلا إذا قرأ حول الجاسم يعرف بأن الجاسم لم يتزوج، وإنما كانت تلك قصة ليس لها أصل في التأريخ، فلايقبل حينئذ بإلقاء الأشعار التي تتحدث حول قصة زواج الجاسم وزفافه، كما أنه يجب أن يكون مطلعا على تأريخ أئمة أهل البيت عليهم السلام بوجه عام.


النقطة الثانية وهي المعرفة ولو الجزئية بالأدب العربي وخصوصا الشعر العربي، حيث يطلب من الرادود أن يتعرف على التفعيلات والتراكيب اللغوية وغيرها من الأمور الهامة في الشعر العربي.


النقطة الثالثة: وهي الإحاطة بالنحو والقواعد في اللغة العربية، خصوصا إذا علمنا بأن معظم قصائدنا في البحرين إنما هي تنظم باللغة العربية الفصحى، فكيف تكون القصائد فصيحة، ورواديدنا لايحيطون بالنحو ولا حتى أحيانا بالتشكيل في اللغة العربية، فإن لم يستطع الرادود التعرف على النحو فلا أقل من أن يتعرف على التشكيل في اللغة العربية، كما أن التعرف على الصرف مسألة ضرورية أخرى، حيث ومع الأسف يلقي الكثير من الرواديد بعض الكلمات بصورة غير صحيحة، وهذا دليل ضعف عند الرادود.


وأتصور أنه من الضروري للرادود أن يتعرف على الأحداث المحلية والعالمية وأن يكون مطلعا وقارئا جيدا.


الحالة الإجتماعية عند الرادود:


هل يقبل من الرادود أن يكون بعيدا عن مجتمعه وعن الناس؟! إن من واجب الرادود أن يكون بين الناس يشاركهم في أفراحهم وأحزانهم، كما يطلب منه أن يحضر المجالس، والندوات، واللقاءات التي تقام بين الحين والآخر، كما أنه من المهم أن يشارك الرادود مجتمعه في أنشطته، فإذا كانت هناك مسابقات ثقافية، ورحلات، ومسابقات رياضية فإنه من الجميل أن يكون متواجدا فيها، ولا أنسى هنا بأنه من الضروري للرادود أن يتواجد بين فئة الشباب والشبان لنصحهم وأخذهم إلى أفضل السبل وإلى طريق الصواب، فالمعروف بأن الشاب كثير التعلق بصاحب الصوت الجميل، ولايخفى بأن الشباب في البحرين وخارجها شديدي التعلق بالرواديد ومن هنا فإن على الرادود أن يستغل هذه المحبة في سبيل إعلاء مكانة هؤلاء الشباب، وكذلك يمكن للرادود إذا كان متمكنا من الدخول في حل بعض القضايا الإجتماعية لمساعدة مجتمعه على تخطي المصاعب والمشاكل.


 ثانيا:الجانب الفني:


لايستطيع الرادود أن يقدم شعرا خاليا من التأثير، والذي يوجد التأثير هو ليس الإلقاء والإنشاد فحسب، وإنما فن وجودة الإلقاء لهما دور كبير في نجاح الموكب الحسيني، ونجاح الرادود نفسه، ولهما دور كبير في التأثير على المستمع.


الموهبة والتدرب:


تبدأ مرحلة تطور الرادود من الموهبة حيث لايوجد لدينا مدرسة ولاجهة خاصة تهتم بالتدريب الحقيقي للرادود وإعداده، وإنما يعد من قبل رادود آخر قد يكتشف هذه الموهبة، أو أحيانا تكون الحالة التقليدية هي السبب في إعداد الرادود، فمثلا قد يكون هناك رادود وله أخ آخر يحاول تقليده خصوصا مع وجود موهبة الصوت، وبعد اكتشاف الموهبة تأتي مرحلة التدرب لصقل هذه الموهبة، وغالبا يبدأ الشخص المتدرب بإلقاء قصائد رواديد آخرين بعد أن يستمع إلى أشرطتهم عدة مرات ويحاول تقليدهم بما أوتي من قوة.

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع