شارك هذا الموضوع

(2) بن خميس... مالك السفن وحكاية لؤلؤة القطيف

رجال من زمن اللؤلؤ - (13)
بن خميس... مالك السفن وحكاية لؤلؤة القطيف


المحرق - محمد حميد السلمان


رجل اللؤلؤ الحاج أحمد بن علي بن خميس يؤرخ زمن ميلاده التقريبي بالعام 1860، أما مكان الميلاد فهي قرية السنابس البحرينية، مع أن حكايته التي دونت في الحلقة السابقة قد أرخت موطن أجداده الأول من آل خميس وعشيرته التي تنتسب إلى قبيلة ربيعة في قرية سترة، إلا أننا ذكرنا سبب انتقال الأسرة وغيرها من الأسر من قرية سترة مع نهاية القرن الثامن عشر للميلاد.


تعلم أحمد بن خميس في مدارس زمان المحدودة وتتمثل في الكتاتيب، إلا أن مدرسة الحياة غير المحدودة بثقافتها علمته الكثير جداً حتى غدا وكأنه مثقف وسياسي من الطراز القديم.


عمل الحاج أحمد بن علي بن خميس في تجارة اللؤلؤ منذ صغر سنه والأرجح أنه يكون قد ورثها من أبيه الحاج علي بن خميس، وما يؤكد هذا الرأي أن أحمد بن خميس وهو في السابعة عشر من عمره قام بتأسيس ملتقى ديني ثقافي اجتماعي وهو الحسينية أو المعروف بـ «مأتم بن خميس» اليوم وذلك العام (1877م - 1294 هـ) ما يعني أنه كان تاجراً معروفاً عمل مع والده منذ نعومة أظافره في مهنة الطواشة وتجارة اللؤلؤ فتكونت لديه ثروة لا بأس بها من وراء تجارة اللؤلؤ، فأصبح بتلك الثروة، وهو في هذا العمر المبكر من شبابه، ذا مركز مالي واجتماعي قوي في ذلك الوقت.


وقد بنى أحمد بن خميس بيتاً ملاصقاً للمأتم كان عبارة عن ديوانية أو استراحة للقاء كبار تجار اللؤلؤ والأعيان بها، وكان ذلك البيت ملاصقاً للمأتم حيث لم يكن هناك حائط يفصله عنه. وكان يقيم أحياناً في تلك الاستراحة تجار اللؤلؤ القادمين من المنطقة الشرقية الذين يفدون تباعاً لبيع محصولهم إلى الحاج أحمد.
صاحب سفن للغوص:



لم يكن الحاج أحمد بن خميس مجرد تاجر لؤلؤ عادي، كما يذكر حفيده علي حفيد بن خميس، بل امتلك أيضاً سفناً لرحلات الغوص منها بوم وجالبوت وسفن صغيرة أخرى كانت ترسو في بندر السنابس ونقعة السفن الخاصة في تلك المنطقة وهي «نقعة بن خميس». وإن جده من شدة كرمه وهب عدداً من تلك السفن والجالبوت لأشخاص فقراء كانوا قد بدأوا في طلب الرزق بحراً في صيد الأسماك ونقل البضائع.


وبما أنه امتلك عدداً من سفن الغوص التي كان يستعملها لصالحه أم للتأجير على الغير؛ فقد كان أيضاً يشغّل عدداً من البحارة في تلك السفن ومنهم بعض البحارة من العجم، يتذكرهم أهل كبار السن من أهل سنابس اليوم بأنهم كانوا يجتمعون معه تحت مظلة لايزال موقعها معروف بقرب المأتم حالياً.


أضف إلى ذلك أن أحمد بن خميس كان يحتضن جميع غواصي منطقة السنابس تحت رعايته بل كان أولئك يفضلون العمل معه وعلى ظهر سفنه لحسن معاملته وكرمه وطيب معشره مع الجميع. والأكثر من ذلك، كما يقال، إن ثلث غواصي البحرين كانوا من منطقة السنابس.


لم يزاول أحمد بن خميس مهنة شراء محصول اللؤلؤ من البحرين وبيعه على كبار التجار من داخل وخارج البحرين؛ بل كذلك وسع تجارته منذ البداية إلى شراء اللؤلؤ من المنطقة الشرقية في شبه الجزيرة العربية وتحديداً من القطيف وتاروت. فلقد كان آل أبو السعود مثلاً وهم كبار تجار اللؤلؤ بالقطيف يبيعون محصولهم لبن خميس الذي كان يقوم بدوره ببيعه في الهند أو للتاجر الفرنسي المشهور «روزنتال» صاحب شركة كارتير وغيره. وربح من وراء ذلك صفقات كبيرة قدر ربحها في بدايات عمله في هذه التجارة بمبلغ 200 ألف روبية (2 لاك روبية بمصطلح ذاك الوقت). ومع ازدهار تجارة اللؤلؤ في أواخر القرن التاسع عشر تضاعفت ثروة أحمد بن خميس من وراء هذه التجارة حتى تجاوزت المليون روبية سنوياً. وكان أحمد بن خميس مع شريكه سيد أحمد بن سيد علوي هما ملوك التجارة في ذاك الزمان.
زواج ملك اللؤلؤ في سنابس:



وكعادة تجار اللؤلؤ في ذاك الزمان فقد تزوج الحاج أحمد بن خميس بأربع نساء وهم من آل حسين ومن آل منصور ومن آل زمان ومن بيت التاجر، وأنجب منهم سبعة أبناء بحسب التالي:


- زوجته الأولى من آل حسين أنجب منها أربعة أولاد هم: حسين، محمد تقي، جعفر، ومهدي.


- زوجته الثانية من عائلة آل منصور أنجب منها ولداً واحداً أسماه حسن.


- زوجته الثالثة من عائلة آل زمان أنجب منها ولداً واحداً أسماه علي.


- زوجته الرابعة من عائلة التاجر أنجب منها ولداً واحداً أسماه محمد علي.
حكاية لؤلؤة القطيف ونهابة البر:


ضمن مذكرات أحمد بن خميس التي أملاها شفوياً في محضر كتب عنه وله في دار المعتمدية البريطانية في البحرين مطلع القرن العشرين ما رواه كما يلي: « قبل ثمانية أيام قمت أنا وسيد أحمد بن سيد علوي بشراء لآلئ من دارين مقابل قطر، وفي تلك العملية اشتريت لؤلؤة مميزة بمبلغ 42000 روبية. كانت اللؤلؤة مغطاة بمادة شفافة خشنة وقد أزيلت من المحارة التي كانت ملتصقة بها. الرجل الذي باعنا اللؤلؤة هو بدوي من الأحساء كان قاربه يصيد بالقرب من قطر والصفقة تعتبر عشوائية في عرف تجار اللؤلؤ. بمعنى بعد أن نزيل القشرة الخارجية واتضح أن اللؤلؤة جيدة، فإنها ستكون ذات قيمة كبيرة أما إذا كان فيها عيب فإنها لن تجلب أكثر من 6000 روبية، لأن اللؤلؤة كانت مميزة من ناحية الحجم».


ويضيف بن خميس: «ويبدو أن خبر تلك اللؤلؤة قد انتشر كالنار في الهشيم قبل وصولنا للبحرين لأننا قمنا ببعض الأعمال الأخرى هناك. لذا فبعد عودتي إلى البحرين تركت شريكي مع اللؤلؤة في القطيف. وبمجرد وصولي لأرض الوطن علمت أن أخبار اللؤلؤة قد سبقتني والتصقت باسمي، بأن بن خميس اشترى لؤلؤة نادرة من القطيف، ولهذا السبب بعد فترة قصيرة استلمت أمراً غريباً من أحد المتنفذين آنذاك بأن أدفع له مبلغ 4200 روبية أو 10 في المئة من الثمن الذي دفعناه للؤلؤة، وأنا أعلم أن هذا الأمر سيتبعه أوامر أخرى إذا اتضح أن اللؤلؤة جيدة بعد التقشير، وبالتالي سوف أخسر تلك الصفقة تماماً». فماذا فعل أحمد بن خميس؟


(يتبع في الحلقة القادمة: «بن خميس والتاجر يعقوب كارتير»)


صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3002 - الخميس 25 نوفمبر 2010م  الموافق 19 ذي الحجة 1431ه ملحق فضاءات صفحات 8 و 9ـ

التعليقات (1)

  1. avatar
    زوجة الاولى من ال منصور ولمادا غيبة الصورة ولم تضع في صدر الحسينية

    المعروف للجميع ان الحاج حسن بن خميس هو الابن الاكبر والمهم في الموضوع لمادا تم اخفاء وتغيب صورة الحاج احمد بن خميس طوال هدة السنين من توفى سنة 1942 الى الان ولمادا لاتعلق الصورة فوق المنبر داخل الحسينية -والكل يعلم ان الحسينية وجميع المباني والاراضي هي من خيرات ومن اموال احمد بن خميس -هناك حقائق وامور يجب ان توضح-الرجل الدي وهب وعطاء الى الناس والبحرين والى الغريب الدي لا يعرفة وخدم الناس والطائفة يتم تغيب صورتة في حسينيتة

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع