شارك هذا الموضوع

نحن والزمن القادم !!

بقلم : ميرزا سلمان ربيع


لم تعد الإشكاليات المزدوجة والإبهامان الشخصية شيئاً غامضاً حيث تراكمت كل التحديات والصعوبات والثقافات والأيدلوجيات العالمية على الأدمغة العريبة مما جعلها تشعر أحيانا بالانفصام الشخصي والجنون النفسي  وليس العقلي.. إذا لم نجعل من اهتماماتنا اليومية العلمية أو النظريه ترتوي وتتدغدغ بالفكر الإلهي والفكر التربوي والعقائدي لن تصل لمرتبه الإيمان المرجو الذي من خلاله  تتحصن الشخصيه التي ذكرناها في البدايه.. وإذا لم تكن للروح البشريه القدرة على مواجهة كل هذه المتطبات الدنيوية لن تصل للغاية المرجوة.


المشكلة إذا شعر الفرد بأنه الوحيد الموجود وأنه الوحيد الذي يستطيع أن يغير محيطه بالأنانية المطلقة سوف يصل إلى هاوية الخذلان من الطرف الآخر وإذا الإنسان العربي رفع يداه مستسلما لعقلية التكنلوجيا الغربية (الفارغة) أيضا سوف يصل إلى هاوية الجدل والانفصام الشخصي.. استسلمنا إلى عقليه تكنلوجيا الفضائيات، فوقعنا في فخ الانحطاط الذوقي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي والاحتلال العقلي أكثر من 66% من الشباب العربي اعترف بأن الجرائم الجنسية والفكرية والاجتماعية، وغيرها سببها الدغدغة الفضائية التي تهيَّج كمائن النفس البشرية بطريقه غير مباشره، تكنلوجيا الإنترنت جعلت نسبه الجرائم ضمن المعادلات الدولية طبعا بعيداً عن التكنلوجيا النظيفة والفضائيات الراقية..


التمزق الذي يحصل يوميا من إهانات طرف لطرف آخر جعلت العولمة الملاذ الوحيد للعقل العربي.. نحن حقيقة في واقع مر وحزين أصبح الجاهل يقف فوق المنصة يطالب بالكثير من الحقوق والأيدلوجيات الفكرية بأنه المظلوم وأنه صاحب الحق تحت غطاء الأنانية، فهذا هو المرض والإدمان عليه سوف يؤرق المجتمع، لذلك لابد أن يتمتع الفرد بالاعتراف ليصل بالحب ليحترم بالمشاركة ليقدم بالرضا ليفتخر بأن لا يتمحور في الأنانية الشخصية.. هكذا علمنا الإمام الحسين(ع) بأن نكون أمة خير أمة تتحمل مآسي الحياة من أجل قضية الآخر لا تهتز عواطفنا لعواطف السلبيات والمنافقات والإغراءات الدنيوية لنثقف أولادنا وأنفسنا بثقافة الإمام الحسين(ع)، وأن نجعل أمورنا الاجتهادية تقف عند محطة العطاء والشهادة والتضحية من أجل أن نرتقي إلى ما نحن بحاجه إليه من الثقة والهوية بعيداً عن الازدواجية التي تحدثنا عنها في البداية بأن نعترف بأنفسنا ونضع أنفسنا في مكانها الصحيح ولا نخلط أمورها في أمور تبعدنا عن شرف الحق.. يتأسف الكثير لما يحدث في مجتمعاتنا المعاصرة من إرهاصات سخيفة ومتاجرات دنيوية وانحطاط وجاهلية تفاقمت.. بحجه الحاجة والعوز المادي ، إذاً هل نطلق عنان النفس للهوى والانحرافات لنا ولأولادنا ولأجيالنا بحجه الحاجة؟ أهكذا علمنا الإمام الحسين (ع) ..؟  أهكذا قال لنا الإمام الحسين..؟  بأننا نتجاهل أفضل وأجمل معاني الحياة.. كلا .. بل طلب منا الوقوف على معطيات النزاهة الروحية والأخلاق والفضيلة لا نرتمي بين أحضان الفساد ، لا نلتفت إلى الماديات أكثر من الالتزامات الدينية وأن لا نشبع الجسد أكثر من العقل،  لنتجاهل أحيانا سيطرة التطور إذا كان مدمرا لأدمغتنا.. وليجلس الفرد لحظات بينه وبين نفسه متأملا فكرية ألذات، تبعية الروح، طبيعة النفس، كي يقرر ما يتوجب عليه لكي يتحصن الكثير من الأشخاص الذين تؤرقهم بعض السلبيات أو الكماليات وتتعب من نفسيتهم مما تحطم معنوياتهم ، تجلب سعادتهم بحجه مواكبة الآخرين يجب أن يكون ذاك الشخص مهما كلفني الأمر دون أن يلتفت إلى الماضي مجرد الوصول بالطريقة السهلة كالواجبات السريعة تشبع بدون فوائد أو سعرات حرارية مفيدة، التعب والجهد الصبر الالتزام المعاناة هي الطريق لتحقيق الأهداف.
كما يقول الشاعر:
وأعوذُ بالصبر الجميل تعزيا                لو كان بالصبر الجميل عزائي
طوراً تكاثرني في الدموع وتارهً           آوي إلى ..... وحيائي
كم عبدةٍ تهنهتُها بأناملي                     وسترتها متجمداً بردائي 


إذاً أن فلسفه الوجود لها معطيات وإبعاد ولا يمكن تفكيك رموزها إلا بالرجوع إلى الذات البشرية.. الإمام الحسين(ع) أعطى أكثر من مثال في ترجمه الواقع بالحقيقة واقع المأساة التي لولا التمسك بعبودية الله سبحانه وتعالى وفهم الإيمان لأصبحت هذه المأساة زمنية لكن الإصرار جمح وصد ولابتعاد عن المعطيات والشهوات والرغبات يقوى من بأس الإنفراد..


واقعه الطف شهادة عز وإباء ترجمت لنا الحياة على طبيعتها، الدنيا على حقيقتها،  فكل قطرة دم جسدت لنا مليون معنى وهدف وغاية ومشروع لذلك ما أجمل أن يرتقي الإنسان إلى مراتب الذوق الكامن إلى مراتب العشق الطاهر، وأن نرتمي بين أحضان التطور المحترم وليس بين أحضان التكنلوجيا التي تديرها الاستخبارات الدولية والصهيونية وغيرها لتدمر أجمل ما في الإنسان.. أن لا نرمي أجيالنا في قاذورات المستقبل المخيف القادم لنتطور مع التطوير الروحاني لنرفض من خلاله أمراض العصر وخصوصا بين مجتمعات اجتمعت على حب الحسين بن علي(ع) ولكنها ابتعدت عن تفعيل دور الرسالة التي خطها الحسين(ع) بدمه.. لنجتمع على كلمه سواء غير ملتفتين لأحقاد الدخلاء لإغراءات الدمار لترجع النفس إلى حالاتها الطبيعية لننهل من نهج الحسين(ع) مآثر الجمال الدنيوي هكذا سوف تنحني رايات الطامعين وسيكون الخذلان من نصيب ما سميناه في البدايه أصحاب الانفصام الشخصي ولنرى، لنكون واعين ومفتحي الأعين إلى شبابنا وأن نثقف أنفسنا من أجل أجيالنا الذين يتيهون ويتشردون وهائمون في قوقعة ودوامه هذا الزمان الصعب لنجدد ونخرج من قوقعه الجهل إلى مواجهة المصير وأن تكون فلسفة الذات فلسفه حقيقية تساعد في الحفاظ على جيل قادم وزمن صعب.

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع