يؤكد الله عزوجل قائلاً: ((ولاتكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطراً ورثاء الناس ويصدون عن سبيل الله )) ، وهذه هي الصفات الثلاث التي يتصف بها المحاربون في سبيل الإفساد :
1_ فهؤلاء اناس ارتقوا في الحياة ؛ فأكلوا حتى شبعوا، وشربوا حتى ارتووا، وناموا حتى ارتاحوا، فانتهت حاجاتهم الحيوانية الطبيعية في حدود بقعتهم . فهم يعتدون على البقاع الأخرى ليجعلوها هي الأخرى فاسدة ومنحرفة، والولايات المتحدة الأمريكية هي افضل مثال على ذلك، فهي قد اكلت حتى التخمة ، وشربت حتى الري الكامل ، واستطاعت ان تتمتع بكل ما وصل إليه العلم من وسائل اللهو واللعب ، وسرقت اموال الشعوب المستضعفة ، وبدأت تتحرك يميناً وشمالا، ذلك لانهم اناس بطرت معيشتهم ، واترفوا في الحياة الدنيا ، ولايريدون اليوم سوى ترف اكثر من ذي قبل ، ومن اجل ذلك فانهم يعتدون ويقتلون ويسرقون.
فمرة يكون الشعب الفيتنامي هو الضحية فاذا بالجندي الامريكي يهجم عليه بدبابته او طائرته او مدفعيته فيحرق ارضه ويقتله ويذبح ابناءه ، ومرةً اخرى يجد الامريكان ضحيتهم في الشعب الكمبودي ، وفي جولة اخرى يجد الامريكيون فريستهم في شعوب مظلومة اخرى كالشعب الفلسطيني أو الشعب اللبناني المسلمو وأخيراً الشعب العراقي الجريح.
2_ الصفة الأخرى التي تدعو المفسدين الى مناهضة سنن الله في الارض هي (رثاء الناس) ، كما فعل صدام في حربه التي شنها على الجمهورية الإسلامية والتي استهدفت من ورائها أن يكون (بطل القادسية) .
3_ الصفة الثالثة هي (( الصد عن سبيل الله )) ، كما فعل ويفعل ذلك الطغاة من اجل حصر مد الوعي الرسالي الذي انشر نوره الى اطراف الارض ، ولكنهم مايزالون يظنون ان دعم بعضهم البعض والتحالفات الشيطانية تمكنهم من صد هذا الزخم الرباني.
وهناك فريق آخر يحارب ويقاتل من اجل علاء حكمة الله ، وفي طليعتهم أمامنا وقدوتنا السنة ابو عبد الله الحسين(ع) الذي ورث الصفات الرسالية والاخلاقية من جده رسول الله(ص) ، وهكذا فإن الحسين(ع) ومن قاتل بين يديه هما المثال الاعلى لمن يحارب في سبيل الله .
اللجنة الثقافية
التعليقات (0)