شارك هذا الموضوع

بجرعة إدمان... تنسى الأمل والألم

لم يكن هناك طريق آخر أمامي غير المتاجرة بالمخدرات، اتخذه للعبور إلى رسم طريق المستقبل. .. فطريق الدراسة والعمل وغيره كانت تسبب لي إزعاجاً ورعباً إذ إني كنت فاشلاً في كل شيء،...، لم أفكر أبداً سوى كيف أنجح في المتاجرة بالمخدرات،، مرت الأيام ووقعت في خضم شباك أصحاب السوء، لم يكن أمامي أحد يوقفني أو ينبهني، فكل أفراد المجتمع كانوا مشغولين بأنفسهم، فلا صديق ولا حتى ناصح... فلن يبني مستقبلي أحد غيري...


ربما تكون هذه القصة مثالاً واضحاً للآلاف ممن هم ضحايا للمخدرات سواء من المتاجرين أو المدمنين، إذ تصف حالهم أكانوا أحياء أو أمواتاً فإن المجتمع بعيد عن رشدهم ونصحهم، وهذا البعد عن المدمنين والتصدي لهم بعد أن يكون واجباً دينياً فهو في الأساس واجب إنساني، ولا أعلم لماذا لا نرى حملات واسعة من المجتمع تتبنى مواجهة المدمنين والمتاجرين بالمخدرات والتصدي لهم.


ربما يقول البعض إن مواجهة المدمنين والمتاجرين بالمخدرات هي مسئولية أجهزة الدولة، لكن هل سأل أحد نفسه إن قام الاقرباء بمساعدته بنصحه أو بمرافقته وملء فراغه، فهل سيقع في شباك المخدرات والإدمان؟،، طبعاً لا، فكيف إذا كان المجتمع كله أخاه.


قبل أيام كنت في متابعة للبرنامج الإذاعي الذي تبثه إذاعة العربية «بي بي سي»، وهو عبارة عن لقاءات حية مع مدمنين تابوا في سن المراهقة والشباب، فكانت كل القصص والنماذج التي تعرض وتحلل من قبل اختصاصيين، تؤكد أن وقوع هؤلاء المدمنين في شباك المخدرات لحد الإدمان بها هو ضياعهم من المجتمع الذي لم يأبه بظروفهم الحياتيه، فيما يؤكد الاختصاصيون الذين حللوا هذه النماذج أن العلاج الأنجع لها هو ما وصفه المدمنون التائبون أنفسهم، وهو ملء فراغاتهم وتغيير البيئة التي من خلالها قد يلجأ إلى المخدر، فإن كانوا لا يشيرون إلى علاج آخر غير إنقادهم من بحر المخدر، وملء عوالمهم بعوالم تنسيهم اليأس وتميت عندهم حب الحياة وتبث في أرواحهم الأمل بالمستقبل الواعد، فإنه لابد من مؤسسات تتبنى على عاتقها برامج عملية لزج كل من يتوقع أن يقع في فك المخدرات.

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع