شارك هذا الموضوع

مدرسة الحسين شعلة مخلدة لا تنطفئ (2)

سلام من الله عليكم إخواني وأخواتي ورحمة الله وبركاته .

أعود إليكم مرَّة ثانية لنكمل حديثنا عن هذه الثورة الحسينية المباركة وكما هو الحال في هذه الليلة ليلة الثاني من المحرم لنتحدَّث عن سيدتنا ومولاتنا زينب عليها السلام وكذلك عن بعض الأمور التي يجدر بنا الالتفات لها من النَّواحي النظرية و العلمية كذلك .

لنبدأ بقصَّة زكريَّا في هذه اللّيلة , وكذلك في نزول الآيات المباركة
((كهيعص، ذكر رحمت ربك عبده زكريَّا، إذ نادى ربَّه نداء خفيَّاً،
..........يا زكريا إنَّا نبشِّرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميَّا))
.آمنَّا بالله صدق الله العلي العظيم.


فمن الحروف القرآنية المقطّعة في أوّل سورة مريم، جاء في بعض تفاسير أهل البيت وكذلك من تفسيرات موقع الشيعة العالميبأن أنّ هذه الحروف من أنباء الغيب اطْلع عليها عبده زكريا ثم قصّها على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم. وذلك أن زكريا سأل ربّه أن يعلّمه أسماء الخمسة فهبط عليه جبرائيل فعلّمه إيّاها، فكان زكريّا إذا ذُكر محمداً وعلياً وفاطمة والحسن عليهم السلام سـرى عنه همَّه وانجلى كربه، وإذا ذكر اسم الحسين خنقته العبرة، فسأل الله عن سبب ذلك فأخبره القصّة فقال: كهيعص؛ فالكاف اسم كربــلاء، والهاء هـــلاك العترة الطاهرة، الياء يزيد الفاسق شارب الخمر وهو ظالم الحسين، والعين عطش الحسين والصاد صبره فلما سمع ذلك زكريا لم يفارق مسجده ثلاثة أيّام وأقبـل على البكاء والنحيب.وكان يدعو ربّه أن يرزقه ولد ، وأن يفتنه بحبّه، ثم يفجعه به كما فجع محمداً بولده. فرزقه الله يحيى وفجعه به. وكان حمله مثل الحسين ستة أشهر.ثمة أوجه شبه أخرى أيضاً بين يحيى بن زكريا والحسين، إذ ذبح كلاهما ظلماً ووضع رأس كلّ منهما على طشت أمام طاغوت زمانه.


و الفرق بين مصيبة مولانا يحيى و مصيبة الحسين عليه السلام جاءت أعظم إخواني وأخواتي .. فعندما نرى سيّدنا ومولانا ونبيّنا يحيى لم تكن عنده تلك النساء سبايا ولا خيول تهجم على الخيام وتحرقها ولا خيول ترضّ صدره كما رُضَّ صدر الحسين. يشهد الله عندما نركّز على مسألة الإمام الحسين و بالخصوص خيام الإمام الحسين لنتسائل إخواني من داخل هذه الخيام ؟؟

فلنتأمل أقوال الحسين، الإمام الحسين في ليلة العاشر من المحرم أمر أن يدخل الخيام ببعضها بعض والإمام جالس يقول :
يادهر يا دهـر أفٍّ لك من خليل *** كم لك بالإشراق والأصيل
من صاحب أو طالب قتيل *** والدَّهر لا يقنع بالبديــل
وكلُّ حـيٍّ سالك سبيلي *** ما أقرب الوعد من الرحيل
وإنما الأمر إلى الجليلِ
و إذا بسيّدتنا ومولاتنا زينب عليها السلام تسمعه وهي واقفة بباب الخيمة وأخذت تناشد الإمام الحسين عليه السلام وتقول أتنعى نفسك يا أبا عبد الله؟ أخذ ينظر إليها وإذا به يجهش بالبكاء و النحيب وأخذت السيِّدة زينب في هذه الليلة وفي تلك الساعة وهي ترى الرايات و الحشود و الجيوش لقتال أبي عبد الله الحسين فطلبت السيدة زينب طلباً من الحسين وتقول له : ليت الموت أعدمني الحياة ولا أسمع قولك يا أخي وحبيبي .
من ثم إخواني عندما ننتقل إلى سيِّدتنا ومولاتنا زينب, للعقيلة زينب صفات أخرى كالزهد، الذي هو أيضاً، انعكاس عملي لعمق علمها ويقينها وصبرها في كربـلاء في اقوال احد الكبار
إن الزهد الحقيقي وذلك الصبر في كربـلاء هو أن يتوجه قلب الإنسان إلى الله فقط يحبّ ما يحبّه الله ويكره ما يكرهه؛ يفضّل الله ومرضاته على كلّ شيء. وليس الطلب، اعتزال الدنيا أو عدم امتلاك المال، فالزّهد أمر قلبي هو الحبّ في الله والبغض في الله، اتّباع كلّ ما هو إلهي، وترجيح الآخرة على الدنيا، وترك الملذّات التي ليس فيها رضا الله، إنّ أسمى مراتب الزهد، هي عند الأنبياء والأئمة المعصومين، أي أنّ الزهد السالف الذكر هو شرط من شروط النبوة والإمامة، وكذلك حال الأولياء، أمثال العقيلة زينب؛ فسيرتها تخبرنا عن مستوى زهدها وإعراضها وكل ما نراه في كربــلاء إخواني وأخواتي يتمثّل في في شخصية سيدتنا ومولاتنا زينب (ع).


وعندما نعود الى ذلك الفكر الثَّوري القويم الذي تحدّثنا عنه في حلقتنا الاولى و التي هي اساسا من ابواب اساتذتنا العظام كالاستاذ الديواني يقول ، أنَّ المطلوب تحديداً – هو الإصلاح الجذري وتحويل مسار الأمَّة الى الاتّجاه الصّحيح، أي إلى اتّباع سيرة النبي (ص).ويتّضح لدينا من هذين الخطابين، أنّ الإمام (ع) في صدد تبصير النّخبة المؤمنة وكذلك الجماهير، بالخروقات والتجاوزات التي ترتكبها السّلطات الأموية الحاكمة ضد الإسلام وسيرة وسنة الرسول الأعظم.مما يضع الانسان المسلم، وجهاً لوجه أمام اختبار واحد لاغير،وهو أن يشهر السلاح فيقاتل لتغيير مثل هذا الواقع السياسي الفاسد، وليوطّن المؤمن حينئذ نفسه في لقاء ربه.قال الإمام عليه السلام: ألا ترون إلى الحق لا يُعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه، ألا فليرغب المؤمن في لقاء الله، فإنّي لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برما...)). ومن هذه الاحاديـث وهذه المواقف من الإمام عليه السلام علينا التّسلح بالصّبر وكذلك هذا الوعي الثوري واقتلاع جذور الفساد من أراضينا لتكون طاهرة نقية وهنا في غمرة تهيئة ذهنيّة المسلم، ونفسيّته للمواجهة الحاسمة مع النِّظام المتسلّط، وتعبئته بهذا الاتّجاه،


فإن الإمام الحسين عليه السلام، يذكر أصحابه باستمرار، بأنَّ العمل الجهادي لا يقتصر على مجرد الإصلاح أو تغيير النظام فحسب، بـل يجب أن يكون الهدف دائماً أكبر من ذلك، وهو تحكيم شريعة الله تعالى، ولذلك وجدناه يقول : وقد بعثت إليكم، بهذا الكتاب وأنا أدعوكم إلى كتاب الله، وسنَّة نبيه، فإنّ السنّة قد أميتت، والبدعة قد أحيت...((.ثم يقول عليه السلام في خطاب آخر: ألا وإنّ هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطّلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وأحلُّوا حرام الله، وحرّموا حلاله)).

وإن شاء الله في الحلقة الثالثة نواصل و إياكم منهج الحسين الإسلامي و الثّوري العظيم في ظلِّ الرَّايـة الإلهية وانتصار الدَّم على السيف.

ونسأل الله العليّ القدير أن يوفّقنا وإياكم لخدمة الحسين عليه السلام


تحياتي

قاسم اليعقوب

التعليقات (5)

  1. avatar
    أبو السادة

    مشكور على الموضوع وجعله الله في ميزان حسناتك

  2. avatar
    عاشق الحسين

    موفق دائما ياقاسم الموضوع أكثر من رائع والى الامام دائما انشاء الله وأتمنى لك الصبر في غربتك والله يرجعك بسلامة لأهلك ومحقق حلمك يارب وننتظر الحلقة الثالثة بفااارغ الصبر

  3. avatar
    سنابسي حدي

    و فقك الله يا قاسم و نتمنى لك التوفيق الدائم و فعلا نفتقدك في الزنجيل عزيزي لا تحرمنا من مشاركاتك و السلام

  4. avatar
    عزيزنا قاسم

    وقك الله ان شاء الله و ابعد عنك اعين الحاقدين ان شاء الله ولا تهتم ان شاء الله حسينية بن خميس ما تقصر ان شاء الله والحمد لله قراءك انتقلو الى حسينية بن خميس للموقع لقراءة موضوعك حقيقة حسينية بن خميس هي اساس انشاء طلبة المنبر من دون ا حزازية وفقك الله في ظل راية الحسين و اشكر حسينية بن خميس لتربية الناشئة وكل ما حدث في موع قرية السنابس كان مجرا خطأ منهم لا تكترث لانك تعمل الصواب وتخدم الحسين وان شاء الله ننتظر منك الحلقات القادمه

  5. avatar
    مسك الزهور

    وفقك الله ياا قاسم.. الله يعطيك مرادك بحق عريس كربلاء القاسم ابن الحسن (ع) ويجعلك مع انصار الامام الحجة(عجل الله فرجه)..

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع