شارك هذا الموضوع

سيد محمد الغريفي.. سنبقى مع المقاومة داعمين لها بكل الوسائل

بسمه تعالى
أعوذ بالله من الشيطان الغوي الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وأفضل الصلاة والتسليم على أشرف الأنبياء والمرسلين حبيب قلوب العالمين أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين وعلى صحابته والتابعين واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.


مقدمة الحديث:
حديثي معكم أيها الأخوة في هذا اليوم في ثلاثة أمور، الأمر الأول بداية هذا الشهر الكريم شهر رجب وما له من مقام عظيم ومكانة كبيرة عند الله سبحانه وتعالى، الأمر الثاني لا زال جرح لبنان ينزف دما، الموضوع الثالث أيها الأخوة قرار وزارة التنمية في جمع التبرعات لإغاثة وإعانة الشعب اللبناني.


الموضوع الأول:
حلول شهر رجب شهر الطاعة والخشوع إلى الله سبحانه وتعالى نبارك لكم دخول هذا الشهر المبارك شهر البركة وشهر العبادة وشهر التضرع والخشوع لله سبحانه وتعالى، هذه الأشهر التي نحن فيها أشهر عظيمة عند الله سبحانه وتعالى، والأعمال فيها مضاعفه عند الله سبحانه وتعالى، تتلخص أيها الأخوة في حقيقة العبودية لله سبحانه وتعالى، وكيف أن هذا الإنسان يستثمر كل وقته في هذه الأشهر في أن يصوغ نفسه في خط الله سبحانه وتعالى، فالهدف الأساس من العبادة هي صياغة الإنسان المتقي الورع في خط الله عز وجل، صياغة الإنسان المتحرر من الهوى ومن كل نزوات الشيطان وغواياته.


فليست العبادة بالصلاة والصيام وإنما العبادة هي كيف يكون هذا الإنسان في كل حركاته متقرباً إلى الله سبحانه وتعالى وفي خطه، فليس عابداً لله من لم تصنع منه العبادة إنسان التقوى وإنسان الورع وإنسان الطاعة وليس عابداً لله من لم تصنع منه العبادة حالة الرفض للشيطان ونزواته وطغيانه.


والعبادة التي لا تحقق هذا الهدف في حياة الإنسان تكون عبادة مشلولة وفاقدة لكل وظائفها الحقيقية التي أرادها الله سبحانه وتعالى من الإنسان، مسلوبة النبض والروح فكما ورد في الحديث الشريف، من لم تنهه صلاته عن منكر أو لا خير في صلاة لا تأمرك بمعروف ولا تنهاك عن منكر، لا خير في هذه العبادة، النهي عن المنكر والأمر بالمعروف وظيفة واجبة كالفرائض التي أوجبها الله سبحانه وتعالى، وهذه الفريضة تتحرك في كل حركة يخطوها هذا الإنسان، فمعيار قبول العبادة سواء كانت هذه الصلاة أو أي أمر عبادي لا بد أن يكون له أثر واضح على روح هذا الإنسان، عندما تكون هذه الصلاة منطلقاً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهي صلاة مقبولة عند الله سبحانه وتعالى، قد تكون الصلاة من الناحية الشرعية صحيحة ولكنها ليس شرطاً أن تكون مقبولة، لأنه قد يأتي بهذه الصلاة وفق الضوابط الشرعية ولكن قد تكون مسلوبة الروح المعنوية، فكم من صائم ليس له من صيامه إلا الظمأ، وكم من قائماً ليس له من قيامه إلا التعب والعناء، فمقياس القبول أيها الأخوة كم تكون هذه العبادة مغيره لهذا الإنسان.


في الحديث الوارد عن أهل بيت العصمة (ع) من اغتاب مؤمن أو مؤمنة لم يتقبل صلاته ولا صيامه أربعين يوم، كم يصلي هذا الإنسان وكم يصوم هذا الإنسان ولكن بكلمة تخرج في غيبة إنسان لا يمكن أن تكون هذه الغيبة إلا حارقاً لأعماله التي قد أتى بها.


قال الله تعالى في محكم كتابه وجليل خطابه في الآية السابعة والعشرين من سورة المائدة (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)، قبول الطاعة ملازم لأن يكون هذا الإنسان من المتقين لله سبحانه وتعالى، رب قارئٍ للقرآن والقرآن يلعنه، كم من قارئ للقرآن وهو يغتاب والقرآن يلعن المغتابين، وكم من قارئ للقرآن وهو يكذب. ففي الحديث الشريف: ما آمن بالقرآن من استحل محارمه، الذي يعمل المحرمات لا يؤمن بالقرآن، من قرأ القرآن ولم يعمل به حشره الله يوم القيامة أعمى.


يجب أيها الأخوة أن تتحول هذه العبادة إلى حالة من صياغة الروح في خط الله سبحانه وتعالى وإلا أصبحت هذه العبادة عبادة مشلولة لا تؤدي الغرض المرجو منها.


أيها الأحبة يجب أن نحاسب عباداتنا لنصنع منها العبادات الفاعلة التي تربينا على التقوى والورع ومجانبة الهوى والشيطان وإلا فلا قيمة ولا وزن لهذه العبادات عند الله سبحانه وتعالى، فقد نملك أن نخدع أنفسنا ولكن لا نملك أن نخدع الله سبحانه وتعالى وهو المطلع على ما في نفوسنا، فالله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه وجليل خطابه في الآية 77 من سورة البقرة (أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ)،


فعلينا أيها الأخوة في هذه الأشهر المباركة أن نستثمرها في طاعة الله والتقرب من الله بهذه العبادات من صيام ومن صلاة ومن كل عمل يكون في طاعة الله سبحانه وتعالى، يستطيع هذا الإنسان أن يجعل كل حركة يخطوها متقرباً بها إلى الله سبحانه وتعالى، فهذه أشهر رحمة ومغفرة وأبواب الرحمة والتوبة مفتوحة للعباد فكيف يستثمر العباد هذه الأشهر المباركة.


العنوان الثاني إلى متى يستمر نزيف الدم في لبنان:
ما زال نزيف الدم في لبنان مستمر وما زالت ترسانة العدو الكيان الصهيوني تمار حصد الأرواح البريئة وذبح الأطفال والنساء والشيوخ، وما زالت قوى الشر تدمر البلاد والعباد وتعبث بكل الأوضاع، وما زالت عناصر الإجرام والإرهاب الأمريكي تنشر الرعب في كل مكان في العالم، وما زالت وسائل الإعلام العربية الكاذبة تتحدث بمنطق العدو الصهيوني عن المقاومة، هكذا إعلام الدول العربية تنقل ما يكرره وما يقوله العدو الصهيوني، وما زال المخبولون والموتورون بالحس الطائفي يحرمون دعم المقاومة لأنها لا تنتمي إلى نهجهم الفكري، وكما قرأتم وسمعتم أيها الأخوة عن صدور فتوى وهي في الحقيقة في صالح العدو الصهيوني تحرم حتى الدعاء في الحرم المكي وفي مقام النبي الأكرم لنصرة المقاومة لأن هذه المقاومة من الروافض وحرام عليكم أن تدعموا هذه المقاومة.


بالأمس كانت إسرائيل وأمريكا وقد شاركها حكام العرب واليوم أضيف إلى القائمة أبواق تستعين بها الأنظمة لأن تكون هذه الأبواق مساندة للعدو الصهيوني في ضرب الشعب اللبناني والفلسطيني.
نرى العالم كله قد توحد بسبب هذه المقاومة انظروا إلى مصر وانظروا إلى السودان وإلى إيران وفي كل بقعة من بقاع العالم تتوحد الأمة الإسلامية في المقاومة، فتأتي هذه الأصوات النشاز، وكذلك على أرض البحرين قد قرأنا أن هناك من يبرر إلى هذه الفتوى الصهيونية، وأن هناك من يبرر ولها وجه هذه الفتوى التي حرمت التعامل مع المقاومة لأنها مقاومة روافض، أيها الأخوة المقاومة الباسلة الكريمة في جنوب لبنان لم تعر اهتماما لحكام العرب فما بالك لهذه الأبواق وبهذه الأصوات النشاز فالمقاومة لم تعرهم أي اهتمام وهي على بركة الله ستجاهد وستقاوم العدو الصهيوني إن شاء الله، وإننا سنبقى مع هذه المقاومة داعمين لهم بكل وسائل الدعم.


قد يقال أن العالم يدين الإرهاب والعنف والتطرف، هذا صحيحٌ إلا أن هذه الإدانة لا تكون إلا حينما يقترب ذلك الإرهاب والعنف والتطرف من تهديد مصالح الأنظمة السياسية الحاكمة، أما إذا كان الإرهاب على الشعب فيعطى هذا الإرهاب الضوء الأخضر ويمارس من أنظمة ومن كل قوى فاسدة وشريرة على هذه الأرض في حق حصد هذه الشعوب المستضعفة، وأما إذا كان الإرهاب إرهاباً وعنفاً وتطرفاً موجهاً ضد الشعوب وضد مصالحها فهو مبارك كل المباركة من قبل الأنظمة الحاكمة، فالمسألة أيها الأخوة ليست مسألة أسر جنديين إسرائيليين، المسألة تُخيطها إسرائيل مع أمريكا وكما سمعنا أن أمريكا لا تريد وقف النار لأنها تريد أن تصفي المقاومة، وكذالك يشترك معها حكام الدول العربية في تصفية هذه المقاومة الباسلة في جنوب لبنان.


أمريكا تحمل شعار مكافحة الإرهاب والعنف والتطرف فهي خرجت إلينا بمشروعٍ جديد في المنطقة وهو مشروع إنشاء شرق أوسطي جديد تحكمه أمريكا وإسرائيل وسوف يكون هذا المشروع أول ما يواجه سوريا وإيران وبعد ذلك كما سمعنا عن بعض المسئولين الصهاينة أن هناك إخطبوط في المنطقة من إيران إلى لبنان إلى البحرين إلى سوريا وإلى الكويت هناك إخطبوط لحزب الله في هذه الدول الذي ذكرها هذا المسئول.


الموضوع الثالث: جمع التبرعات للشعب اللبناني وقرار وزارة التنمية:
اجتمعت وزارة التنمية قبل أيام مع الجمعيات والصناديق الخيرية وأخبرتهم بالحرف الواحد بأنه لا يحق لكم جمع هذه التبرعات إلا تحت إشراف الوزارة و بكابونات مستصدرة من الوزارة ومختومة من الوزارة وبعد ذلك يسلم هذا الرصيد وتسلم هذه الأموال للوزارة، ونطمئنكم بأن هذه الأموال لن تسلم إلى الحكومة وسوف توزع على الشعب وأي شعب تقصد الوزارة لا أعلم، لماذا صدر هذا القانون فقط في هذه الفترة التي تحرك فيها حزب الله في مواجهة العدو الصهيوني، أليس الإرهاب قديماً وكم من دولة وكم من حركات كانت تسمى بالإرهاب ولم يصدر من وزارة التنمية هذه القرارات، لماذا صدرت في حق الشعب اللبناني وهل أن الوزارة حريصة جداً على أن توصل هذه الأموال يداً بيد للشعب، وكما قرأنا وبعد ذلك تم نفي هذا الخبر أنه سوف نتعامل حتى مع الصهاينة لإيصال هذه الموارد إلى الشعب اللبناني وبعد ذلك تم نفي هذا الخبر، أسأل وزارة التمنية أي اطمئنان يحصل لهذا الشعب أن يقدم فلساً واحداً إلى كانت تصريحاتكم بهذا المستوى.


أيها الأخوة قد أصدر علماء الدين في هذا البلد قبل يومين بيانً يدعون فيه الشعب لدعم الشعب اللبناني ومؤازرته، وسأقرأ عليكم الفقرة الخاصة بهذا الدعم:


أيها المؤمنون، إن الأمة بجميع شرائحها مسئولة عن مؤازرة هؤلاء المجاهدين الأخيار، وإن أقلّ ما تقتضيه المؤازرة هو مدّهم بما يستعينون به على الصبر والصمود، فليبذل كل واحدٍ منّا ما يسعه بذله من مال في هذا السبيل، على أن تطلب الطرق المأمونة الموثوقة لإيصاله لهم دون غيرهم، ليضمن أن يؤدي هذا المال دوره في إسناد قضية الإسلام، والتخفيف من آلام المتضررين من الأخوة اللبنانيين الشرفاء، وعدم تسرّبه لخدمة أغراض أخرى تنافي مصلحة الإسلام والمسلمين والحمد لله رب العالمين.


وكان الموقعون على هذا البيان هم السيد جواد الوداعي، والشيخ عيسى أحمد قاسم والشيخ محمد سند والشيخ محمد صالح الربيعي والشيخ محمد صنقور، فأيها الأخوة أنتم مسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى في نصرة هذا الشعب وعلى أن تقدموا كل ما تملكون بحسب القدرة لدعم هذه المقاومة الشريفة التي تحامي عن الأمة كل الأمة من دون استثناء طائفة دون أخرى، هذه المقاومة شرف لهذه الأمة فيجب علينا أن ننصر وأن نقف مع هذه المقاومة وعلى أن لا نقدم أي فلس لأي جهة لا نطمئن لوصول هذه المبالغ إلى أخوتنا الشرفاء المجاهدين في لبنان.


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصل يا رب على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع