شارك هذا الموضوع

كلمة للسيد عباس الموسوي في ذكرى عاشوراء

كلمة للسيد عباس الموسوي في ذكرى عاشوراء



بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على اشرف خلقه محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين.


السلام عليكم ايها المؤمنين الحسينيون ورحمة الله وبركاته.‏


ما اريد قوله بين يدي ابي عبدالله الحسين (ع) ما اريد قوله قاله اليوم بالفعل البليغ. بالعمل الفصيح. مقتحم حسيني، قالها عملا ومارسها فعلا. عرف الحسين وجوهر رسالة الحسين. ومضمون جراحات الحسين. ثم اقتحم عليهم معاقلهم. هذا خلاصة ما سأتكلم حوله وانا بين يدي ابي عبدالله الحسين عليه افضل الصلاة والسلام. في الواقع ايها المؤمنون، مضمون كربلاء نعرفه عندما نتعرف على تلك الروح التي قادة الامام الحسين من المدينة الى كربلاء. عندما نتعرف على الارادة التي اخرجت الامام الحسين بكل رغبة وبكل محبة وبكل طواعية. اخرجت الحسين من المدينة الى كربلاء. الروح التي تعاطى من خلالها الامام الحسين عندما خطط للامساك بيد زينب والامساك بيد الامام المريض ولده زين العابدين. الروح التي جعلت الامام الحسين يفكر بكل ذلك ثم يقدم كل ذلك على ارض كربلاء. حتى استطاع ان يعطي ارقى النماذج في العمل الثوري المجاهد. حتى نستطيع ان نفهم هذا المضمون، لنعرف ماذا كان يملك الحسين عندما اعلن ثورته المباركة وماذا كان يملك في المقابل يزيد بن معاوية. يزيد اعظم قوة في الارض في تلك المرحلة من الزمن. لا توجد في القوى المعاصرة ليزيد بن معاوية، قوة تفوق قوة دولته. دولة مترامية الاطراف، لا تغيب عنها الشمس، كانت كل مدينة سواء مدينة الشام او مصر او الكوفة او غيرها من البلدان المتفرقة في العالم الاسلامي. كانت كل بلدة تستطيع ان تعطي من قلبها ومن عمقها جيشا كاملا ليزيد بن معاوية. ولذلك انتم تقرؤون في تاريخ السيرة الحسينية، حركت هذه الجيوش بين يدي يزيد بن معاوية. مثلا يقول التاريخ. بينما كان الامام الحسين يتحرك باتجاه كربلاء وصله خبر يقول ان ستين الفا من جيش يزيد بن معاوية قد خرج من الشام باتجاه كربلاء والكوفة. ايضا عشرات الالوف الذين خرجوا تحت اوامر عبيد الله بن زياد من الكوفة باتجاه كربلاء. استنفر يزيد مدن الدولة التي كان يحكمها واصبحت كل هذه الجيوش مستنفرة في وجه ابي عبدالله الحسين (ع). اذا سلطان يزيد بن معاوية ليس سلطانا عاديا. سلطانا واسعا. قوة يزيد وجيش يزيد كانت قوة هائلة، قوة متفوقة في ذلك العصر. في المقابل رجل يخرج مع اهل بيته، يعني انسان يقول انا املك نفسي واهل بيتي وثلة من الاصحاب. هذا كل ما يمتلكه ابوعبدالله الحسين (ع). يعني انت على مستوى الجيش المقابلة تحسب بمئات الالوف، بينما تحسب على مستوى مقاتلي الامام الحسين والمجاهدين بين يديه تحسب العشرات. مئات الالوف او عشرات الالوف تواجه بعشرات من الاشخاص والانفار.‏


رغم الخلل في التكافىء على المستوى العسكري. الامام الحسين خرج لا يبالي، لا يحسب حسابا لشيء، طبعا ليس فقط هذه الروحية روحية الحسين بل هي روحية حتى اطفال كربلاء. ولذلك علي الاكبر عبر عن هذه الروح امام والده . قال له السنا على الحق يا ابت، قال بلا، قال اذا لا نبالي اوقع الموت علينا او وقعنا على الموت.‏


الامام الحسين لم يحسب حسابا لشيء، لا للاسلحة المتراكمة امام عينيه، لا للحصار الذي فرض عليه، لا للمياه التي منعت عنه، لم يحسب حسابا لشيء. وهذا المضمون تجده في تعبيرات السيدة زينب، تجده في روحية رجل كبير طاعن في السن حبيب بن مظاهر،وهكذا. يعني طفل كربلاء القاسم او الشيخ الكبير الطاعن في السن ابن الثمانين عاما. كل هؤلاء يمتلكون روحا واحدة ومضمونا واحدا. هؤلاء الذين عاشوا حالة اللامبالاة بكل القوى التي احاطت بهم من كل جانب. هؤلاء اعطوا اعظم الدروس التاريخية. يعني ان اتمنى ان تقرؤوا كل تاريخ الثورات في العالم. تاريخ الحروب، تاريخ الثورات، تاريخ الانتفاضات، حالات التمرد. الا وتجد في هذه الحالة ضعفا، او في تلك الحالة وهناً، او في تلك الثورة ثغرة. بينما تجدون التكامل على كل المستويات، بين الصغير والكبير على حد سواء، بين المرأة والرجل على حد سواء في نموذج كربلاء. لا تجد ثغرة واحدة او نقصا واحدا، ولذلك تجد حتى المرأة التي لم تعلن عن اسلامها الا قبيل ايام من معركة كربلاء. بعض الرجال الذين التحقوا بثورة الامام الحسين كان من النصارى، رافقته زوجته الى ارض المعركة. حتى هذه الزوجة التي يفترض بحسب التحليلات العادية ان تضعف في المواجهة. تقول الروايات التاريخية انها حملت عامود الخيمة وهجمت به على الاعداء. حتى هذه المرأة تكاملت بين يدي الامام الحسين في نموذج كربلاء. يعني كانت كربلاء لا تسمح نتيجة التصاعد في روحية الامام الحسين، لا تسمح بالنقص، لا تسمح بوجود الثغرات. ولذلك اصبحت كربلاء مدرسة مستمرة. اصبحت مدرسة تستطيع ان تمد كل الاجيال بعطائها ودروسها وخيراتها وثمراتها وهكذا.‏


لا اريد ان اتكلم عن كل الدروس التي نستطيع ان نستفيدها من كربلاء، لكن اضع اصبعي على الدرس الاساسي. الغطرسة المادية التي كان يجسدها يزيد بن معاوية، الغطرسة المادية العالية. الغطرسة التي عبر عنها يزيد بن معاوية بقراراته وممارساته. وصل الحال بيزيد بن معاوية وهو في قمة غطرسته وطغيانه ان يقول لازلامه وجنده، اقتلوا الحسين ولو كان معلقا باستار الكعبة. قمة الطغيان والجبروت. اقتلوا الحسين ولو كان معلقا باستار الكعبة. حتى في بعض الروايات ان يزيد امر عبيدالله بن زياد في رسالته، عندما كان عبيدالله بن زياد ما يزال واليا على البصرة، وارسل له رسالة التعيين بالنسبة للكوفة ايضا، ذكر له كلمة "ان لا تبقي من نسل علي بن ابي طالب احدا" يعني ليس فقط الحسين، النساء، الاطفال، لا تبقي شيئا. الطاغية عندما يصل الى هذا المستوى من الاوامر، تلمس مدى الطغيان الذي وصل اليه. مدى الاستكبار وفعلا يزيد كان يمتلك سلطانا، وقوة وجيشا، وجيشه مستعد ان ينفذ دون ان يناقش او يتردد او يتلكىء. حتى عندما امر هذا الجيش بان يطىء باقدام خيله صدر الحسين، نفذ الاوامر. يعني تجد قمة الطغيان. في المقابل، في مقابل هذه الغطرسة المادية العالية، لم يكن امام الامام الحسين الا ان يقابل هذه الغطرسة المادية، بروح عالية، بارادة من اعلى الارادات في الدنيا وفي التاريخ. يعني كيف تستطيع ان تواجه غطرسة بهذا المستوى، أي ضعف، أي تلكىء في المواجهة، يعني قتلت ذليلا. في الوقت الذي اخذ الحسين فيه قرارا بان حتى لو مزق، يريد ان يمزق عزيزا كريما قويا. هذا قرار الحسين، ولذلك قمة الغطرسة عند يزيد بن معاوية، ووجهت بقمة الصلابة والروح العالية المرتبطة بالله من قبل الحسين بن علي (ع). وكان الامام الحسين يعطي درسا بهذا المستوى من الروح قلما قدم شهيدا. "انه ليس انا فقط، ولدي علي الاكبر سيعطيكم هذا الدرس". سيفهمكم معنى كرامة الانسان وعزة الانسان وحقيقية الارادة الالهية عندما يجسدها انسان. فعلا عندما كان يخرج (كما تقول الروايات) علي الاكبر، عندما كان يهجم بروحه العالية، كان يذكر جيش العدو صولة وجوله علي بن ابي طالب. كانوا يقولون هذه الجولات والصولات لم نعهدها الا في عهد علي. فضلا عن صولات وجولات ابي الفضل العباس والامام الحسين وهكذا.‏


ثم ختمت السيدة زينب هذا الدرس باعظم خاتمة. عندما دخلت مقتحمة عمق العاصمة الاموية في قلب الشام، طبعا انت تصور نفسك اسير، الاغلال في يديك وعنقك، ثم فجأة اصبحت في عاصمة اعداءك، تصور مثلا انسان الان مسلم مجاهد في لبنان، مطلوب لامريكا او مطلوب لاسرائيل ثم اصبح في تل ابيب بين يدي الاعداء، او في واشنطن اسير، كيف يستشعر بالمذلة، يستشعر بالضعف، يستشعر بالهزيمة. السيدة زينب بنت علي بن ابي طالب، يعني بنت الخلافة التي كانت عاصمتها الكوفة. والكوفة والشام كانتا عاصمتان متقابلتان. فجأة السيدة زينب تجد نفسها وهي ابنة بيت الخلافة التي عاصمتها الكوفة، اصبحت بين يدي يزيد بن معاوية في عاصمة الامويين، الذين واجهوا عليا وواجهوا الحسن والحسين. السيدة زينب دخلت الى الشام مقتحمة، وقفت حتى في القصر وفي وجه يزيد بن معاوية تواجهه وجها لوجه، تقرعه، تسخر منه، وتقول له بعض العبارات التي اهانته حتى اشعرته بالخجل والمذلة. استقبح تقريعك (يعني انا اكبر من ان اتكلم في وجهك) يعني هذا الزمن الذي قادني انا زينب بنت علي بنت فاطمة بنت محمد، انه انسان مثلك، من ابناء الطلقاء من الذين وقعوا تحت رحمة رسول الله في مكة المكرمة عام الفتح، انسان مثلك الان انا مضطرة ان اتكلم معه. استعظمت حتى هذا الموقف. تتكلم كلام الكبار في وجه المستكبرين. اقتحمت على عبيد الله بن زياد قصره، اقتحمت على عمر بن سعد، اقتحمت على يزيد بن معاوية في عمق عاصمته، ولم يستطع يزيد بن معاوية ان يتصرف. امام ارادة وقوة السيدة زينب. طبيعي انه كما قلت لكم، غطرسة مادية، طغيان مادي بهذا المستوى، لا يمكن ان يواجه الا بروح من اعلى المستويات والا ماذا يملك الامام الحسين من القوة المادي والقوة العسكرية، حتى تواجه قوته العسكرية، قوة عسكرية مواجهة او مقابلة.‏


هذا الدرس قد تكون كل الاجيال الماضية بحاجة اليه، لكن نحن في هذا العصر بالذات، احوج من كل الاجيال الماضية لهذا الدرس. ومن سياتي على مستوى المستقبل سيما في عهد الامام المهدي (عج) هو احوج من كل الاجيال الماضية، بما فيه اجيالنا لهذا الدرس الكريم. والسبب. انتم الان انظروا الى الطغيان المادي في العالم. هذه الغطرسة المادية للشرق والغرب وامريكا. غطرسة الاساطيل في البحار. غطرسة القوى الكبرى، التي تسحق كل شيء امامها وتمشي. هذا الطغيان المادي والغطرسة المادية، يستحيل ان يواجه الا بروح حسينية عالية المستوى في عصرنا الحاضر. يعني انا اذا افكر في التكافىء المادي، بتوازن القوى عسكريا وماديا. نفس هذا التفكير يهزمني. ولذلك هذا المستوى من الطغيان المادي بكل فترات الاستعمار استخدم كآلة لقهر الشعوب وتدمير ارادة الشعوب. قمة الغطرسة المادية في عصرنا الحاضر من الشرق والغرب، هذا الغطرسة القاهرة للشعوب كيف تستطيع ان تواجهها. بمجرد ان تحسب حسابات مادية تنهزم. بمجرد ان تحسب رياضيا كم عندهم من السلاح وكم عندك من السلاح تنهزم. ما عندهم من خبرات، ما عندك من خبرات، تنهزم. ولذلك كل هؤلاء العرب وغير العرب، الذين ينتظرون التوازن الاستراتيجي مع اسرائيل، او مع امريكا او مع الآخرين، هؤلاء نقول لهم بصراحة لن تصلوا الى شيء. ستنتظروا طويلا ثم تنهزموا اخيرا. لذلك درس الحسين في هذه المرحلة، هو الدرس الوحيد الذي يستطيع ان ينهض بالشعوب المستضعفة والمظلومة. وهذا الامر (وهذه معجزة الامام الخميني الراحل رضوان الله عليه) اول من كشف او اكتشف سلاح كربلاء وترجمه بشعار ثم بعمل هو الامام(رض). الشعار، شعار انتصار الدم على السيف، يعني انا بدمي انتصر. بقطرات الدماء انتصر. حتى لو كان كل الاعداء يملكون السلاح. الدم في مواجهة السيف. هذا شعار الامام، ثم امر الامام ان يواجه الناس بصدورهم وبقبضات ايديهم حتى عندما كان بعض المتظاهرين في ايران يحاول ان يحمل السلاح، كان يأمر باعادة سلاحه الى بيته، لان المرحلة الان ليست مرحلة استخدام السلاح. الان اريد منكم ان تنتصروا بصدوركم. لذلك صار هناك تفنن في مظاهرات الشعب المسلم في ايران، في التعبير عن روحية مواجهة الدم للسيف، بمظاهر لطيفة خفيفة بسيطة لا تحسبها شيئا وهي كل شيء. حتى استخدم المتظاهر في وجه الشاه، وهو يواجه الدبابة، استخدم الوردة، استخدم العطر، حتى العطر كان يوصل الى الجندي ويرميه بالعطر. تفننوا حتى في هذه الاساليب، حتى يثبتوا ان الانسان كانسان، عندما تتكامل انسانيته وتتكامل خلافته التي اراده الله عز وجل لها على وجه هذه الارض، وعندما تتكامل فيه ارادته وصلابته كانسان، يستطيع ان يواجه الجبابرة مهما كانوا من الطغيان والقوة والسلطان. وفعلا ما ان انتصر الدم على السيف في ايران حتى قال الامام كلمته الشهيرة " كل ما عندنا هو بفضل مآتم كربلاء، مآتم ابي عبدالله الحسين".‏


يعني لولا مأتم الامام الحسين، لولا دروس الامام الحسين، لولا العطاء الحسيني الكبير، لما استطاع المسلمون في ايران بقيادة الامام الراحل رضوان الله عليه ان يحققوا هذه المعجزة الكبيرة. والا كيف تسقط قوة خامسة في العالم كانت قوة الشاه. القوة الخامسة في العالم. امبراطورية الشاه كانت اعظم امبراطورية في منطقة الشرق الاوسط باكمله. كانت تعتمدها امريكا كذراع في وجه الاتحاد السوفيتي. وتعتمدهم كذراع في منطقة الخليج. وتعتمدهم كذراع لمساندة اسرائيل على مستوى المنطقة. قوة خامسة في العالم. واذا بصدور الرجال تنتصر عليهم. وانت عنوانك في لبنان انسان يتمسك بالحد الادنى من حقوقه كانسان. انه انا انسان في البلد، لا يجوز ان احكم كما يحكم العبد. انا اما ان اكون انسانا كريما كما اراد الله ، او اختار الموت الكريم. حياة كريمة او موت كريم. ليس هناك خيار ثالث. اما ان اكون حيا ذليلا، ان امشي على الارض، امشي في الاسواق، وأأكل الطعام، والبس الثياب، لكن الثوب الذليل، والمسكن الذليل، واللقمة الذليلة، هذه مسألة علي بن ابي طالب لا يعتبرها حياة. ومضمون ثورة الامام الحسين لا تعتبرها حياة.‏


انا اتمنى عليكم، لا اريد ان احكي بكل الارقام التي عشناها جميعا. احكي لكم فقط رقما واحدا. اسرائيل عندما كانت تدخل قرية في لبنان. او عندما كانت ببوارجها البحرية تعبر المياه اللبنانية، او بطيرانها تخترق سماءنا، سماء لبنان. نحن نتكلم عن وضعنا في هذه البقعة الجغرافية الصغيرة. بالله عليك، انت كانسان عندما كنت ترى اسرائيليا بسلاحه في قريتك، ما هي مشاعرك، مشاعر الكرامة والعزة اين هيا. العدو يمارس مثل هذه الممارسة، وهو في قمة طغيانه وسلطانه. طبيعي ان تواجه، لكن اختم هذه الكلمة بهاتين المسألتين على مستوى المواجهة. تريد ان تواجه هناك شرطين اساسيين لهذه المواجهة. الشرط الاول الروح الحسينية، يعني ان لا تبالي بشيء، اسرائيل، قوة اسرائيل، الخطط الاسرائيلية، الكوماندوس الاسرائيلي، خبرات العدو، الآلة العسكرية المتطورة لدى اسرائيل، جيشها الذي لا يقهر. هذا عليك ان تلغيه، هذا شرط اول. والا أي مظهر امام عينيك، تنظر اليه فيعجبك منظره ويخيفك، ستهزم. يعني لا اريد ان احسب حسابا، ما هو هذا العدو. انا انسان لي كرامتي ولي عزتي، انا ابن الاسلام، والاسلام فرض علي ان اكون قويا عزيزا، لذلك يصبح مفروض عليك ليس فقط في هذا الوضع ان تحمل سلاح وتقاتل، حتى لو باظافرك. لماذا الامام موسى الصدر بفترة من الزمن (اعاده الله علينا بخير) قال" قاتلوا اسرائيل باظافركم" هذه كلمة شهيرة للامام موسى الصدر. عندما تصل الى هذا المستوى في التعبير عن روحك وارادتك، كل شيء امامك مهما كان قويا وكبيرا تهزمه وتنتصر عليه، هذا الشرط الاول. الشرط الثاني، ايها الاخوان، انا قصدتكم في هذا المجلس على حين غرة، وقد لا اكون قصدت أي مجلس كذلك. لأنني ارى ان هذا الشرط الثاني، الذي يجسد قوة المسلمين الحقيقية، ويجسد الارادة الحقيقية للمسلمين، تحقق في هذا المجلس. انتم اقرءوا بالقرآن، اقرءوا بالتواريخ، اقرءوا تواريخ كل الصراع بين المستضعفين والمستكبرين. ستجدون شيئا واحدا، انه دائما الاستكبار كان يعتمد في قوته على تمزيق الناس، وشرذمة الناس. يعني مثلا فرعون " بسم الله الرحمن الرحيم ان فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعا" مزقهم، اصبحوا شيعا شيعا، مزق مزق، لذلك هان عليه ان يسيطر عليهم. نحن عندنا نماذج من اعظم النماذج في تاريخ صراعنا مع القوى المستكبرة. ولذلك بهذه الروح هزمت اسرائيل، بروح الحسين، هذا الشرط الاول، وبوحدة الناس بعضهم مع بعض هزمت اسرائيل.طردت القوى المتعددة الجنسيات من لبنان. هذا عندما كنا جسدا واحدا، نحمل كجسد واحد روح الحسين (ع). لذلك ثقوا جيدا ان وعي العدو، بخطورة وحدتكم هو الذي مزقكم، وعي العدو، يعني عندما اصبح في وعي العدو ان هؤلاء عندهم شرطين. الروح الموجودة عندهم، هذه الروح تنتهي اذا هزموا، دعنا نلحق بهم هزيمة تلو الهزيمة، هذه الروح الحسينية التي تشعر دائما بالقوة والانتصار تضعف. والشرط الثاني هو تمزيق هؤلاء الناس. انتم بعد هذه التجارب اختاروا، تريدون ان تستمروا في قوتكم، قوتكم في وحدتكم. سيما الان في هذه المرحلة بشكل خاص، نحن احوج ما نكون الى البندقية الواحدة والى الجسد الواحد في هذه الفترة من الزمن. لذلك ثقوا جيدا، تريدون ان تستمروا في قوتكم. قوتكم في وحدتكم.‏


في هذه المناسبات نرى انفسنا بين يدي الله في موقع المسؤولية الكاملة، التي سنسأل عنها مستقبلا على مستوى اجيالنا، كل اجيالنا، وسنسأل عنها بين يدي الله عزوجل يوم القيامة. اللهم ارحم شهداء الاسلام، والى ارواحهم سورة الفاتحة والسلام.‏


 

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع