شارك هذا الموضوع

قواعد التجويد

لا إِشكال من الناحية الفقهية من كفاية قراءة القرآن في الصلاةالشيخ عمار طريف بالشكل المطابق للغة العربي والنحو ، حتى أن المشهور من العلماء اعتبروا أن الخطاء النحوي إذا لم يغير المعنى يكون مجزيا ولا يجب اعادته مالم يصدر عن عمدٍ .


وأما ان يبالغ المكلف في تطبيق بعض القواعد ليبلغ أعلى مستويات الفصاحة وذلك بطريقة التجويد فهذا لم يفتي أحد من الفقهاء بوجوبه ، والانصاف أن تطبيقات قواعد التجود قابلة للمبالغة أحيانا، فإن بالغ المكلف فيها تورط بذلك في تحريف القراءة المطلوبة .


على انه وجد بعض الفقهاء من يستشكل في أساليب التجويد وقواعده المقترحة  والمستحدثة وقالوا يجب أن تبقى الحروف على طبعها الاولي والطبيعي في النطق .


ويؤيد هذا القول ان القرآن الكريم لم ينزل على هذه القواعد بل نزل على اللفظ الاعتيادي فان أراد الانسان أن يقرأ القرآن فيقرأه كما انزل لا كما استحدث وهناك بعض الروايات التي اشار الى ذلك ، فالقلب والابدال في علم الصرف والحركات المقترحة في علم النحو  ضرورية للفصاحة والقرآن نزل بها ، وأما القلب والابدال المقترح في علم التجويد فالامر فيه مختلف . بل الامر عند الفقهاء أكثر من ذلك ، فمثلا :


في علم التجويد يعتبر من الواضحات والاوليات المنع من الوقف مع الحركة ومن الدرج بالسكون ، فان سكن القارئ الحرف الاخير وجب عليه الوقف وان حرك وجب عليه الدرج . وليس هناك من الفقهاء من أفتى بوجوب ذلك بصراحة وذلك لعدم الدليل لا من الكتاب ولا من السنة ، فهم بين محتاط بالوجوب او بالاستحباب .


هل كان هذا العلم موجودا في زمن المعصوم ؟
يقول السيد السبزواري ألأنه تفحص الاخبار حتي يظفر على ما ذكروه في علم التجويد من قبيل مخارج الحروف  والقلقلة وسائر ما تعرضوا له فلم يجد عينا ولا أثر مع ان الامر من الامور الابتلائية لجميع المسلمين ولو وجب شيئ منها لشاع وبان بين الناس .


فعلم التجويد لم يكن وليد المشرع ولم تصنعه امدرسة الشيعية فهو امر مستحدث مجعول بخلاف اللغة العربية فهي من التكوينات الفطرية  ، على ان بعض الطرق المتبعة لا تناسب اللغة العربية بل تغير مجرى الحرف وهو ممنوع .


ومن العلماء من قال ان القرآن وعلومه نزت على اهل البيت عليهم السلام فكنوا محل العلم ومحط رحال المتعطشين للنيل من معارف القرآن وعلومه فلأجل حرف الناس عن أهل البيت عليهم السلام افتعلت علوم للقرآن لصرف الناس عنهم حيث انهم مصدرا لبيان ما خفي من القرآن وهذا بطبعه يشكل خطرا على كل مدرسة اسلامية لا تجعل اهل البيت مصدرا رئيسيا للفقه والاحكام بل للدين ومن اجل ذلك لا بد من ابعاد الناس عنهم حتى لا تكون المذاهب الاخرى فاقدة للاهلية .


- بعض الاخطاء
 قال الكاتب ادريس لكلاك في كتابه نظرات في علم التجويد


1- قد يبالغ بعض القراء في التفخيم والترقيق بحيث يفقد الحرف وجوده عند الترقيق او يتحول الى حالة الحصرمة عند التفخيم .


2- هناك من يكسر الحرف الساكن سكون بناء كي يتمكن من النطق بالحرف الاخير وهو ساكن في حالة الاظهار ، مثل بكْر وبعْض وعلْم وهو لا يجوز وقوعه في القرآن .



3-  ومن الاقلابات الشائعة على السنة العامة إقلابهم الدال على الجيم في قراءة مثل لقد جاءكم واقلاب الذال في قوله مثلا ولقد ذرأنا .. والدال الى شين في قوله قد شغفها .
4- الاولى النطق بالحرف على غير هيئة التشديد الذي أسموه بالانفجار الصوتي او النبرة القوية الذي يؤدي الى خلخلة في الصوت وبشاعة في النطق مما تتنزه عنه اللغة العربية ذات الجرس اللفظي المتزن .


5- ومن الخطاء كذلك مايقع فيه بعض القراء المصريين من كسر حروف القلقة بدل تسكينها مثل قوله سبِحان بدل سبْحان وقدِ كان بدل قدْ كان .


6- وغير ذلك من موارد السماجة التي تاتي بها المبالغة في نطق قواعد التجويد ، فلهذا يقول السيد الصدر في كتاب ما وراء الفقه  بعد ذكر جملة من هذه الاخطاء أن الفتوى بكراهتها لعله اولى .



7- نعم اذا طابقت قواعد التجويد الذوق السليم كما هي بعض قواعده المتناسبة مع المنهج اللغوي والنحوي يمكن ان يقال ان التجويد تحسين مندرج تحت كبرى الاستحباب .


 ما استدل على هذا العلم

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع