أحيى الملا جعفر فخر مجلس استشهاد الإمام علي بن موسى الرضا (ع) ، غريب الغرباء بعيد المدى ، ضامن الجنان، الذي يعتبر ذو مركز سياسي بارز ومهم ، ولما كان للحكم والسلطة دور مهم في حياة الناس على حد قول الملا فخر ، فإنها تحدد صلاح الناس من فسادهم حسب السلطان أو الحاكم فاسدا كان أو صالحا ، وقد دلل الملا جعفر على هذا الكلام بقول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : " إذا تغير السلطان ، تغير الزمان ".
ثم أشار الملا فخر أن الإمامة تختلف عن السلطة والقيادة ، فالأولى تفويض إلهي تقوم على اختيار دقيق من قبل الله عز وجل الذي هو نظرته ثاقبة حيث أنه أقرب إلى الناس من حبل الوريد ، وتعتبر الإمامة مكملا لدور الأنبياء ، فقد وضح الملا أن النبي محمد صلى الله عليه وآله ، كانت له مهمتان أولها التبليغ ، إيصال الرسالة الربانية للناس ، أما الأخرى فهي إدارة شؤون المجتمع بمختلف جوانب الحياة. بعد وفاة الرسول حصل فراغ في هاتين المهمتين ، فلجأ أغلب الأصحاب إلى خيار أن كتاب الله يكفي فقالوا : " حسبنا كتاب الله " ، وقصدهم إقصاء أهل البيت عليهم السلام عن القيادة ، وهذا يخلق تناقضا حيث أن مواقفهم كانت تشير إلى أن وفاة محمد صلى الله عليه وآله هي نهاية الرسالة ، واستشهد الملا بموقف الصحابة في أحد المعارك حين أشيع أن النبي قد قتل ، فقال البعض قتلت الرسالة ، فرد أحدهم " من كان يعبد محمد فان محمد قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لايموت " وأيضا قوله تعالى : (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انقلبتم على أعقابكم .. "
وواصل الملا حديثه في نقطة أخرى وهي أن الأئمة ما كانوا ينظرون للحكم كتشريف ، بل تكليف ولم يكن لأي إمام رغبة ذاتية في الحكم ، واستدل الملا فخر بقول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ( اللهم إنك تعلم انه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان ولا التماس شيء من فضول الحطام وإنما من أجل رفع الحصار عن هذا الدين )
وأضاف عن الإمام الحسين عليه السلام : " ما خرجت أشرا ولا بطرا ، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي ". حتى الإمام الرضا كما أشار الملا جعفر فخر أشار لهذا المعنى حينما قال أحدهم إليه : لم تتجمل ؟ فقال الإمام : إن يوسف كان يلبس الديباج ويجلس على متكئات آل فرعون إنما يراد من قسطه وعدله والغاية إصلاح.
ثم استعرض الملا رأي الأئمة في الحكم والسلطة ، حيث أن رأيهم يقول أن الحكم والسلطة لا تكون إلا برضا الناس وخضوعهم وهو ما حصل للإمام الرضا حيث رضي به المخالفون والمآلفون ، وليس كما زعم البعض أن الرضا سمي بالرضا لأن المأمون رضيه بعهده.
وقد اختتم الملا حديثه بسيرة الإمام في أواخر أيام حياته وذكر أحد الأحاديث عن الإمام عليه السلام عن الله عز وجل حيث قال : كلمة لا إله إلا الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي وأضاف الإمام بشرطها وبشروطها وأنا من شروطها، وتطرق للمصيبة.
التعليقات (0)