شارك هذا الموضوع

التكامل الإنساني

التكامل فطرة جُبل عليها الإنسان منذ أن وُجد على ظهر هذا الكوكب، والسعادة غايته التي يسعى إليها، وهو دائب السعي وراء ما يحقّق له الهدف، ويوصله إلى غايته القصوى.


ومن بديهيات الإيمان بالله واليوم الآخر أنّ أتمّ سعادة وأكملها للإنسان هي القرب من الله تعالى والوصول إليه ـ جلّت آلاؤه وعظمت نعماؤه ـ لأنّه الكمال المطلق. وهذا هو أسمى هدف خُلق الإنسان من أجله; قال سبحانه: ﴿وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى﴾(1)، وقال تعالى: ﴿إِنَّ إِلَى ربِّكَ الرُّجْعَى﴾(2). فهو ـ عزّ وجلّ ـ غاية ليس بعدها غاية، وهدف ليس وراءه أيّ هدف. إلاّ أنّ الإنسان عاجز عن الوصول بنفسه إلى الكمال المنشود له. فهو دائم الحاجة طوال مسيرته في هذه النشأة، إلى مَن يأخذ بيده ليدلّه على غايته المطلوبة، وهدفه الذي يسعى إليه. من هنا نشأت الحاجة إلى الدين، لأنّه السبيل الوحيد في وصول الناس إلى غايتهم، فكان من لطف الله سبحانه أن أرسل إليهم ﴿رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴾(3)، هداة إلى الله سبحانه، وأدلاّء على مرضاته، ولئلاّ يقول أحد: ﴿رَبَّنَا لَوْلاَ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى﴾(4)، وهكذا شرعت الرسالات تترى على الناس، كلّما استكملت رسالة أهدافها أعقبتها أُخرى أوسع منها وأشمل لتلبية حاجات الأمم ومتطلّباتها.


الملاحظ من خلال مطالعة الكتاب العزيز والسنّة الشريفة أنّ الرسل لم يكونوا في  مرتبة واحدة، بل إنّ لكلّ واحد منهم خصائصه الذاتية والرسالية. كما أنّهم ليسوا صنفاً واحداً، ولا هم في مرتبة واحدة، فهناك أنبياء ورسل، والنبيّ غير الرسول. وقد تجتمع النبوّة والرسالة في شخص واحد; قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُول وَلاَ نَبِىّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى...﴾(5)، وقال سبحانه: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً﴾(6).


كما تميّز أولو العزم من الرسل  بمميّزات خاصّة، ربّما كان من بينها «الصبر»; قال تعالى: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ﴾(7).


بل نجد أولي العزم أنفسهم يختلفون في مراتبهم وتتفاوت درجاتهم; قال الله تعالى: ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْض مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَات...﴾(8).. إلى غير ذلك ممّا أُوتوا من خصائص متفاوتة.


من مفاهيم قرآنية تمتّ للعصمة بأوثق الصلة; ممهّدين له من خلال النقاط الثلاث الآتية:


1 ـ الإمامة والنبوّة


2 ـ استمرار الإمامة


3 ـ العهد لا ينال الظالم الإمامة والنبوّة


قال الله تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَات فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾(9).


من الملاحظ أنّ إبراهيم عليه السلام لم يبلغ مقام الإمامة إلاّ أواخر أيّام حياته، وهذا يعني أنّ الإمامة متأخّرة عن النبوّة والرسالة وغيرهما من المقامات السامية التي بلغها خليل الرحمن عليه السلام، وأنّها مقام يختلف عن النبوّة والرسالة. يدلّ على ذلك شواهد جمّة; منها:


1 ـ طلب الإمامة للذرّية: فمن الواضح أنّ حصول إبراهيم عليه السلام على الذرّية كان في كبره وشيخوخته، كما حكى عنه قول الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿الْحَمْدُ للهِِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾(10). وحكى عن زوجة إبراهيم: ﴿قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ﴾(11). وتفيد أحاديث بشارته بالولد في القرآن الكريم أنّه كان نبيّاً مرسلاً تتنزّل عليه الملائكة آنذاك.


ونجد إبراهيم الخليل عليه السلام في آية الإمامة يطلبها لذريته، مع أنّه لا يصحّ مثل هذا الطلب إلاّ لمن كان لديه ذريّة، أمّا من كان آيساً من الولد، ويجيب مبشّريه به بالقول: ﴿أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِي الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ﴾(12) فيُعدّ مثل هذا الطلب منه أمراً غير صحيح; فلا يُعقل صدوره منه مع ما يحظى به من مقام النبوّة والرسالة.


فهذا يدلّنا بوضوح على أنّ مقام الإمامة إنّما انتهى إليه في أخريات أيّام حياته، كما يدلّنا ـ بالتبع ـ على اختلاف مقامَي النبوّة والإمامة.


2 ـ إنّ إبراهيم عليه السلام لم ينل مقام الإمامة السامي إلاّ بعد الابتلاء والامتحان كما هو صريح قوله تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَات﴾(13) ومن جملة ما ابتُلي به في حياته ذبح ولده، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ٭ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ ٭ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ٭ إِنَّ هذَا لَهُوَ الْبَلاَءُ الْمُبِينُ﴾(14).


ومن الواضح أنّ حادثة الذبح كانت أيّام شيخوخته وكبره عليه السلام أي بعد نبوّته، وهذا ممّا يعني أنّ النبوّة كانت قبل الإمامة، وأنّهما مقامان مختلفان.


3 ـ  الصحيح عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث مطوّل يقول فيه:


«وقد كان إبراهيم عليه السلام نبياً وليس بإمام، حتّى قال الله: ﴿إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي﴾ فقال الله: ﴿لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾، من عبدَ صنماً أو وثناً لا يكون إماماً»(15).


4 ـ  ما روي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أيضاً أنّه قال:


«إنّ الله تبارك وتعالى اتّخذ إبراهيم عبداً قبل أن يتّخذه نبيّاً، وإنّ الله اتّخذه نبيّاً قبل أن يتّخذه رسولاً، وإنّ الله اتّخذه رسولاً قبل أن يتّخذه خليلاً، وإنّ الله اتّخذه خليلاً قبل أن يجعله إماماً، فلمّا جمع له الأشياء قال: ﴿إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً﴾، قال: فمن عظمها في عين إبراهيم ﴿قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي. قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾، قال: لا يكون السفيه إمام التقيّ»(16).


من خلال هذه الشواهد يتّضح لنا أنّ الإمامة مقام يختلف عن مقام النبوّة والرسالة، بل هي أسمى منهما وأرفع، وأنّ إبراهيم عليه السلام بلغها أيّام شيخوخته، بعد أن خرج من جميع ما ابتلاه الله تعالى به صابراً مسلّماً(17).



 استمرار الإمامة


من الملاحظ أيضاً أنّ إمامة إبراهيم عليه السلام ـ وبغضّ النظر عن جميع معانيها ـ لم تتوقّف عنده، بل استمرّت في عقبه وذريّته من بعده، وهي باقية إلى يوم القيامة، وذلك من خلال عدّة دلائل:


الأوّل: دعاؤه عليه السلام عند منحه هذا المقام، وطلبه لذريّته، فإنّ جواب الحقّ سبحانه له لم يكن بنفي ذلك نفياً قاطعاً، بل بأنّه: (عهد)، وعهد الله تعالى لا ينال الظالمين.


كما لم يخصّص (هذا المقام) لا في السؤال ولا في جوابه بالذريّة الصلبيّين وحدهم بل هو شامل لجميع ذريّته، شريطة أن لا يكون الفرد ظالماً لنفسه.


وبالفعل، فقد جعل الله تعالى من ذريّته أئمّة; قال تعالى: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلاًّ جَعَلْنَا صَالِحِينَ ٭ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ...﴾(18).


الثاني: قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأبيه وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ ٭ إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ ٭ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾(19).


وقد ذهب جمع من المفسّرين إلى أنّ الكلمة الباقية في عقب إبراهيم عليه السلام هي كلمة التوحيد، إذ براءته ممّا يعبد قومه، واتّجاهه نحو الذي فطره هو عين معنى كلمة التوحيد (لا إله إلاّ الله)(20).


وقوله تعالى: (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) يعني أن يرجع المشرك منهم بدعوة الموحِّد إلى الله سبحانه(21).


إذن فقد جعل الله تعالى التوحيد باقياً في ذريّة إبراهيم عليه السلام وعقبه، ولا تخلو ذريّته من الموحّدين.


وسيأتي قريباً بيان أنّ جميع المعاصي نوع بل مرتبة من مراتب الشرك بالله تعالى. فالتوحيد الذي جعله الله تعالى باقياً في عقب إبراهيم لابدّ أن يكون التوحيد الحقيقي الذي لا يشوبه شيء من الشرك أبداً، ليستحقّ الإشادة به في القرآن الكريم، وإلاّ أفيمكن أن يريد به التوحيد الذي وصفه الله سبحانه بقوله: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُون﴾(22)؟!


أضف إلى ذلك مقابلته بتوحيد إبراهيم عليه السلام، وهو بلا شكّ توحيد حقيقي، لم يخالطه أدنى شرك بالله العظيم، وهذا ممّا يعني أنّ الباقي في الأعقاب والذريّة من نوع ما كان يتمتّع به الخليل عليه السلام.


لكن تُرى من كان يتحلّى بمثل هذا التوحيد الحقيقي علماً وعملاً، ومن كان يحمل بين جوانحه ما يحمله شيخ الموحّدين، الذي ﴿قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾(23)؟! لاشكّ أنّه الذي ناله عهد الله سبحانه من ذريّة الخليل عليه السلام ، حينما ﴿قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّاِلِمينَ﴾. من هنا يتّضح جلّياً بقاء الإمامة، التي جعلها الله تعالى لخليله إبراهيم، ببقاء تلكم الكلمة المباركة في عقبه وذريّته، وإلى الأبد.


الثالث: قوله تعالى ـ حكاية عن دعاء إبراهيم ـ : ﴿وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْق فِي الآخِرِينَ﴾(24).


وهذه الآية المباركة بمعنى الآية المتقدّمة، فقد ذكروا في تفسيرها أنّها دعاء في أن يبعث الله تعالى في الآخرين مَن يقوم بدعوته، ويدعو الناس إلى ملّته وهي التوحيد(25); ﴿قُلْ صَدَقَ اللهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾(26).


واستجاب الله تعالى دعاء نبيّه; فقال ـ عزّ من قائل ـ : ﴿فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلاًّ جَعَلْنَا نَبِيّاً ٭ وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْق عَلِيّاً﴾(27).


الأدلّة النقلية:


ومن ثمّ جاءت النصوص الكثيرة فيما يتعلّق ببقاء الإمامة في عقب إبراهيم عليه السلام، مفسّرة للآيات المتقدّمة في ذلك; منها:


1ـ صحيح أبي حمزة الثمالي، عن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام أنّه قال: «فينا نزلت هذه ﴿وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾، والإمامة في عقب الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام إلى يوم القيامة»(28).


2 ـ الحديث المعتبر عن هشام بن سالم، قال:


قلت للصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام: الحسن أفضل أَم الحسين؟


فقال: «الحسن أفضل من الحسين».


قلت: فكيف صارت الإمامة من بعد الحسين في عقبه دون ولد الحسن؟


فقال: «إنّ الله تبارك وتعالى أحبّ أن يجعل سنّة موسى وهارون جارية في الحسن والحسين، ألا ترى أنّهما كانا شريكين في النبوّة كما كان الحسن والحسين شريكين في الإمامة، وأنّ الله عز ّوجلّ جعل النبوّة في ولد هارون ولم يجعلها في ولد موسى، وإن كان موسى أفضل من هارون»؟!


قلت: فهل يكون إمامان في وقت؟


قال: «لا إلاّ أن يكون أحدهما صامتاً مأموماً لصاحبه، والآخر ناطقاً إماماً لصاحبه، وأمّا أن يكونا إمامين ناطقين في وقت واحد فلا».


قلت: فهل تكون الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام؟


قال: «لا إنّما هي جارية في عقب الحسين عليه السلام، كما قال الله عزّ وجلّ: ﴿وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾، ثمّ هي جارية في الأعقاب، وأعقاب الأعقاب، إلى يوم القيامة»(29).


3 ـ حديث المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام، في حديث، قال المفضل: فقلت له: يابن رسول الله فأخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾؟


قال: «يعني بذلك الإمامة جعلها الله في عقب الحسين عليه السلام إلى يوم القيامة»(30).


4 ـ حديث أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزّ وجلّ: ﴿وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾: «إنّها في الحسين عليه السلام، تنتقل من ولد الى ولد، ولا ترجع إلى أخ ولا عمّ»(31). 5 ـ عن أبي بصير أيضاً قال:


سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز ّوجلّ: ﴿وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾؟


قال: «هي الإمامة جعلها الله عزّ وجلّ في عقب الحسين عليه السلام باقية إلى يوم القيامة»(32).


6 ـ عن أبي هريرة، قال: سألت رسول الله صلّى الله عليه وآله عن قوله عزّ وجلّ: ﴿وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾؟


قال: «جعل الإمامة في عقب الحسين، يخرج من صلبه تسعة من الأئمّة، ومنهم مهديّ هذه الأمّة...»(33). وثمّة أحاديث كثيرة غيرها، لا يسعنا استقصاؤها في هذه العجالة.


صفوة القول: إنّ الإمامة لم تقف عند إبراهيم عليه السلام، بل هي جارية مستمرّة في عقبه وذريّته إلى يوم القيامة، وذلك بصريح الآيات والروايات المتقدّمة.


  



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) سورة النجم: 42.


(2) سورة العلق: 8.


(3) سورة النساء: 165.


(4) سورة طه: 134.


(5) سورة الحج: 52.


(6) سورة مريم: 51.


(7) سورة الأحقاف: 35.


(8) سورة البقرة: 253.


(9) سورة البقرة: 124.


(10) سورة البقرة: 124.


(11) سورة إبراهيم: 39.


(12) سورة هود: 72.


(13) سورة الحجر: 54.


(14) سورة الصافات: 103 ـ 106.


(15) الكافي، مصدر سابق، ج1، ص174


(16) الكافي، مصدر سابق، ج1، ص175.


(17) انظر: تفسير الميزان، مصدر سابق، ج1، ص267


(18) سورة الأنبياء: 72 ـ 73.


(19) سورة الزخرف: 26 ـ 28.


(20) التبيان، أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي،دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، ج9،ص193;الكشّاف، أبو القاسم  جار الله  محمود بن عمر الزمخشري، دار الكتاب العربي بيروت، لبنان، ط3، 1407هـ، ج4، ص246; تفسير الرازي، ج27، ص208; الميزان، مصدر سابق، ج18، ص96.


(21) المصدر نفسه.


(22) سورة يوسف: 106.


(23) سورة البقرة: 131.


(24) سورة الشعراء: 84.


(25) التبيان، مصدر سابق، ج8، ص34; تفسير الفخر الرازي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط3 ، ج24، ص147; تفسير الميزان، مصدر سابق، ج15، ص285.


(26) سورة آل عمران: 95.


(27) سورة مريم: 49 ـ 50.


(28) كمال الدين وتمام النعمة، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي (الشيخ الصدوق)، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية، قم، 1405هـ، ص323.


(29) بحار الأنوار، مصدر سابق، ج25، ص249.


(30) الخصال، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي (الشيخ الصدوق)، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية، قم، ص304 ; بحار الأنوار، مصدر سابق، ج12، ص66.


(31) كمال الدين وتمام النعمة، مصدر سابق، ص231; بحار الأنوار، ج25، ص253


(32) معاني الأخبار، ابن بابويه القمّي (الشيخ الصدوق)، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية، قم، ص132; بحار الأنوار، ج25، ص260.


(33) كفاية الأثر، أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الخزاز، مطبعة الخيام، قم، إيران، 1401هـ، ص86.

التعليقات (1)

  1. avatar
    دمعةالطف

    جزاكم الله خيرامولانا على طرح هذا الموضوع الانسان في رحلته التكاملية يتوق الى التوحيد العملي لكن ماالسبيل الى ذلك دون الوقوع في حبائل الشيطان وكيف لمن اراد الهجرة الى الله ان يسلك طريق الصراط المستقيم ويتخطى كل العقبات خاصة ان كان يوجدلديه مكاشفات واشياء من هذا القبيل افيدونا جزاكم الله خير الجزاء

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع