شارك هذا الموضوع

شُو بِدَّك ؟! أَمسَح على خَدَّك ..

أيُعقل ما يُلاكُ اليومَ من حديث " تثبيطي " على ألسنة المهزومين لتوصيف حال ما يجري في لبنان ؟!! كيف أصبح المنطق السائد في بعض القراطيس الرجعية والفضائيات اللائذة بعالمها القاتم ما يزيد المعركة انتكاسة وضموراً نحو تحميل صاحب الحق مسؤولية ما جرى ويجري ؟! الأكيد أن كثيراً من تلك القراءات السياسية (غير المسؤولة) لما جرى لم تتجاوز حدود النَّفَس الذي تأبّدته الأنظمة العربية الراضية بمنطق المعادلة التي فرضها الكيان الصهيوني عليها منذ سبعينيات القرن الماضي وبما أسبق من ذلك، وهي الأنظمة التي لم تُجرّب يوماً لأن تكون صاحبة مبادرة الخصم " المعقول " في صراع الأمة مع عدوها .. هذا الكلام ليس كـلامــاً " قومجياً " أو مبتذلاً بل مُتأسساً على مُعطيات الواقع القائم الذي أصبح (وللأسف) طلسماً بالنسبة للكثيرين بسبب كثرة الأحداث وكثرة تكرارها وتلقي نتائجها بذات الأدوات، ومن يصف ذلك الخطاب بالقومجية أو بالمزايدات فهو واقع لا محالة في أزمة " استصحاب " سياسي وعسكري واقتصادي حتى شحمة الأذن .


الصراع الذي يقوده اليوم حزب الله يجب أن يُقرأ من زوايا مختلفة غير التي يتعمّد بعض الإعلاميين وأرباب السياسة إظهارها والتي تُختزل في دمار البُنية التحتية للبنان، إن الحديث اليوم يجب أن يتركّز على قدرة المقاومة الإسلامية في أسر وقتل وجرح جنود إسرائيليين، وتدمير بارجة حربية تُعد المحور الصلب الذي تركّزت عليه خطط تحديث الجيش الصهيوني قبل عقد من الزمان وإصابة ستة وسبعون بحاراً كانوا على متنها ومقتل أربعة . يجب الحديث عن قصف عكا ونهاريا واثنين وخمسين مستعمرة في حيفا التي لم تطلها أي قوة في السابق، هذه المدينة الاستراتيجية التي تُشكّل نقطة التقاء البحر المتوسط بكل من السهل وجبل الكرمل، وباتت صواريخ المقاومة المتساقطة على منشآتها وشواطئها تُكلّف الاقتصاد الاسرائيلي مائة مليون دولار يومياً، هذه هي ولا غيرها التي يجب أن تُبان وتُقرأ . إن تلك التطورات العسكرية على فلسطين المحتلة يجب أن تتلقفها الأنظمة العربية باعتبارها تحولاً دراماتيكياً في ميزان الحرب والصراع، فالكيان الصهيوني بات في مرمى صواريخ حزب الله حسب تقارير تل أبيب، وبالتالي فإن مقولة الجيش الذي لا يُهزم أضحت اليوم مُختلّة إلى حد ما، وباتت الفرصة سانحة للعرب لأن يُشكّلوا مُعادلة عسكرية جديدة من حيث انتهى إليه حزب الله الذي استطاع وبإمكانيات محدودة أن يُجاري الحرب المفتوحة التي بدأها ألمرت .


لقد آن الأوان لأن تُهندس طبيعة الصراع القائم بين العرب والكيان الصهيوني من جديد، لا أن يُحمّل حزب الله مسؤولية ما جرى، لأن في ذلك منفعة أكيدة للصهاينة بأن يزدادوا في عدوانيتهم تجاه لبنان وهو ما حصل فعلاً، عندما تداعت تلك التصريحات المُجرّمة للمقاومة في لبنان من هنا وهناك، أصبح الضوء أخضراً بالمطلق لأن يقوم " زير " الحرب الصهيوني بالإيغال أكثر في التدمير والقتل والتشريد، لأنه فهِم أنه أصبح أكثر قُرباً من أؤلئك من أي وقت آخر .


بقي علينا نحن مواطنوا هذه العالم العربي أن نُفهم وأن نُجاب من قبل حُكّامنا عن أمر لطالما تذكرناه في مثل هذه الأحداث المأساوية وهو : أين السلاح العربي المتكدّس وأين الطائرات السمتية وتي 52 وإف 16 والميراج وسوخوي وأين هي البوارج الحربية التي يتباها حُكّامنا بها في استعراضاتهم اليومية، ولِمَ هذه المناورات العسكرية الفردية والمشتركة، ثم ما هو حجم الاستفزاز الذي يستطيع أن يُحرك هذه الأنظمة ويُخرجها من عرينها غاضبة تُلبي نداء بني جلدتها ؟! هذه أسئلة مشروعة ومُحيّرة تتمنى الشعوب العربية أن تسمع جواباً شافياً عليها، رغم أن هذه الشعوب حسب ما أرى أدركت وخلال الأزمة الأخيرة أن الكثير من الأنظمة ربما تنفّست الصعداء عندما دكّت إسرائيل لبنان وبُناه التحتية لتأليب اللبنانيين على المقاومة الإسلامية وحزب الله، لأن هذه الأنظمة رأت في المقاومة وفي الحزب مصدر إزعاج وإحراج لسكينة أرجوحتها وباتت ترى أن التخلّص من حزب الله والمقاومة هدفاً مشروعاً لاستجلاب مزيد من الصفاء الذهني لها ولراحتها، وهو الشيء نفسه الذي تمنّته سابقاً للرئيس أبو عمّار وكان لها ما أرادت، لكنني لا أعتقد أن مناها في حزب الله هذه المرة سيحصل، لأن الأخير أصبح كواحدة من ظواهر الطبيعة التي لا يُمكن التصدي لها .

التعليقات (1)

  1. avatar
    يوم لأربعاء

    لو ناديت لأسمعت حياً لكن لا حياة لمن تنادي !!!!!!!!

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع