شارك هذا الموضوع

الشاب والطموح للمستقبل

محمد آل حيدرعالم الخيال عالم يكاد لا يحد سمائه حد، عالم يختصر المسافات والصعوبات، وتتكسر فيه كل الحواجز، عادة ما يسبح في هذا العالم الشاب المقبل على الحياة ، فأول ما يتنامى بذهنه الخواطر والهواجس وتتنامى بمخيلته ، فكلما جلس مع نفسه عام ببحر الخيال متأملاً ومختصراً ما قد يعترض طريقه في عوالم صعبه ومريرة بواقع الحياة المرة والعصيبة.


وإن من أهم ملامح نشأة التأمل ، هو الفراغ –الفراغ قاتل- فيلاحظ على الشاب أولاً عامل الفراغ الذهني مما يسبب توارد تأملات وهواجس تنتقل لمخيالات قد تأخذ بيده إلى طريقين إما طريق خير يطمح من خلاله أن يكون فيه عاملاً محسناً، وطريق أخر يأخذ به إلى تأمل ومخيلات تقوده بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى طريق تسوده نقاط الشر والافك والمفاسد وترميه بالنهاية إلى بحر المعاصي.


محور تحولات الشاب:
العلاقات:
دائماً ما تكون العلاقات الشابة الجديدة حافة طريقين إما براءة ومحبة وإما أفك ومصيدة من حبال ابليس، فلذلك أمرنا الإسلام بالتحري في من نصادق ومن نعاشر، ومما له الدور البارز في تحول تصرفات الشاب ونضوجها ونموها هي العلاقات الخارجية –أي خارج إطار العائلة- ولأنها محور تحول هام نحب ان نسير معها ومع بيان نقاط يمكن من خلالها وضوح الفكرة:


اولاً : المربين ونقاط تحركهم:
إنما يلاحظ على المربين عكوفهم في المنتديات المقامة بالنوادي والمأتم والجامعات وبعض المدارس النشطة، ولكننا لا نراهم في وسط بيئة الشباب أي المقبلين على الحياة ، ولا نراهم يلازمون المراهقين وإن حدث أن هناك ملازمة وحفلات تكريم وتخريج للبالغين فإنها تعد على اصابع اليد، ولكننا نلاحظ عليهم عامل التنظير أكثر من عامل الحركة التي ينبغي أن تتنامى بالأنشطة المدروسة والبرامج المعدة لجعل بيئة الشاب بيئة تأسس شاب يحمل مبادئ وقيم الإسلام ليشب عليها.


ثانياً : المناهج المدروسة والبرامج المخطط لها:
 نراها خلف كواليس  التنظير للمستقبل الذي لا نعلم متى يقبل علينا فابنائنا تضيع وشاباتنا تأكلها الموضة والخلاعة ولا نرى مبرر لعملية التنظير الواقفة على التنظير، إنما يطلبة الشارع هو أولى بالعمل الجاد فمن الملاحظ إن هناك أنشطة توعوية وتربيوية وبها برامج تشجيعية قوية ولكنها تنقصها أهم ما تقوم عليه البرامج ألا وهي المناهج المعدة مسبقاً للشباب وللناشئة وللبرنامج المقامة، وإنما يسبب ضعفاً مستقبلياً وتكراراً مملاً للبرامج هو عملية التخبط والدخول للمشاريع على غرار من يسبح وهو لم يعرف بعد فن السباحة، ولكن نقول وبكل جدية إن علينا أن نتوخى الحذر من عملية البدء بالبرامج قبل وضع مناهج مناسبة لها وقبل عملية التخطيط المدروسة .


ثالثاً : مشكلة عملية الخلط في الأعمار:
إن عامل العمر عامل مهم لا بد أن يأخذ بعين الاعتبار وهو عملية الخلط التي دائماً ما تحصل في بعض هذه البرامج مما قد يسبب ما لا قد يحمد عقباه ، إن من فوائد عامل المناهج هو إعداد كادر متخصص  لعملية توزيع الشباب كل على حسب قابليته وميوله وسلوكياته.


المحور الثاني : نشأة السلوكيات من خلال العمل:
العمل: عامل مهم وهو نوعية العمل الذي قد يرتاده ويتعاطى نعه الشاب وهو ينقسم لنوعين الأول عمل للمعاش والأخر عمل يراه من واجبه القيام به وهو ما يطلق عليه –العمل التطوعي- والأخر نرى العزوف عنه حتى صرح أحد المرات أحد خطباء الجمعة بان هذا العنوان غير صحيح للتعاطي مع الشباب اليوم في الساحة الإسلامية بل يجب أن نقول –العمل الواجب- .


- عمل المعاش: يؤسس هذا العمل إلى علاقات قد تكون في بعض الأحيان تحررية إلى أبعد مدى من سلوكيات وكلام، مما قد يسبب بروز سلوكيات معينة للشاب يتعاطى معها وتنمو مستقبلاً معه فيشب عليها .


- عمل تطوعي: مفهوم طرأ للساحة الحركية لبعض الأعمال التي تناساها البعض فاخذ البعض على عاتقهم العمل عليها فيسمى ذلك تطوع شخصي ، وعادة ما تنشا هذه العمال التطوعية شاباً متكامل من ناحية النتاج وقوة الإرادة والتصميم على الإنجاز وهذا ما نحب أن ندعم طريقه لأنه طريق يصنع المستحيل في يوم.
 
القدوة والقيم والمبادئ:
من ما مر من علاقات ومن طبيعة العمل يتكون للإنسان مبادئ تنشأ معه وقد بعضها يتعلمها فيحب أن يقومها بذاته وهذه القيم التي أمر الإسلام نبيه محمد (ص) أن يقوم الحسن منها وينبذ الخطأ فيها نرى أن طبيعة النفس السليمة تميل ميل الماء على المنحدر للمبادئ والعادات الحسنة ، فلكل علاقة بالأخر تنمي عملية التعامل بهذه العادة أو ذلك الخلق ، وإن الإسلام الحنيف ألزمنا بإتباع الأخلاق الحسنة ويكفي نعته للرسول (بأنك لعلى خلق عظيم).

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع