شارك هذا الموضوع

جمعية الإسكافي لتجميل البحرين

صحيفة الوسط


د. منصور الجمريبعض الأخبار تختفي أحيانا لأن الناس والصحافة والمراقبين يهتمون بالأخبار الأكثر إثارة، ومن تلك الأخبار ما يتعلق بالتطورات التي نتجت بعد اقامة مهرجان الاسكافي ورسم أطول جدارية مابين 10 و 13 مايو / ايار الماضي. بعد النجاح الذي حققه منظمو مهرجان الاسكافي تطورت الامور ايجابيا، وحصل المنظمون على دعم واتصالات من خارج السنابس بهدف توسيع التجربة لتشمل مختلف مناطق البحرين، وباشرت إدارة المهرجان تأسيس "جمعية الاسكافي لتجميل البحرين"، على أن تقود الجمعية حركة اجتماعية ثقافية هدفها تجميل البيئة ونقل جزء من مسئولية ترويج البحرين من الجهات الرسمية إلى الجهات الأهلية وبالتالي تعميق وتوسيع مفهوم "المواطنة".


وباكورة لهذا النشاط، طرحت الجمعية "تحت التأسيس" مشروعا لاقامة أطول نصب تذكاري مرسوم على شارع الشيخ خليفة، عند مفرق شارع النخيل، واتصلت الجمعية بالجهات المعنية وحصلت على تأييد أولي، كما اتصلت بمؤسسة "غينيس" لتسجيل التذكار في موسوعة الأرقام القياسية والاستعدادات بدأت على أمل ان يتزامن العمل في النصب مع الاحتفالية الذهبية لاكتشاف حضارة دلمون والتنقيب في قلعة البحرين على يد البعثة الدنماركية في 27 نوفمبر / تشرين الثاني المقبل.


النصب التذكاري "المرسوم" هو الأطول لأن ارتفاعه سيبلغ عشرة أمتار، والفكرة تمت هندستها وصوغها وطرحها على الجهات المعنية، والجمعية باشرت الاتصال بمن يمكن ان يساهم في اقامة هذا النصب.
السنابس اذن لا تتوقف عن الابداع والمساهمة الفعالة. ففي اكتوبر / تشرين الاول 1954 شهدت السنابس تأسيس أكبر تنظيم سياسي قاد أهم انتفاضة في تاريخ البحرين، وفي ديسمبر/كانون الاول 1994 انطلقت اكبر المسيرات في انتفاضة التسعينات وسقط اول الشهداء "هاني عباس خميس"، وتسجل السنابس ايضا اسمها كأول من فكر بالخروج من النمط التقليدي للعمل الاجتماعي - الثقافي بطرحها مشروعا لتعزيز الجوانب الايجابية للمشاركة الشعبية.


ربما لأن السنابس هي حلقة الوصل بين المنامة وشمال - غرب البحرين، وعبر الجانبين يسكن قرابة نصف الشعب البحريني، وهي بذلك تحتل موقعا استراتيجيا يؤهلها لتسلم المبادرة في عدد من المشروعات الوطنية الكبرى. مهما يكن الحال، فاننا مدعوون إلى مناصرة مثل هذه الجهود النوعية التي توجه الطاقات الى نواح ابداعية يستفيد منها المجتمع وتستفيد منها الدولة ويرتفع اسم البحرين عاليا بسببها. فكم هو جميل مشاهدة الجدارية المرسومة "مقابل معرض راكان" عند مدخل السنابس "للقادم من المنامة"، وكم هو جميل عندما تعلم ان هذه أطول جدارية مرسومة في البحرين "والبعض يقول في الخليج"، وكم هو جميل ان يشرع المنظمون في اقتراح أطول نصب تذكاري مرسوم في العالم "على ان تشهد بذلك مؤسسة "غينيس""، وكم هو جميل ان يسعى المنظمون إلى القيام بذلك اثناء احتفال البحرين باليوبيل الذهبي لاكتشاف حضارة دلمون.
ان أفضل ما نقدمه إلى البحرين هو مساندة مثل هذه المشروعات والجهود وتشجيع الجميع على الاستفادة من الأجواء الانفتاحية في مجالات متعددة تشمل الجوانب الثقافية والاجتماعية جنبا الى جنب مع السياسة. 

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع